فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: عندما استيقظت أنسام من غيبوبتها سألها المحقق: "هل أنت نادمة على فعلتك؟" فأجابته :"نعم نادمة لأني لم اقتلكم واحدا تلو الآخر"، صعق المحقق من جوابها ورد عليها، ليتني قتلتك".
وفي إحدى جلسات التحقيق في سجن الجلمة، سألها المحقق: "لو خرجتي من هنا هل ستقومين بنفس الفعل، فأجابته مرة واثنتين وثلاثة".
قبل خروجها من منزلها في 9 آذار عام 2016 في قرية إماتين الواقعة على الطريق الواصل بين مدينتي نابلس وقلقيلية، شمال الضفة الغربية المحتلة، متوجهة نحو جامعة النجاح الوطنية حيث كانت الأسيرة أنسام عبد الناصر شواهنة، طالبة في سنتها الأولى، مازحت والديها وأعدت لهما القهوة، ثم استقلت سيارة الأجرة حيث كانت متجهه لتأدية امتحانها، فقد كانت تطمح أن تكون صحفية تنقل معاناة شعبها.
وصلت أنسام التي كانت في الثامنة عشر من العمر، إلى الجامعة والتقت بصديقاتها، واتفقن جميعا على الالتقاء عقب انتهاء الامتحان، لكن المفأجاة انها لم تحضر إلى القاعة لتأديته، بحثن عنها وحاولن الاتصال بها لكنها لم تجب.
فقد عادت أدراجها متوجهة نحو مستوطنة "كدوميم" المقامة على أراضي بلدة كفر قدوم قضاء قلقيلية، حيث حاولت تنفيذ عملية طعن ضد أحد المستوطنين، قبل أن يتمكن جنود الاحتلال المنتشرون في تلك المنطقة من اعتقالها، حيث أبرحوها ضربا أدى إلى حدوث جروح عميقة في رأسها وأنحاء مختلفة في جسدها.
في البداية، تضاربت الأنباء حول وضعها الصحي، ووصل عائلتها خبرا يفيد باستشهادها، ثم نشرت وسائل الإعلام خبرا يفيد بأن إصابتها حرجة، ومر الوقت عصيبا على العائلة قبل أن تتصل بهم إحدى المؤسسات الحقوقية وتبلغهم بأن وضعها الصحي مستقر وهي موجودة في معسكر حوارة جنوب نابلس.
خضعت أنسام لتحقيق قاسي، قبل أن يتم نقلها إلى سجن هشارون، حيث حرمها الاحتلال من الزيارة طيلة ستة أشهر، لتتمكن عائلتها من رؤيتها بعد ذلك لدقائق قليلة في محكمة سالم العسكرية، حيث لم يسمح لها الاحتلال بالتحدث بأي كلمة مع والديها. يقول والدها عبد الناصر لـ"قدس الإخبارية": "إن أنسام كانت متفوقة في دراستها حيث حصلت في الثانوية العامة على معدل 97 في الفرع الأدبي، وكانت تحلم بدراسة الإعلام، فهي الابنة الوحيدة بين ستة أشقاء وهي المدللة، وروح البيت، لكن ما فعلته جاء نتيجة شعورها بالظلم الممارس على شعبنا وعلى تشاهده من جرائم الاحتلال بحق شعبنا".
ويشير إلى أنه تم عرضها على المحكمة ثلاثين مرة، عانت خلالها من التنقل بالبوسطة حيث كانت تمضي ساعات طويلة بداخلها ما تسبب لها بآلام في المفاصل، آخرها كان قبل ثلاثة أيام حيث حكمها الاحتلال بالسجن الفعلي لخمس سنوات إضافة إلى سنتين مع وقف التنفيذ.
ويضيف شواهنة احضروها مكبلة اليدين والقدمين، وتلقت الحكم بالابتسامة والاستهزاء بالقضاة وعدم الاكتراث، واكتفت بطلب الرضا مني ومن والدتها والاعتناء بصحتنا... لكن نحن كأي أهل بلعنا الغصة وحبسنا دموعنا كي لا نؤثر على معنوياتها لكن عندما خرجنا من المحكمة كنا كمن فقد روحه.
ويشير إلى أنها تتحدث في كل زيارة عن معاناة الأسيرات داخل السجن والمعاملة الوحشية من قبل إدارة مصلحة السجون معهن، لكن معنويات العالية تمدنا بالأمل والصبر.