شبكة قدس الإخبارية

معتقل سياسي يروي فصول تعذيبه بسجن أريحا

٢١٣

 

هيئة التحرير
جنين - خاص قدس الإخبارية: تعرض الأسير المحرر أحمد أبو زينة (29) عاما للضرب والتعذيب خلال اعتقاله في الأيام الأربعة الماضية في سجون الأجهزة الأمنية في مدينتي جنين وأريحا. وبين أحمد أنه خلال انتظاره للطبيب الذي تأخر ساعات طويلة رغم تدهور وضعه الصحي، تعرض للضرب المبرح والتنكيل من قبل عناصر في الأمن الوطني، "ضربوني على كل أنحاء جسدي، وفي مناطق حساسة، وانهالوا علي بالشتائم وسب الذات الإلهية وأبقوني مقيد اليدين، حتى ما عدت أشعر بالدم يصل إليها .. طلبت أن أصلي، فأخبروني أن الصلاة والصيام ممنوعة هنا". وروى أحمد أبو زينة  لـ قدس الإخبارية، أن قوة من جهاز الأمن الوقائي اعتقلته يوم الخميس الماضي الموافق 24 تموز، من مكان عمله كسائق في إحدى الرياض، مؤكداً على أن اعتقاله تخلله إطلاق نار في الهواء وإثارة الخوف بين الأطفال المتواجدين في المكان. وأضاف تم نقله فوراً إلى مقر الأمن الوقائي في مدينة جنين، وبعد إجراء تحقيق أولي معه، حول إلى إحدى الزنازين التي كانت تفتقد للإنارة والتهوية، ليبدأ وضعه الصحي بالتدهور صباح اليوم التالي، إذ لم يكن بمقدوره التنفس فيما بدأت تظهر عليه علامات تنبئ بإصابته بنوبة قلبية. وبين أنه وبعد وقت من المماطلة والتأخير، تم نقله بمركبات عسكرية وبحراسة مشددة إلى مشفى الرازي في مدينة جنين، حيث أخضع للفحوصات اللازمة التي تتحفظ عليها الأجهزة الأمنية، كما يرفض مدير المشفى الكشف عنها لعائلة أبو زينة. إلا أن أحمد استمع لحديث الطبيب مع عناصر مع الأجهزة الأمنية التي كانت تحرس غرفته في المشفى، وقد حذرهم الطبيب من نقل أبو زينة الذي يجب أن يخضع لرقابة وعناية صحية مكثفة مدة 48 ساعة على الأقل. ويقول أحمد، إن الأجهزة الأمنية ومجرد انتهاء حديثها مع الطبيب، قام بنقله فورا إلى مقر الأمن الوقائي ثم تم نقله إلى سجن أريحا الذي تشرف عليه اللجنة الأمنية المشتركة. وتابع، "كنت في وضع صحي صعب جدا، كنت أشعر بالألم والإرهاق، وما أن وصلت تم تحويلي إلى مركز الخدمات الصحية في السجن، إلا أنه رفض الكشف عني إلا بوجود طبيب اللجنة الأمنية"، مشيرا إلى أن مدير السجن رفض استقباله دون التأكد المسبق من حالته الصحية. وأوضح أحمد أنه وبعد مرور أربع ساعات تخللها ضرب وتنكيل واعتداء مستمر عليه رغم تدهور وضعه الصحي، تم نقله إلى مشفى أريحا وبعد إجراء الفحوصات التي تحفظ عليها المشفى أيضا، تم تحويله إلى قسم الرجال، حيث بقي مقيدا بالسرير، رغم أنه كان موصولا بأنابيب تزوده بالمحاليل والأودية. وخلال تواجده في المشفى، حضرت لجنة مشتركة من الأمن الوقائي والنيابة العامة أخضعت أحمد أبو زينة للتحقيق رغم وضعه الصحي، "رغم كل ما كنت فيه، قالت لي المحققة أن أتصل على زوجتي وأطلب منها شراء ملابس العيد لأطفالي، لأني لن أعود إلى المنزل". ولفت إلى أنه أخضع لتحقيق حول عملية إطلاق نار تعرضت لها الأجهزة الأمنية في مدينة جنين، مؤكدا على أن الأجهزة لديها الإثباتات والأدلة التي تؤكد وجوده بمكان آخر. وأضاف أن التحقيق تخلله أسئلة حول ملفات اعتقاله لدى سجون الاحتلال لأربع مرات، كما اتهم بالإنتماء للجهاد الإسلامي، مبينا أن هذه المرة الثالثة التي يُعتقل لدى الأجهزة الأمنية على خلفية سياسية. وأكد على أن تدخلات من المؤسسات الحقوقية ونشر الإعلام خبر تدهور وضعه الصحي، شكل ضغطا على الأجهزة الأمنية لتخلي سبيله.