القدس المحتلة - قدس الإخبارية: حذر مركز فلسطيني يعنى بشؤون الأسرى من الآثار المترتبة على سياسة الحبس المنزلي التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال الفلسطينيين في مدينة القدس.
وقال مركز أسرى فلسطين للدراسات إن آثار الحبس المنزل على الأطفال تتمثل في العصبية والتوتر والصراخ والاشتباك مع الأهل ظنا من الأطفال أن ذويهم يحبسونهم، فضلا عن تهديد المستقبل الدراسي لهؤلاء خاصة مع انطلاق العام الدراسي الجديد.
وذكر المركز في بيان له اليوم الأحد أن سلطات الاحتلال تعتقل نحو 400 طفل فلسطيني في سجونها، مما حرمهم من الالتحاق بالعام الدراسي الجديد الذي انطلق الأسبوع الماضي، لكنه لم يذكر عدد الأطفال الخاضعين للحبس المنزلي في القدس المحتلة.
ونقل البيان عن الناطق الإعلامي للمركز رياض الأشقر قوله إن الحبس المنزلي يمنع الأطفال من التحرك خارج حدود المنزل الذي أصبح سجناً لهم، حتى لو كان إلى المدرسة، مما يحرمهم من التعليم ويهدد مستقبلهم، مشيرا إلى آثار اجتماعية نتيجة ممارسة الأهل دور السجان على الطفل خوفا وحفاظا عليه من تهديدات الاحتلال، مما يهدد استقرار العائلة.
وأوضح الأشقر أن الحبس المنزلي هو احتجاز الطفل بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال في منزله بشكل قسري، بحيث يوقع الأهل على تعهد بعدم خروج ابنهم من المنزل طوال فترة الحبس، ومنعه من الذهاب إلى إلمدرسة أو زيارة أقاربه أو اللعب مع أقرانه في المنطقة المحيطة بالمنزل الذي يتحول إلى سجن.
وذكر الناطق الإعلامي أن عقوبة الحبس المنزلي تستهدف الأطفال المقدسيين بشكل خاص، وخاصة من لا يسمح سنه الصغير باعتقاله في السجون فيتم استبدال الاعتقال بالحبس في المنزل، مؤكدا وجود انعكاسات نفسية لهذا الاعتقال على الطفل مما يجعله متذمرا ومتوترا وعدائيا بشكل مستمر.
وبيّن أن الطفل المحبوس منزليا يرى أصدقاءه وهم يلعبون في الخارج ويمرحون، ومع بداية العام الدراسي الجديد يجد أقرانه وزملاءه يتوجهون إلى المدارس مبتهجين وفرحين بالحقائب والملابس الجديدة، وهو لا يستطيع أن يشاركهم تلك الفرحة، فيصبح عصبياً ويصرخ في وجه أهله لأنه يعتبر أنهم يسجنونه ويقيدون حريته.
وقال الأشقر إن الأهل يضطرون أحيانا إلى ضرب الابن أو توبيخه خشية عليه، "وهذا له آثار اجتماعية على طبيعة العلاقة داخل الأسرة الواحدة ، ويخلق حاجزا وجدارا بين الطفل وأهله" .
وأكد أن سلطات الاحتلال تتعمد تدمير مستقبل الأطفال الفلسطينيين باعتقالهم لفترات طويلة وتعريضهم للتعذيب والتنكيل خلال التحقيق، والحجز في ظروف صعبة وقاسية في السجون، وإصدار أحكام انتقامية بحقهم، أو بحجزهم في منازلهم، مما يعرض نفسياتهم للتحطيم ويهدد مستقبلهم ويزرع الأمراض النفسية والجسدية داخلهم بما يخدم سياسة الاحتلال .
وطالب الأشقر المجتمع الدولي الذي أقر اتفاقيات حقوق الطفل بالتدخل بشكل حقيقي وفاعل، وإلزام الاحتلال بوقف اعتقال الأطفال الفلسطينيين، وتوفير الحماية لهم، ومعاملتهم حسب القانون الدولي الإنساني.