شبكة قدس الإخبارية

من يقف خلف محاولة اغتيال اللواء أبو النعيم؟

هيئة التحرير

غزة – خاص قدس الإخبارية: لم يمض أكثر من سبعة أشهر على اغتيال القيادي في كتائب القسام مازن الفقها، حتى صدم الفلسطينيون، ظهر الجمعة، بمحاولة اغتيال فاشلة تعرض لها قائد القوى الأمنية في غزة توفيق أبو نعيم.

محاولة اغتيال اللواء أبو نعيم، فتحت الباب واسعًا أمام التحليلات التي سعت لكشف الطرف المتورط، وأهدافه، وانعكاسات محاولة الاغتيال على الوضع الداخلي، لا سيما أنها نفذت في أوج انشغال الساحة السياسية الداخلية بتمكين حكومة التوافق الوطني من أداء مهامها بغزة.

وتشير أصابع الاتهام إلى الاحتلال، أو بعض العناصر الموالية لتنظيم داعش، الذين شنت بحقهم الأجهزة الأمنية بغزة مؤخرًا أوسع عمليات اعتقال وملاحقة في أعقاب التفاهمات التي جرت مع مصر.

الاحتلال المتهم الأول

المختص والخبير الأمني إسلام شهوان قال لـ قدس الإخبارية إن محاولة اغتيال اللواء أبو نعيم كانت دقيقة، باختيار شخصه والتوقيت الذي يتميز بكثرة الحركة وتنقل الناس، وهو ما يدلل أن الفاعل متمكن جدًا، ولديه دراسة مسبقة للثغرات الأمنية الخاصة به.

ويحمل شهوان المسؤولية الأولى عن محاولة اغتيال أبو نعيم للاحتلال، والذي اتضح بعد عملية اغتيال الأسير المحرر مازن فقها أنه يخوض حربًا مع الأسرى الذين تقلدوا مناصب رفيعة سواء أمنية أو سياسية وعسكرية في فصائل المقاومة.

ويضيف شهوان إلى أن أصابع الاتهام تتجه أيضا نحو أطراف تسعى لإفشال المصالحة الفلسطينية، أو بعض العناصر المتطرفة التي شنت الأجهزة الأمنية مؤخرًا عمليات اعتقال واسعة بحقهم، مشيرا إلى أن الاحتلال يقف وراء بعض التنظيمات المتطرفة في غزة، حسبما كشفت عنه مؤخرا تحقيقات الأجهزة الأمنية.

حالة التراخي الأمني وعدم وجود إجراءات أمنية مشددة من قبل قادة المقاومة والأجهزة الأمنية، تعتبر أحد الأسباب الواضحة لتنفيذ محاولات اغتيال لشخصيات قيادية في غزة، حسبما أكد عليه شهوان، مبينا أن محاولة اغتيال أبو النعيم سيكون لها ارتدادات في إتمام المصالحة.

ويشدد شهوان على ضرورة استخلاص قادة المقاومة والأمن بغزة العبر وعدم التراخي الأمني والالتزام بقواعد السلامة الأمنية وهذا جزء من العقيدة الأمنية خصوصًا في ظل العمل الميداني وحالة التحليق المكثف للطيران الاحتلال.

عملية غير احترافية

 الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، يستبعد فكرة تورط الاحتلال في محاولة اغتيال اللواء أو نعيم، كون العملية حسب وجهة نظره "نفذت بشكل غير احترافي وبطريقة عشوائية"، دافعها الأساسي الانتقام من الأجهزة الأمنية في غزة.

ويشير الصواف إلى وجوب اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة، وعدم السكون إلى كون ساحة غزة مستقرة أمنية، لا سيما في ظل محاولة بعض العملاء تنفيذ تعليمات الاحتلال أو بعض العناصر المتشددة.

ورجح أن يكون هناك رد فعل قوية من قبل المقاومة إذ ثبت أن الاحتلال يقف وراء هذه العملية، مؤكدا على أنه لن يكون لها  أي تداعيات خاصة بملف المصالحة الداخلية وتسليم الحكومة مهامها بغزة.

محاولة للعبث الأمني

 الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن محاولة اغتيال شخصية بحجم أبو نعيم، تعتبر تطور نوعي وخطير ينبأ أن هناك من يحاول العبث وخدش الاستقرار الأمني، وقال لـ قدس الإخبارية، إن الاحتلال مستفيد من محاولة اغتيال أبو نعيم لدوره السابق في المقاومة، والحالي في حماية المقاومة عبر عمله في الأجهزة الأمنية.

وأشار المدهون إلى الدور الذي لعبه أبو نعيم مؤخرًا، لا سيما بعد التفاهمات التي جرت مع الجانب المصري والتي أفضت لضبط الحدود لمنع خروج هؤلاء المتشددين فكريًا من تجاوز الحدود والوصول إلى الأراضي المصرية وهذا يبدو أغضبهم بشكل واضح.

وتابع، "العملية لها تبعات خطيرة، ويمكن أن يكون للاحتلال يد ويريد من وراءها توجيه ضربة للاستقرار الأمني الذي يعتبره الاحتلال مضراً له"، مبينا أنه حتى لو ثبت تورط الاحتلال في محاولة الاغتيال، فإن المقاومة سيكون ردها مختلفًا وعلى عدة مستويات.