غزة- خاص قُدس الإخبارية: على طاولة خشبيّة في غرفة منزلها المخصصة لاستقبال الضيوف، يتربع الشيخ الشهيد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، ليعانق الرئيس الراحل "الختيار" ياسر عرفات، في محاولة لمحو خلاف حركتين، فهي رسخت بفنها مصالحة أطراف الانقسام، ونجحت في تحقيق ما عجز عنه ساسة مخضرمون، "وحدة وطنية بين فتح وحماس".
ريما سعد(35 عاماً) من قطاع غزّة، لم تجد وسيلة سوى "فن الأميجرومي"؛ للتعبير عن رسالة تمنّاها الفلسطينيون منذ ما يزيد عن أحد عشر عاماً، تمثلت بشخصيات حملت مضموناً لإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة للصف الوطني.
فن "الأميجرومي" هو فن عمل الدمى بالصوف، ولا يوجد مدرسة متخصصة له في غزة، تتقنه ريما وتحاول من خلاله ترتيب البيت الفلسطيني بشخصيات سياسية ومقاومة أحبّها الشعب، نجحت عبره في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه قيادات الفصائل الفلسطينية والجهات الراعية لاتفاقيات المصالحة، الساعية إلى إنهاء الانقسام.
موهوبة صغيرة
ريما قالت إنها تحب صناعة الدمى منذ نعومة أظفارها، وأضافت "كنت أصنع الأشياء العادية مثل المفارش والكوفيات كما كانت تعلمنا أمهاتنا قديماً، واستمر هذا الأمر معي طوال حياتي إلى أن قررت تجربة عمل مجسمات من العرائس باستخدام خيطان الصوف بعد أن شاهدت بالصدفة مجموعة من الصور على شبكة الانترنت لتلك الألعاب، فقررت استغلال هذا الفن لتجسيد الوحدة الوطنية، وعمل شخصيات مألوفة ومحبوبة لدى الجميع".
وأضافت لـ"قُدس الإخبارية"، "بدأت رحلة البحث عن فيديوهات وموضوعات عن طريقة صناعة الدمى، واكتشفت أن هذا الفن من أصل ياباني ويطلق عله اسم "أميجرومي"، تعلمت بعد محاولات بسيطة، حتى تطورت مهاراتي وأصبحت أبتكر بعض الأشياء وكنت أصنع عرائس وأعطيها كهدية لأطفال العائلة والمعارف فى المناسبات، حتى أعجب الجميع بأعمالي، إلا أن هذا الإقبال دفعني لتطوير فكرتي وإنتاج كميات كبيرة من هذه المشغولات.
حينها لم يكن مشروع ريما سوى مجردة هواية، ولم تكن فكرة المشروع حاضرة، فهو ظهر معها بالصدفة ولكنها نجحت لأنها تحب النجاح في تجاربها، واستفادت من تخصصها الجامعي "تكنولوجيا المعلومات" واستثمرته لتطوير عملها فكانت ترسم على البرنامج وتطبق على الملابس على حد تعبيرها "، مؤكدة أن تجربة تجسيد الوحدة الوطنية بالدمى من أنجح التجارب التي خاضتها في حياتها، لأنها أضافت بصمتها الخاصة التي استوحتها من الخيال.
طابع تراثي وطموح!
وتميزت أعمالها بالحفاظ على الطابع الفلسطيني والتراثي، وفلا تخلو دمية من الدمى التي تصنعها، من الطابع التراثي، فعند صناعتها دمية على شكل عريس وعروسة صنع دمى على شكل عريس وعروسة تضيف إلى ملابسهم التطريز والكوفية، للحفاظ على الهوية الفلسطينية.
وتشير الفنانة إلى أنها واجهت مشكلات برسم ملامح الوجه، فهى لم تتقنها من المرة الأولى، فحاولت مرات عدة حتى أتقنتها وخرجت بالشكل المطلوب، لافتة إلى أنها الآن تستطيع تجسيد كافة الشخصيات باستخدام فن "الأميجرومي".
وتتمنى صانعة الدمى أن يشاهد قادة حركتي فتح وحماس أعمالها التي تجسد الوحدة الوطنية، لعلها تكون كخطوة أولى ومقدمة لتوقيع اتفاق المصالحة وتطبيقه على الواقع بشكل فعلي.
ولدى ريما طموح بتكوين فريق كامل لمعاونتها على إنجاز كمية كبيرة من اللدمى لأن عملها يستغرق بعض الوقت قد يصل لمدة عشرة أيام لصناعة دمية واحدة، وافتتاح أول مدرسة لتعليم فن "الأميجرومى" لتعليم الشباب والأطفال الفن التي تتقنه.