غزة – خاص قُدس الاخبارية: ضبطت الرقابة الزراعية كمية كبيرة من مبيد حشري مكون من "مادة اللانيت" الذي يستعمله المزارعين لرش المحاصيل، وهذه المادة عالية السمية بشكل كبير جداً وتؤثر على صحة الأهالي، إذ تبقى سمية المادة داخل المحاصيل بعد نضجها وبيعها في الأسواق.
وأوضح محمد النجار مدير عام الرقابة الزراعية، أنه تم ضبط كمية من المبيد الحشري خلال محاولته تهريبه إلى قطاع غزة من إحدى الدول المجاورة، وبعد مباشرة التحقيقات تبين وجود كمية كبيرة في سوق قطاع غزة.
وأضاف النجار لـ"قدس الإخبارية"، "لا يسمح استيراد مادة اللانيت أبداً حسب النظام ولا يمكن بأي حال من الأحوال عبر الاجراءات الرسمية، ولكن دخلت بطريقة غير مشروعة وليس هناك أي إمكانية للتهاون بهذا الشيء أو بأي مبيد يستورد ممنوع التداول حسب النظام".
وأكد على أن المادة ليست ضمن القائمة للمبيدات المسموح استخدامها، فهناك ثلاثة قوائم للمبيدات، القائمة الأولى المبيدات المسموح استخدامها، والثانية التي يقيد استخدامها في فلسطين بمعنى أنه يتم استخدامها عبر وصفة من المرشد الزراعي الموجود في محافظة كل مزارع، والقائمة الثالثة هي الممنوع تداولها والتي تتجدد كل عدة سنوات نتيجة للأبحاث العلمية التي تؤكد أنها تحتوي مواد سامة.
وضع جرام واحد لبرميل ماء يستطيع قتل الديدان الموجودة به وإن كانت كبيرة، بالإضافة إلى استخدامها لقتل الكلاب الضالة والكثير من المحاصيل قبل مرحلة النضوج مثل العنب والبندورة، كما يستخدمها الصيادون هذه المادة كطعم لصيد الأسماك.
المزارع سعيد أبو حلوب (62 عاماً) بين لـ"قدس الإخبارية"، أن مادة اللانيت تستخدم كمبيد للديدان وتوضع على المحاصيل في المراحل الأولى قبل الإنتاج وهي سامة جداً، مضيفًا "قمت بالرش منها قبل أيام على محصول البطاطا وهي عمرها شهر وتقضي على الدودة ولفترة محدودة تسمى فترة الأمان وتنتهي، ولكن المشكلة بعدم وجود رقابة ترشد المزارع على استخدام هذه المادة، ولا يوجد ثقافة لدى المزارعين لهذا البعض يرشونها قبل فترة الانتاج بعشرين يوم فتظل سمومها داخل المحصول".
وأضاف، "الخطأ الكبير جداً هو استخدامها بدون ثقافة، ونحن نعلم أن جميع المبيدات الحشرية سامة ولكن تتفاوت سميتها، ولكن لابد استخدامها لأن عدم القضاء على الدودة لن ينتج محصول ولن نكتفي حاجتنا من الغذاء، ويوجد بها فترة امان يجب مراعاتها للحفاظ على المحصول وعلى الناس".
وعن كيفية استعمالها، بين أبو حلوب أن هذه المادة عبارة عن بودرة يتم وضع 5 جرام على 100 لتر ماء ورش المحاصيل بها، "لا يوجد رقابة زراعية أبدا وهناك مهاجمة على المزارع بشكل كبير على أنه يطعم الناس سموم، متسائلًا "هل يوجد رقابة على المحاصيل التي تأتي من "إسرائيل" فهي عالية الخطورة لأنهم يستخدمون المبيدات بشكل كبير جداً".
من ناحيته، قال نقيب الصيادين نزار عياش لـ"قُدس الاخبارية"، "مادة اللانيت كانت تستخدم قبل فترة كطعم للسمك ليتم صيدها، ولكنها شبه انقرضت جراء الملاحقة والمتابعة".
فيما قال الصياد أحمد الهسي لـ"قُدس الاخبارية"، "المادة عالية السمية، السمك يموت بمجرد شم رائحتها، كانت تستخدم في فترة وجود الاحتلال في قطاع غزة، ولكن بعد خروجهم وضعت قيود على استخدامها".