فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: ضرب، تهديد، تحقيق مكثف، زنازين ضيقة.. هو ما تعرض له الصحفيين الستة الذين اعتقلوا ستة أيام متواصلة في سجون الأجهزة الأمنية التي تذرعت بالقانون الجرائم الإلكترونية.
الصحفي ممدوح حمامرة، مراسل فضائية القدس أكد لـ قدس الإخبارية، على أنه أضرب عن الطعام خلال تواجده في سجون الأجهزة الأمنية وذلك احتجاجا على مواصلة اعتقاله والتحقيق معه.
وبين حمامرة أنه اعتقل خلال تواجده بالشارع بعد استدعائه من قبل جهاز المخابرات في بيت لحم، "لم يحققوا معي في البداية، وأخذوا مني معلومات اجتماعية فقط (..) احتجزت في زنزانة مساحته خمسة أمتار".
وأضاف، "تم الاعتداء علي وضربي كما تم تهديد من عناصر المخابرات، وذلك لأني رفضت المثول أمام التحقيق (..) تعمدوا إهانتنا كصحفيين"، لافتا إلى أن المخابرات أكدت له على عدم وجود تهم ضده واعتقاله جاء بسبب إملاءات من جهات عليا.
أما الصحفي قتيبة قاسم، فعلق لـ قدس الإخبارية، "من المؤسف أن نكون نحن الصحفيين رهائن، ونصبح ورقة بيد السياسين، بأن يتم اعتقالنا دون التحقيق معنا، فقط احتجازنا للضغط على بعض الأطراف".
وبين أن لوائح الاتهام التي وجهت له ولباقي الصحفيين تضمنت مساس بالحقوق والحريات العامة، "تضمنت اللوائح إنشاء مواقع إلكترونية والكتابة على صحفات فيسبوك والعمل لصالح فضائيات فلسطينية".
وتابع، "القانون الذي تم إدانتنا به، هو سيف مسلط على رقاب الصحفيين وسيطال كافة الناس، وضع للنيل من الناس والإمساك بهم ليكونوا ضحية الملاحقة والاعتقال وقطع الأرزاق (..) من العيب والعار أن يطبق هذا القانون في أراضي محتلة".
من جهته، قال الصحفي أحمد حلايقة لـ قدس الإخبارية، إن جهاز المخابرات أفرج عنه بعد قضائه ستة أيام، "أمضيت أربعة أيام ونصف في زنازين انفرادية، مرت علي أيام عسيرة داخل هذه الزنازين".
تعرض حلايقة لجولات طويلة من التحقيق امتدت كل جولة لثلاث ساعات متواصلة، "تركز التحقيق على بند المس بالأمن العام حسب قانون الجرائم الإلكترونية (..) لم تبثت أي من التهم التي وجهوها لنا وخاصة المتعلقة بقدح بعض الشخصيات المسؤولة".
لم تستطع الأجهزة الأمنية الفلسطينية إدانة الصحفيين المعتقلين بجملة التهم التي ألفقتها لهم بناء على قانون الجرائم الإلكترونية، الصحفي عامر أبو عرفة علق لـ قدس الإخبارية، "القانون هو تشريع لقمع الحريات وتقييد الرأي وهو سيق مسلط على سيف الصحفيين خاصة (..) القانون بات يفرض الكثير من القيود على الصحفيين".
وأضاف، "إذا تواصل فرض القانون، فسنعلن عن دفن الصحافة في فلسطين، وستبقى صحافة الصوت الواحد"، مؤكدا على أن اعتقاله والصحفيين الآخرين كان بمثابة حجزهم كرهائن لحين إفراج حماس في غزة عن الصحفي فؤاد جرادة، "استخدمونا للمساومة والمناكفة السياسية".
فيما علق الصحفي ثائر الفاخوري، "نرفض المساومة على حرية الصحافة كما نرفض كل ما حصل معنا (..) ما حصل هو عملية تبادل بين الأخوة الفلسطينيين وهي مصيبة بحد ذاتها".
وأضاف لـ قدس الإخبارية، "نطلب من السياسين حل مشاكلهم وخلافاتهم بعيدا عن الصحفيين، لأن الصحفيين لهم رسالة سامية بنقل جرائم الاحتلال والوقوف بجانب القضية الفلسطينية".