قطاع غزة - خاص قدس الإخبارية: قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، إن سلاح المقاومة خط أحمر ولا يمكن السماح بالمساس به.
وأضاف مزهر، "نحن نحافظ على السلاح كخيار مهم في مقاومة الاحتلال.. وتنظيم عمل المقاومة بحاجة لتشكيل جبهة مقاومة موحدة لإدارة تكتيكات المقاومة بما يخدم الشعب الفلسطيني، وهو لا يبحث إلا داخل الإطار الوطني الشامل".
وجاء حديث مزهر خلال لقاء خاص مع قدس الإخبارية حول المصالحة الفلسطينية، إذ أكد على أن الجبهة الشعبية تعمل بكل الوسائل لدعم الخطوات الإيجابية في المصالحة، وإسنادها ودعمها، ومواجهة كل جماعات المصالح التي تسعى لعرقة المصالحة، "نحن بظروف لا تسمح بمعاودة العبث والتخريب والمراهنات على الحسابات والأجندات، فيجب تذليل كل العقبات ولن نسمح بأي طرف أن يعيق أو يعطل المصالحة لأهداف حزبية ضيقة".
حل اللجنة الإدارية
ولفت مزهر إلى أن ما دفع حركة حماس لإعلان حل اللجنة الإدارية، ما جرى من تدهور الأوضاع الانسانية في غزة، سبب الحصار والعقوبات المفروضة على القطاع، وهو ما دفع حركة حماس لاتخاذ خطوة المبادرة في إنهاء حالة الإنقسام، مؤكدا على أنه يجب القيام بخطوات اسعافية وعاجلة بما يتعلق بالكهرباء والصحة وتوفير العلاج، إضافة لإلغاء الإجراءات العقابية المفروضة على القطاع.
وقال،"يجب عمل خطة إنقاذ وطني لإنقاذ الوضع في غزة في ظل ما يعيشه من أوضاع مأساوية، لحل الظروف المفروضة بشكل جذري من خلال خطة تنموية تستوعب العاطلين عن العمل والخريجين".
وأكد مزهر على ضرورة أن قيادة الشباب المصالحة الوطنية من خلال انتزاع أدوارهم وحقوقهم التي لن تقدم لهم على طبق من ذهب، "يجب أن يعمل الشباب بجهد ودود نضالي لنيل حقهم في وظيفة العمومية أو التواجد في المواقع الرسمية سواء في الأحزاب او المؤسسات الرسمية للسلطة".
وعن الخطوات المقبلة في دفع المصالحة، بين أنه من المقرر أن تعقد جلسات ثنائية بين حركتي حماس وفتح في القاهرة، ستناقش الملفات الرئيسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة بناء منظمة التحرير والمصالحة الوطنية والانتخابات العامة، مشيراً إلى أن الجبهة الشعبية لم يتم دعوتها لحضور هذه الجلسات.
الدور المصري
وأكد مزهر على أن مصر تلعب دوراً بارزاً وجدياً في تتبع مجريات المصالحة، وقال، "مصر جدية هذه المرة، وهذا واضح من المتابعة لكل مجريات الإعلان بحضور وزير المخابرات والطاقم المسؤول عن الملف الفلسطيني إلى قطاع غزة".
وتابع،"هذه المتابعة تعكس جدية ورغبة حقيقة لدى المصريين من مواصلة ومتابعة ومراقبة عملية التنفيذ، وهذا يأتي في اطار إعادة إحياء الدور المصري".
وأوضح أن الدور الذي تلعبه مصر في إتمام المصالحة الفلسطينية يعيد لها دورها ومكانتها على مستوى الأمة العربية كدولة محورية ومركزية في المنطقة، "نحن ندعو مصر لكي تستعيد هذه المكانة وأعتقد أن هذا الأمر يمكن أن ينعكس إيجاباً على الفلسطينيين وعلى كل المنطقة العربية".
دور الجبهة الشعبية
وأكد مزهر على أن الجبهة الشعبية لعبت دوراً مهماً في الدفع بعجلة المصالحة، إذ تقدمت بورقة حلول للأزمات العالقة في غزة، وذلك من خلال الشراكة الوطنية البعيدة عن الحزبية والانقسام، "يجب العمل على مبدأ والمهنية والنزاهة والشفافية عند اعادة ترتيب الوزارات وغيرها، لعلاج جميع الأزمات.. إذ أن التفرد بهذه الملفات سيفاقم معاناة المواطنين".
وبين أن الجبهة الشعبية تؤمن أن المصالحة تسير هذه المرة في المسار الصحيح، " لا أجزم أن الأمور تسير بشكل مطلق أو نهائي، هذه المرة تختلف عن المرات السابقة فهي تسير بطريقة صحيحة، وسندعم ونعمل بالجبهة بكل الأشكال والوسائل لدعم وتعزيز الخطوات الإيجابية للمصالحة وإسنادها ودعمها".
ولفت إلى أن أهالي قطاع غزة يتخوفون من انهيار المصالحة مرة أخرى والعودة إلى نقطة الصفر، وذلك بناء على التجارب السابقة، مؤكداً على أن هذه المرة المصالحة تسير وفق الرغبة المتبادلة من جميع الأطراف الفلسطينية.
وشدد على أن الجبهة الشعبية سيكون لها دوراً حاسماً في حال تم إفشال المصالحة، إذ ستقوم بمصارحة الشعب الفلسطيني بحقيقة من يعطل المصالحة ويعبث ويخرب في ملفها.
وعن مشاركة الجبهة الشعبية في الانتخابات المقبلة، أوضح مزهر أن ذلك سيكون بعد دراسة يتبعها اتخاذ قرار يستجيب للمصالح الوطنية والتخلص من اتفاقيات أوسلو، التي ألحقت الضرر بالفلسطينيين وكبلتهم بإلتزامات سياسية وإمنية خدمت الاحتلال.
عودة دحلان
بين مزهر أن عودة القيادي الفتحاوي محمد دحلان إلى غزة وتصالحه مع السلطة الفلسطينية، هو شأن خاص في حركة فتح، "فتح وحدها تقرر بذلك دون تدخلات خارجية، فهو شأن داخلي.. ونحن في الجبهة نريد فتح قوية ومتماسكة باعتبارها ضرورة في هذه اللحظة طالما نواجه الاحتلال".
إعادة بناء منظمة التحرير
أكد مزهر على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها على أسس وطنية وديمقراطية من خلال اجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني في الداخل وحيثما أمكن في الخارج، وذلك على أساس برنامج القواسم المشتركة، وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة ومجلس مركزي جديد، "ليكون هذا المجلس الوطني أداة كفاح الشعب الفلسطيني، حتى ينال جميع حقوقه بعودة اللاجئين من الخارج، وطرد هذا الاحتلال من أرض فلسطين".
فيما عبر مزهر عن استغرابه من عدم إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن إلغاء العقوبات ضد غزة بعدما كان هناك حديث لشخصيات من فتح برفع الإجراءات العقابية تزامنا مع حل اللجنة الادارية.
وطالب مزهر الرئيس الفلسطيني برفع العقوبات بشكل سريع لإعطاء دفعة قوية للمصالحة، باعتبارها الرافعة الوطنية، والسبيل الوحيد لإستعادة الوحدة الوطنية وطي صفحة الانقسام.
المزيد من التفاصيل في الفيديو التالي...