غزة- خاص قدس الاخبارية: قوائم متتالية من أسماء آلاف الأسر تترتب تحت مسمى الفئة الأشد فقراً في غزة، الشؤون الاجتماعية تصرف مستحقات مالية لهم كل ثلاثة أشهر مرة، بمبلغ يتراوح بين 750 شيقل و1800 شيقل، ولكن مع بداية هذا العام طرأت تعديلات أدت الى حجب استفادة عدد كبير من العائلات من هذه المخصصات، وهذا الشهر تم الخصم من المبلغ للعديد من الأسر أيضًا.
هذا الإجراء أغضب العديد من الأسر التي شعرت بأنها ظُلمت، ولم يسعفها هذا المبلغ لتسديد الديون المتراكمة مع تأكيدهم بأن الخصم والتأخير في صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية زاد وضعهم سوءا.
كان لـ"قدس الاخبارية" حديث مع أحد المستفيدين من برنامج الشؤون الاجتماعية أشرف شهوان (43 عاماً) والذي دمج مع والدته المسنة، حيث رزق بثلاثة توائم قبل ثلاثة أعوام ونصف بعد انتظار 18 عاماً، ويقول: "رزقت بأطفالي الثمانية، منهم طفلة مصابة بشلل دماغي وآخر بإعاقة بصرية، وشيك الشؤون لا يعد كافيًا، لأن المبلغ الذي نتقاضاه هو 1800 شيقل والدتي تأخذ منه 750 شيقل والباقي أتقاسمه مع أخي فما الذي يتبقى منه؟!"
ويضيف شهوان: "في الفترة الماضية كنت أتابع بشكل مستمر مع الوزارة لكي يتم فصلي عن والدتي، ولكن فوجئت هذا الشهر بخصم مبلغ مقداره 657 شيقل من مخصصاتنا، هذا يعني أن معاناتي زادت، وأطفالي يحتاجون شهرياً لمتطلبات عديدة تتسبب بتراكم الديون، خاصة وأن أطفالي مرضى ولي حق الاولوية بصرف الشيك كاملاً لكي أنفق على علاجهم".
أما عن حاجة والدته للمخصص المالي كاملاً يوضح لـ "قدس الإخبارية": "والدتي يجب أن نعطيها مبلغها كاملاً فهي مسنة وتعاني من أمراض مزمنة وتحتاج لأدوية بشكل مستمر، لا أستطيع توفير هذه الادوية لها فأنا عاطل عن العمل وأعاني من مشاكل بالعمود الفقري، الآن بدأت معاناة جديدة وهي السعي من أجل عودة المبلغ كاملاً من جديد؟ فمن سوف يسمعني؟"
في اليوم ذاته من صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية حدث موقف مع مراسلتنا، لم تتصور بأن منتفعين من الشؤون الاجتماعية يساعدون أفراد عائلتهم الذين يعانون من الفقر مثلهم، ولم يستطيعوا الاستفادة من برنامج الفقر.
كانت سيدة تجلس بجانبي بالسيارة، وجائها اتصال ومن خلال الحديث فهمت أن أختها صرفت شيك الشؤون وخصم عليها!
بعد انتهاء المحادثة سألت مراسلة قدس الإخبارية، فكانت الإجابة من السيدة: "وضعي سيء لا يعلم به الا الله، وأختي وأبي يصرف لهم شيك الشؤون وفي موعد الصرف يعطيني كلاَ منهم 200 شيقل لأن ظروفي صعبة، ولكن هذا الشهر خصم من شيك أختي لذا تريد اعطائي 150 شيقل، وأنا الديون متراكمة ووضعي سيء جداً لا يوجد أي مساعدة تخفف عني المعاناة، لهذا أشعر بالقهر أكثر من أختي التي خصم عليها".
وبدورها تحدثت "قدس الاخبارية" الى مدير عام برنامج مكافحة الفقر في وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتورة ثناء الخزندار لتوضيح سبب الخصومات: "يبلغ عدد المنتفعين من برنامج مخصصات الشؤون الاجتماعية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة 110 ألف أسرة من بينهم 78 ألف أسرة من غزة، بميزانية 93 مليون شيقل كل ثلاثة شهور من أصل 130 مليون شيقل، وما تم هو تعديل البيانات ومن بينهم أبناء يعملون وآخرون متزوجين وتم تقليصهم من عدد الاسرة، ويوجد من هذه العائلات ما خصم من مخصصهم المالي ومنهم من حجبت وآخرين أضيفوا الى برنامج المخصصات المالية وغيرهم تم زيادة مخصصهم المالي".
وتضيف الخزندار: "تم تخفيض المخصص المالي بناء على تعديل بيانات هذه الأسر بينها وبين الباحث الاجتماعي وذلك بعلم المواطن، بعض الحالات تم زيادة مخصصهم المالي لسوء أوضاعهم المالية ولكن ليس عدد كبير وبعض العائلات التي تم حجبها في بداية السنة عادت الى البرنامج مرة أخرى وعددهم 700 أسرة من بينهم من له سجل تجاري وتم اغلاق سجلهم التجاري بشكل كامل، والباقي أسر لديها افراد من ذوي الاعاقة ونتأمل بإرجاع دفعة أخرى منهم".
أما عن أسباب خصم المبالغ والحجب توضح الخزندار لـ "قدس الإخبارية": "لدينا ميزانية محددة لا يمكن تجاوزها أبداً ونحن نخاف أن تتقلص أكثر من ذلك، والجهات المانحة تقلل من التمويل لهذا البرنامج وهذا سبب للخصومات، بالإضافة الى عدم تفعيل البرامج الأخرى مثل ذوي الإعاقة لتحويل الإعاقة السمعية لهم لصرف علاج سماعة، وأيضا برنامج التمكين الاقتصادي الذي يحل مشكلة العائلة التي لديها أربعة أو خمسة شبان لا يعملون لو كان مفعل هذا البرنامج لتم دعمهم بمشروع للعمل فيه وتلبية احتياجات اسرتهم".
واختتمت الخزندار حديثها: "أي حالة تشعر بأنها ظلمت نحن نستقبل الشكاوي والوزارة جاهزة لتعديل البيانات وفق الأسس لديها وإن كانت هذه العائلات لديها أفراد ذوي إعاقة سوف يعاد النظر في أمرهم وارجاع المخصص كامل لهم حسب احتياجات أفرادهم".