غزة – خاص قدس الإخبارية: كثيرًا ما سمعت الشابة الفلسطينية نوران أبو عبيد عن وجود كشوفات لتنسيقات خاصة مصرية يُسمح لها بالمرور عبر معبر رفح البري في كل مرة كان يجري فتحه استثنائيًا منذ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لسدة الحكم.
ولم تتخيل أبو عبيد أن تشاهد هذه المشاهد عن قرب وهي تنتظر على أحر من الجمر السماح لكشفها المدرج ضمن كشوفات وزارة الداخلية بالسفر، في الوقت التي كانت تتحرك فيه سيارات وباصات التنسيقات على حسابهم.
وتعتبر الأيام الثلاثة الماضية هي أول مرة يتم فيها فتح المنفذ الوحيد لأكثر من مليوني نسمة يعيشون في القطاع منذ توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وتسلم حكومة التوافق الوطني المسؤولية الكاملة عن إدارة المعابر الحدودية بموجب هذه التفاهمات.
شهادات حية
وتقول أبو عبيد لـ "قدس الإخبارية" ما حدث يفوق الوصف فالطلاب افترشوا الأرض والأرصفة في مشهد مزرٍ دون أي تدخل من أي مسؤول للحديث مع الطلاب أو طمأنتهم أو حتى ابلاغهم بأي تطور بشأن السماح لهم بالسفر أو غير ذلك.
وتضيف، أن الكثير من الطلاب الحاصلين على منح دراسية خارجية لا سيما طلاب المنحة التركية فضلوا البيات على معبر رفح منذ اليوم الأول لفتحه، لكن ما جرى هو أن باصات التنسيقات كانت تدخل في مشهد يوضح أن من يدفع يسمح له بالسفر بشكل سلس وطبيعي.
وتتابع: "الكثير من الطلبة والمرضى والزوجات العالقات أصيبوا بخيبة أمل شديدة بفعل ما جرى خلال فترة عمل المعبر وهم ينتظرون ويشاهدون كيف كان يسمح لكشوفات التنسيقات المصرية بالمرور بشكل سهل وسلس على حساب المسجلين ضمن الكشوفات الرسمية".
وتشير أبو عبيد خلال حديثها لمراسل "قدس الإخبارية"، إلى أنه ورغم كونهم على اتصال دائم مع إدارة المنحة حيث يجري وضعهم بصورة التطورات في غزة، إلا أنهم مهددون بتأجيل المنحة بشكل كامل لمدة سنة على الأقل وهو ما يعني إهدار الوقت بالنسبة للطلاب ويخذل طموحاتهم.
محاولات فاشلة
أما الطالب في جامعة الأناضول التركية زكريا البلتاجي فيقول لـ "قدس الإخبارية" إنه منذ شهر أيلول المنصرم يحاول السفر إلا أن إغلاق المعبر المتواصل حال دون تمكنه من السفر، بالرغم من التواصل والمناشدات الكثير مع مختلف الجهات المسؤولة.
ويوضح البلتاجي أنه حينما تم فتح معبر رفح مؤخرًا صُدم من عدم وجود أي اسم له في الكشوفات المعلنة، وأن من يجري السماح لهم بالسفر هم من حملة التنسيقات ومن قاموا بالدفع مسبقًا لجهات مصرية، الأمر الذي جعل الطلاب يتجهون للاعتصام والبقاء على المعبر خلال الأيام الثلاثة.
ويتابع: "المعاناة تكمن في أنه ممكن بأي لحظة فقد المنحة وكافة امتيازاتها من سكن ومقعد معهد اللغة، بالإضافة لكوني منذ عام دون أي فرصة عمل علمًا بأني أنهيت دراستي للبكالوريوس في مجال الإعلام منذ 3 سنوات، وما يجري معي حاليا يجعل موقفي ضبابيا ويقلقني من فقدان المنحة".
رحلة طويلة
في حين لم يكن حال الطالب أسامة أبو الطيف (٢٦عاماً) الحاصل على منحة لإنجاز دراسته العليا في مجال الهندسة المدنية، أفضل بكثير عن سابقيه إذ لم يتمكن من السفر بعد جهود مضنية من أجل الحصول على منحة لإتمام دراسته العليا خارج القطاع.
ويبين أبو الطيف لـ "قدس الإخبارية": "حصلت على هذه المنحة قبل 3 أشهر، ومنذ ذلك الحين أحاول السفر عبر معبر رفح البري المغلق، والذي لم يفتح خلال العام الحالي سوى ١٤ يوما قبل أخر فتحة والتي شهدت تحول المعبر لمظهر تجاري لا إنساني".
ويطالب أبو الطيف الجهات الرسمية ذات العلاقة وخصوصا وزارة التربية والتعليم بالتنسيق للطلاب للسفر بشكل عاجل للحاق بدراستهم التي بدأت قبل شهرين لا سيما وأن هناك طلاب قد بدأت منحتهم بشكل رسمي وباتوا مهددين بفقدانها.
وبحسب إحصائيات وزارة الداخلية بغزة لهذا العام فإن عدد أيام عمل معبر رفح البري بلغت 18 يومًا، في حين جرى إغلاقه لأكثر من 305 أيام، ولم يتمكن سوى 2624 مسافرًا من المرور عبره، في حين عاد أكثر من 3106 مسافرً إلى القطاع، وأرجعت السلطات المصرية 203 مسافر دون إبداء أسباب.