شبكة قدس الإخبارية

عقد زواج مميز في فلسطين.. فماذا تضمن؟

هيئة التحرير

نابلس - خاص قدس الإخبارية: بمهر معجله 114 دينار ومؤجله 500 دينار، وخمس آيات من سورة البقرة، إضافة لسورة الإخلاص، وثلاثة أحاديث نبوية، عُقد قران فاطمة نصار من قرية مادما جنوب نابلس على الشاب مهدي اعمر من قرية سينيريا شرق مدينة قلقلية، ليكون من عقود الزواج التي تحيي السنة النبوية في فلسطين.

عامر نصار والد العروس بين لـ قدس الإخبارية، "أسميت ابنتي على اسم فاطمة ابنة الرسول عليه السلام، وقررت أن لا يكون مهر ابنتي أغلى من مهر ابنة الرسول"، مشيراً إلى أنه اجتمع مع عدد من المختصيين وقدروا مهر ابنة الرسول بالدراهم الفضية، إذ تبين أنه مهرها يتراوح بين 300-400 دينار، فيما لم يقدر بالدراهم الذهبية التي تساوي أغلى بكثير من ذلك.

وأضاف،" هدفنا إحياء سنة كادت أن تنتهي بين الناس، سنة إرخاص المهور وتقليل تكاليف الزواج، بقصد بعث رسالة للأهالي أن ارحموا أنفسكم وأبنائكم وبناتكم،من خلال مثال واقعي وحقيقي"، مبينا أن إضافة آيات قرآنية في المهر هدفه مباركة عقد الزواج، حسبما كان يوصي الرسول -عليه السلام -

وأوضح نصار أنه الأمر بدء معه وهو يفكر كيف لا يزيد مهر ابنته عن مهر ابنة الرسول، "بدأ المحيطون بالمساهمة بهذه الفكرة وتطويرها، وكانت ابنتي فاطمة أول من ساهم بها، إذ أنها كانت ممتلئة قناعة بالفكرة، وسبقتني بالتأيد والاقتناع والرغبة، وهذه كانت مفاجأة سارة جدا لي ولأسرتي".

ولفت إلى أن كل أفراد أسرته، من أصغرهم الذي يبلغ تسعة سنوات إلى أكبرهم وهو طالب جماعي، بالتشاور والمشاركة في الفكرة التي أجمعت الأسرة عليها وقبلتها، "عندما بدأنا بتبليغ الجيران والأقارب، أسعدنا بمباركتهم جميعا وتشجيعهم لنا"، مشيرا إلى أن عائلة العريس سعدت من جهتها بالفكرة واقتناعها بها.

وقال، "ليس الهدف من الأمر هو فاطمة فقط، التي اعتبرها أغلى بناتي.. إنما لبنات وشباب الأمة العاجزين عن الإقبال للزواج بسبب ما يفرج من مبالغ مالية كبيرة"، مبينا أن فرحة العمر للشبان تتحول بعد العرس إلى نكد وغم بسبب ما يتراكم عليهم من ديون.

وتابع، "بالرغم من اقتناع المجتمع بهذه الورطة التي تكبد الشباب الديون لسنوات طويلة، إلا أنه لا يمتلك قدوة ومفتاح للخروج من هذه المشكلة.. ولهذا أنا حاولت أن أقدم لأمتي مفتاح حي وواقعي للحل، وأضيء لهم الطريق ليسروا على أنفسهم".

تكاليف الزواج التي تكبد الشباب لا تتوقف عن المهور الغالية فقط، بل تتجاوز ذلك إلى تحضيرات العرس، فيبين نصار أنه وعائلة العريس مهدي اعمر اتخذوا قرارهم باختصار الكثير من تكاليف الزواج، واقتصارها على الأمور الأساسية والمتواضعة، " اتفقنا على تقديم ضيافة متواضعة.. فيما قررنا اختصار عدد الحضور وخاصة أنه لدينا الكثير من المعارف والأصحاب، وقررنا دعوة شخص أو شخصين كرمز عن كل منطقة، وسيكون الحفل في قاعة صغيرة في قريتنا".

وطالب نصار الشبان المقبلين على الزواج اكمال الطريق، من خلال الاقتداء بالفكرة وتطويرها، "نحن تناولنا جانبين ربما فقط، ولكن الآن الدعوة للشبان المقبلين على الزواج، أن يتطورها وينيروا الطريق لمن خلفهم".

من جهتها، قالت المأذونة الشرعية تحرير حماد لـ قدس الإخبارية، إن تطبيق السنة النبوية في الزواج، ليس فقط كلام على عقود الزواج بل يجب أن يكون أفعال حقيقة، مبينة أن الكثير من العائلات تحضر إلى المحكمة وتسجل مهر بقيمة "دينار واحد" تحت حجة الاقتداء بسنة الرسول، إلا أنها عند شراء الذهب، فتشتري مهر أحيانا يتجاوز الخمسة آلاف دينار أردني.

وبينت أن المحكمة الشرعية في فلسطين لا تحدد قيمة المهور ولا تتدخل بها، فهو أمر تحدده كل عائلة حسبما متعارف عليه في قريتها، لافتة إلى أن المهور تتراوح بين خمسة آلاف إلى ثمانية آلاف دينار.

وأكدت حماد على ضرورة إحياء السنة النبوية في الزواج وإرخاص المهور، ولكن مع مراعاة الظروف الاجتماعية وصون حق المرأة وإعطائها حقها دون إشعارها بأي انتقاص، لافتة إلى ضرورة تطبيق السنة النبوية بباقي أمور الزواج أيضا، كتكاليف الزواج ومراسمه التي يعتبر أهمها "الوليمة" التي دعا لها الرسول، والتي يمكن أن تختصر على العائلة فقط.