في مقابلة على "راديو الشمس" شارك فيها كل من عمر البرغوثيّ عن حركة مقاطعة إسرائيل، والنائبة عايدة توما عن القائمة المشتركة حول مشاركة عايدة توما وخليل الشقاقيّ وأمل جمّال بيوم دراسي في معهد أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ. تقول عايدة توما ردًا على ادّعاء عمر بأن المركز قام بالتخطيط لجرائم حرب، أولًا وقبل كل شيء أن "مركز أبحاث الأمن القوميّ هو مركز بحثيّ أكاديميّ ولا علم لدي عن أي جرائم حرب يتحدّث عمر البرغوثي، هذه مراكز بحثيّة أكاديميّة".
وتُتابع أنّها طرحت موقفها هناك دون تردّد مستخلصة أن على حركة المُقاطعة أن تتوقّف عن كونها "توزّع شهادات وطنيّة" وأن قيادة الجماهير العربيّة في الداخل علمت على مدار 70 عامًا كيف تقود جماهيرها. وخلصت إلى حقيقة أن هذه مراكز بحثيّة سنكون متواجدين فيها ونحن لا نستطيع أن نترك كل منبر يشارك فيه أشخاص ذوو خلفيّات استخباراتيّة.
العزيزة عايدة، أولًا دعينا نبدأ من نقطة انطلاقك. مركز أبحاث الأمن القوميّ ليس مؤسّسة بحثيّة أكاديميّة. مركز أبحاث الأمن القوميّ يعرّف هدفه ودوره على أنّه "تعزيز الأمن القوميّ الإسرائيليّ ومساندة الدولة في ضمان مستقبلها كدولة يهوديّة وديمقراطيّة". بالإضافة إلى أن المركز وضع أمامه هدف أن "يؤثّر ويخدم، كجسم مستقل صاحب صوت واضح، صنّاع القرار من المستوى الأول في إسرائيل وخارجها. ومن خلال انخراطه في الشأن العام وأبحاثه السياساتيّة يحاول المركز استغلال الفرص السياسيّة وتقديم حلول إبداعيّة للتحدّيات الأمنيّة التي تواجه إسرائيل".
وعبر الباحثين، الذين اكتسبوا خبرتهم في الأكاديميا، الجيش، ومؤسّسات الحكم يحاول المركز تقديم التوصيات السياساتيّة التي تقوّي المناعة القوميّة- الأمنيّة. هذا بالإضافة إلى أن المركز "يقدّم خدمات إلى المؤسّسات العسكريّة والحكوميّة في دوائر مغلقة". هذا كلّه يندرج تحت بند"أهداف" المركز كما هي موجودة حرفيًا في موقعه الرسمي. وبالتاليّ، بحسب معرفتي المتواضعة، هذه الأهداف ليست أكاديميّة ولا بحثيّة بالقدر الذي هي فيه سياسيّة- أمنيّة. والأغرب عزيزتي عايدة، أنّ المركز حتّى لم يذكر كلمة "سياسيّ" بل إن مجال تركيزه واختصاصه هو الأمنيّ. وبالتاليّ ادّعاء أنه مركز بحثيّ مجرّد غير دقيق وغير صحيح ومُضلّل.
ثانيًا عزيزتي عايدة، خصوصيّة الفلسطينيين بالداخل عليها أن تتوقّف عن كونها شوكة في النضال الفلسطينيّ العام قبل أن تطلبي من حركة المُقاطعة أن تتوقّف عن كونها موزّع شهادات وطنيّة. بالمجمل، نعم هناك حاجة إلى أن تكون هناك جهة فلسطينيّة توزّع شهادات وطنيّة وتصيغ الموقف الوطنيّ العام الذي يسري على القيادة الفلسطينيّة في الداخل، وعلى القيادة في الضفّة والشتات أيضًا.
هناك خصوصيّة، نعم أوافق، ولكن هذا لا يلغي أن يكون جسم وطنيّ واحد يراعي الخصوصيّة ولكنه يضعها ضمن استراتيجيّة نضاليّة فلسطينيّة عامّة. وثانيًا أيمن عودة ذاته وعلى الرغم من الخلاف معه أقر إنّه "الفلسطينيّون في الداخل وبحسب استراتيجيّة المشتركة لا يشاركون في المؤسّسات الأمنيّة وقالها في مركز مسارات وفي تسجيل للمؤتمر". هذه المشاركة هي أيضًا إذا تتعارض مع استراتيجيّة المشتركة ذاتها.
ثالثًا عزيزتي عايدة، من قال أنّكم نجحتم في قيادة الجماهير بنجاح خلال 70 عامًا؟ هذا تقييمك ولا نتفق أو أتفق بما إنّي بمثّلش غير نفسي ورأيي مع هذا الادّعاء. العنف سجّل 70 حالة قتل في نصف عام تقريبًا، والهويّة الوطنيّة والسياسيّة في تدنّي واضح للعيان وظاهر، وخسرتم أغلبيّة الانتخابات المحليّة لصالح المرشّحين العائليين الطائفيين وفي إحصائيات.
العزيزة عايدة، لطرح مثل هذا ادّعاء بذريعة "منعرف نقود جماهيرنا وفش حاجة حدا مين كان من أي مكان يقلنا شو الصح وشو الغلط" علينا أن نقيّم أولًا ونُحاسب ثانيًا وهذا ما لا تسمحون لنا به بالإضافة إلى أن موقف الفصل بين الفلسطينيين والخصوصيّة أيضًا يمر الآن وفي هذه الأيام بنقاش حاد لتقييم السياق التاريخيّ ومدى فاعليّته بين الشباب وفي أطر عديدة يتوجّب أخذها بعين الاعتبار كما هو ذات الموضوع في نقاش ما حقّقت منظّمة التحرير في عمليّة التسوية أيضًا. النتائج جميعها تشير إلى فشل مسار المواطنة وفشل مسار "الخصوصيّة" في الحفاظ على الهويّة وحماية المجتمع من التفكّك.
رابعًا عزيزتي عايدة... على الفلسطينيّين في الداخل أن يتوقّفوا عن كونهم وخصوصيّتهم جسر لطبش وكسر خطوط حمراء فلسطينيّة عامّة كل مرّة من جديد.