شبكة قدس الإخبارية

هل نجح الإعلام الإسرائيلي باختراق المجتمع الفلسطيني؟!

هيئة التحرير

رام الله – خاص قدس الإخبارية: لا يكاد يمر يوم خلال الآونة الأخيرة إلا ونشهد ظهورًا لشخصية قيادية فلسطينية أو مسؤول في السلطة الفلسطينية أو حتى فلسطينيين عاديين عبر شاشات الإعلام العبري بمختلف أنواعه.

وخلال الفترة الماضية تعرض الإعلام الفلسطيني المحلي لحملة شرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي تمثلت في إغلاق مقار عدد منها وسحب تصاريح أخرى وإغلاق عدد من شركات الإنتاج الإعلامي المحلي تحت ذرائع التحريض على الاحتلال.

وعلى الرغم من الدعوات الرسمية من قبل وزارة الإعلام الفلسطينية ونقابة الصحافيين بمنع الظهور والتعامل والتعاطي مع وسائل الإعلام العبرية إلا أن هذه القرارات والدعوات لم تلقَ استجابة من أصحاب القرار والقيادات الفلسطينية الوازنة في مختلف الفصائل.

إلا أنه وخلال العمل على إنجاز هذا التقرير، تحدثت "قدس الإخبارية" مع شخصية قيادية فلسطينية في إحدى فصائل المقاومة والتي تحفظت على الحديث في الموضوع كونها ظهرت منذ مدة عبر شاشة إحدى الوسائل الإسرائيلية، مشددة هذه الشخصية في الوقت ذاته على اتخاذها قرارًا بمقاطعة الإعلام العبري بمختلف أشكاله.

وبررت هذه الشخصية القيادية أنها ورغم قدرتها على التعامل مع وسائل الإعلام الإسرائيلي وتوجيه الرسائل المطلوبة للجمهور، إلا أنه بات أكثر قناعة بضرورة مقاطعة هذه الوسائل وعدم التجاوب معها بأي حال من الأحوال، مؤكدًا على أنه لن يظهر مع أي وسيلة كانت مستقبلا.

وشددت الشخصية على أن مقاطعة الإعلام الإسرائيلي في ظل الواقع الفلسطيني الحالي بات أمرًا ضروريًا لا سيما وأنه يعبر بشكل رسمي عن لسان الاحتلال وحكومته ويتبع لهم بشكل مباشر، كما أنه غير مقبول التعاطي معهم نظرًا لكونه يؤدي لحال احتقان في الشارع الفلسطيني.

بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول إن الظهور عبر شاشات الإعلام العبري أو الحديث مع أي وسيلة إسرائيلية يعتبر أحد مظاهر التطبيع مع الاحتلال وهو ما ترفضه الجبهة بأي حال من الأحوال كونه يخدم الاحتلال.

ودعا الغول في حديثه لـ "قدس الإخبارية" إلى ضرورة وقف التعامل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل كامل لأن الظهور في هذه الوسائل يخدم السياسات الخاصة بالاحتلال والتي تتناقض بشكل كلي وقاطع مع مصالح الشعب الفلسطيني مع ضرورة تعزيز الإعلام المحلي.

وتابع الغول: "بدون شك الظهور في وسائل الإعلام العبرية إضعاف لحملات المقاطعة وكأن هناك علاقات طبيعية مع المحتل، وكأن الاعلام الإسرائيلي محايد، على الرغم من كونه هو من يقوم بكل أنواع التحريض ويشجع على العنف والقتل".

وشدد الغول على أن الظهور الفلسطيني في وسائل الإعلام العبرية يمنح الاحتلال ميزة على المستوى الدولي ويظهر حالة الضعف الفلسطيني ويروج من خلالها للرواية التي يريد أن يطرحها عبر شاشته التي لا تتوقف عن نشر كل ما تريده حكومة الاحتلال.

من جانبه، أكد الناطق باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أسامة القواسمي على أنه من الشخصيات الفلسطينية الرافضة للظهور عبر وسائل الإعلام العبرية ولا يجب بأي حال من الأحوال التعامل والتعاطي معهم.

وشدد القواسمي في حديثه لـ "قدس الإخبارية" على أن الإعلام الإسرائيلي جزء من سياسة الاحتلال الهادفة إلى الإبقاء على حالة التضليل والتشويش على أي جهد له علاقة بالمصالحة الفلسطينية أو العملية السياسية، مشدداً على أنه يجب أن يكون هناك ضوابط في التعامل معه وعدم الانجرار وراء التصاريح التي تنقل حتى عنه.

في السياق، يرى أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت نشأت الأقطش أن الإعلام العبري لم يكن يومًا محظورًا من العمل سواء في الضفة الغربية أو حتى في غزة، وإن كان الأمر حاليا صعب ويتم استخدام جنسيات أخرى كبريطانية وفرنسية وأخرى في الوقت الذي بات فيه الإعلام الفلسطيني المحلي يتبنى وجهة النظر الحزبية.

وقال الأقطش لـ "قدس الإخبارية" إنه من الغباء على حد قوله مقاطعة الإعلام الإسرائيلي بشكل كامل، بل يتوجب العمل على إعداد ناطقين باللغة العبرية ولديهم إلمام بالثقافة العبرية ليكونوا قادرين على إيصال الرسائل المطلوبة بما يتناسب مع المجتمع الإسرائيلي.

وأكد الأقطش على أهمية إعداد السلطة الفلسطينية وحركتي فتح وحماس ناطقين قادرين على مخاطبة الإعلام العبري والوسائل المختلفة بعيدا عن أسلوب الردح التقليدي المتبع خلال السنوات الماضية بطريقة احترافية وذكية تتناسب مع القضية الفلسطينية.

بدوره قال الخبير والمختص في الشأن الإسرائيلي علاء الريماوي إن الإعلام الإسرائيلي موجه ولا يمكن الاعتماد عليه لتوجيه رسالة، لا سيما في ظل وجود تجربة لعدد من الشخصيات الفلسطينية التي لم تتمكن من إيصال الرسالة اللازمة كونه جرى اقتطاع أجزاء من كلامها وإظهار ما تريده.

وأوضح الريماوي لـ "قدس الإخبارية"  أن الإعلام الإسرائيلي يعتبر أحد أذرع المؤسسة العامة الإسرائيلية في الوقت الذي لا توجد فيه مساحة كاملة أمام الفلسطينيين لإيصال رسائل، فالنجاح الوحيد في توجيه الخطاب كان لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس والذي أثبت خطاباه تفاعلاً كبيراً مع المجتمع الإسرائيلي.

ويضيف: "على الصعيد الصحفي من العيب وبشكل كبير أن يتنقل الصحفي الفلسطيني خادما للصحف الإسرائيلية وعليه دعم المقاطعة، كما أنه من المعيب على السياسي أن يتنقى وسائل إعلام عبرية للظهور عليها وأغلب الشخصيات التي ظهرت من حماس وفتح واليسار لم يضيفوا جديدا وتحدثوا في مواقف ثابتة إلا أنه أضر بشكل كبير بالجسم الوطني".

وشدد الريماوي على أنه لا يوجد أي حاجة للحديث للإعلامي الإسرائيلي بأي حال من الأحوال وأنه يجب أن يكون هناك موقف رسمي ويجري تنفيذ مواقف وزارة الإعلام ونقابة الصحافيين، لافتًا إلى أن الكثير من الصحافيين الإسرائيليين ووسائل إعلامهم تمتلك مصادر أكثر من المصادر الفلسطينية.