نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في عددها الصادر اليوم تقريرا للصحفي "غي بخور" المختص في الشؤون العربية والفلسطينية تناولت فيه إمكانية عقد اتفاق سلام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي اعتره التقرير فاقدا للشرعية.
وقالت الصحيفة في تقريرها "إن الرئيس محمود عباس لم يعد يمثل سوى نفسه بعد انتهاء ولايته القانونية من جميع جوانبها، بعد أن مرت به السنوات القانونية لولايته التي بدأها في كانون الثاني 2005، وأنه لا يمكن عقد اتفاق سلام معه، مشيرة إلى أن المجلس التشريعي الموجود الآن انتهت ولايته أيضاً منذ سنوات بعد انتخابات كانون الثاني 2006، مع حقيقة أن أبو مازن حله بعد انتخابه، لأن حماس فازت في الانتخابات التشريعية.
وأضاف الصحفي في تقريره "الأمر كذلك ينظبق على حكومة سلام فياض، فهي الأخرى لم تكن شرعية، لأنها لم تحصل على مصادقة التشريعي الذي حله الرئيس عباس، والسؤال إذا كان الأمر كذلك فمن يُمثل أبو مازن؟، إنه لا يمثل إلا نفسه الآن، أو بعبارة أخرى هو في مقام إنسان فرد ومن المؤكد أن دول قانون كإسرائيل والولايات المتحدة لا تستطيع أن تساعد على صنع اتفاقيات سياسية مع إنسان انتهت ولايته".
وتابع "إذا كانت هذه هي صورة الوضع الآن فتخيلوا صورة الوضع الدستوري في هذه السلطة مستقبلا، لن تخرج عن الاضطرابات وثقافة العنف أو كما قال فياض في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز في القيادة الفلسطينية "الوضع الحالي لا يُحتمل، إنهم لا يغيرون نهجهم ولهذا استقلت".
وترى الصحيفة في أن شرعية الرئيس عباس لا تتمثل فقط في تجاوزها البعد القانوني والدستوري وإنما على أرض الواقع أيضا، مضيفةً "من المؤكد أنه لا يمثل قطاع غزة فهم ألذ أعدائه ومن المؤكد أنه لا يمثل حماس في الضفة والقدس ولا عناصر الجهاد والسلفيين، وبات يمثل فتح فقط التي قال عنها فياض في مقابلته أنها آخذة بالانهيار رغم نفيه لهذه الاقوال كما جرت العادة".
وتضيف الصحيفة "نقول إلى الآن من يمثل أبو مازن؟ يجب أن نعرف جواب هذا السؤال قبل أن نبدأ المفاوضات معه وليس بعد ذلك، وبعبارة أخرى يجب على إسرائيل أن تطلب إجراء انتخابات فلسطينية شاملة للرئاسة والمجلس التشريعي كي نعلم هل يوجد تفويض دستوري وشعبي عام لمن يقابلنا على طاولة المفاوضات، وما لم يتم ذلك فلا يوجد أي نفوذ قانوني أو عام لقرارات قيادة الماضي التي لم تعد منتخبة".
وتختم الصحيفة "سيوجد من يزعمون أن حماس ستفوز في هذه الانتخابات وبذلك تنتهي مسيرة السلام، لكن يجب على الجميع احترام إرادة الجمهور الفلسطيني، فإذا أراد حماس فستكون إذا حماس، هل يُفضل أن يحصل الفلسطينيون على أرض وسيادة تتولى حماس فيها السلطة؟، لتعلم إسرائيل والولايات المتحدة من يُقابلهما من الآن، فالاتفاقات لا تُصنع مع واقع مُتخيل، ويجب أن يكون طلب انتخابات فلسطينية في بدء كل مسار سياسي، إذا أردنا أن يكون حقيقيا وملزما حقا".