فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: أثار خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة أمس حفيظة حركة حماس، التي اعتبرته استجداءً لحقوق الشعب الفلسطيني وإقرارًا بفشل التسوية.
وكان الرئيس عباس قد ألقى خطابًا على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال فيه إنه إذا استمر رفض "إسرائيل" لحدود عام 1967 حل الدولتين يجعل الاعتراف المتبادل منذ عام 193 موضع تساؤل ولا قيمة له.
وأضاف عباس في كلمته، "نحن ضد الإرهاب بكل أشكاله مهما كان مصدره ونحاربه سواء محلي أو إقليمي أو دولي"، مضيفا أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ضرورة لاستكمال جهود مواجهة تنظيمات الإرهاب.
حركة حماس بدورها علّقت على خطاب الرئيس بالقول إنه "ورغم أهمية المكان والزمان من حيث مخاطبة لقادة وزعماء العالم، ويأتي بعد خطوات الحركة الأخيرة بالقاهرة إلا أنه خطابه يحمل روح الإقرار بفشل مشروع التسوية والمفاوضات مع الاحتلال".
وذكر المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم أن الخطاب يحمل منطق استجداء حقوق الشعب الفلسطيني المقاوم الذي يرنو للانعتاق من الاحتلال بكل الوسائل المشروعة، معربًا عن أسفه من أن "عباس لم يفرق في خطابه بين مقاومة الشعب الفلسطيني باعتبارها حقًا أصيلًا في ظل الاحتلال وبين الإرهاب المدان من قبل كل القوانين والأعراف الدولية، بل إن الاحتلال أحد أبرز أشكال الإرهاب".
وفيما يتعلق بالشأن الداخلي، رحب برهوم بما أعلنه عباس حول قدوم الحكومة إلى غزة، مؤكدًا أن حركته ستعمل على إنجاح مهمتها، مشددًا على أن حركته ستستمر في خطوات المصالحة حتى تصبح واقعًا ملموسًا كي يتفرغ الجميع للنهوض بالمشروع الوطني ومواجهة الاحتلال، مجددًا التأكيد على التزام حماس بما أعلنته في القاهرة.
أما حركة فتح بدورها، فعبّرت عن استيائها مما وصفته "أسلوب حماس" في التعليق على خطابات الرئيس محمود عباس أمام المجتمع الدولي.
وقال الناطق باسم حركة فتح أسامة القواسمي، "أستهجن وأستغرب وأرفض تصريح حماس حول خطاب الرئيس في الامم المتحدة، وأنصحكم أن تكفّوا عن هذا الأسلوب".
وكانت حركتا فتح وحماس أعلنتا عن أول خطوات المصالحة بعد تفاهمات في القاهرة ترعاها المخابرات المصريّة، أعلنت حركة حماس على إثرها حل اللجنة الإدارية وتسليم حكومة التوافق مهامها في غزة والاستعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية، فيما رحبت حركة فتح بما قدمته حماس بهذا الشأن دون الاستناد إلى خطوات عمليّة بعد.