غزة – خاص شبكة قدس الإخبارية: على مدار عقد من الزمن تواجه حركة فتح في قطاع غزة العديد من العقبات والتحديات التي اعترضت طريق أي هيئة قيادية جديدة يجري تشكيلها للحركة، خصوصًا بعد أحداث الانقسام الفلسطيني الداخلي عام 2007 وخروج العديد من القيادات الفتحاوية من القطاع، وما تبعه بعد ذلك من فصل القيادي فيها محمد دحلان والذي أسهم في ظهور تيار جديد في الحركة.
وخلال السنوات الماضية شكلت العديد من الهيئات القيادية ثم قدم عدد منهم استقالتهم لأسباب معلنة وغير معلنة، فبين غياب الصلاحيات وصعوبة العمل التنظيمي في ظل استمرار حالة الانقسام وحالة التجاذب القائمة بين تيار الرئيس الفلسطيني محمود عباس ودحلان يمكن تلخيص واقع الحركة في القطاع.
وكثيرًا ما اشتكى العديد من قيادات وكوادر الحركة من منع الأجهزة الأمنية لهم في قطاع غزة، من العمل التنظيمي بحرية، فضلا عن عمليات الاعتقال ومنع مغادرة بعض قيادات القطاع إلى الضفة المحتلة، في ضوء حالة الخلاف المحتدم طيلة السنوات الماضية مع حركة حماس.
التشكيل متأخر
وفي الإطار، يقول القيادي في حركة فتح يحيي رباح إن تشكيل هيئة قيادية عليا جديدة للحركة كان يجب أن يجري بعد المؤتمر السابع الذي عقدته الحركة في رام الله، حيث يجري اختيار هيئات قيادية جديدة يتم اختيارها بين نخب الحركة التي يجب أن تتمتع بخبرة واسعة في العمل التنظيمي.
ويؤكد رباح في حديثه لـ "قدس الإخبارية" على أنه وبعد أي مؤتمر عام يجري عقده للحركة، تتم عملية اختيار المجالس الاستشارية والهيئات القيادية العليا، على أن يكون لديهم جميعًا خبرة واسعة في مجالات العمل التنظيمي والثقافي والاجتماعي.
وينوه رباح إلى أن العديد من الأسماء التي يجري اختيارها كثيرًا منها عملت في هيئات قيادية قديمة وليست بالحديثة أو الصاعدة حيث يتمتعون بخبرة واسعة داخل التنظيم، فضلاً عن قدرتهم على العمل وفقا للبرنامج السياسي الموضوع من قبل الحركة في المؤتمر العام.
ويشير القيادي في فتح إلى أن حركة حماس تعتبر إحدى العقبات التنظيمية التي تواجه عمل الهيئات القيادية التابعة لفتح بغزة، وتريد أن تبقي على الانقسام مستمرًا عبر السيطرة على القطاع المحاصر إسرائيليًا، وتواصل العمل ضد أولويات الشعب الفلسطيني بغزة.
ويتابع رباح لـ قدس الإخبارية، "من خلال التجربة في العمل التنظيمي بفتح، فالحركة تنظيم كبير وكل من راهنوا على أن هذا التنظيم سيجري القضاء عليه بشكل كامل، أصيبوا بالخيبة وأول الذين اعترفوا بذلك هو رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السابق خالد مشعل، فتح قادرة على أن تظل في الطليعة".
وعن انعكاسات تقارب حماس ودحلان، علق القيادي بفتح بالقول أن هذا التحالف غير حقيقي وهناك تناقضات تحكم العلاقات المشتركة بينهم وبالتالي لن يكون له أي تأثير على واقع حركة فتح في القطاع، كون التنظيم يعتبر جماهيريًا وكبيرًا ولن يتأثر بتقارب الطرفان".
تحديات الواقع
من جانبه، يقر الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله بوجود العديد من التحديات الكثيرة التي تعترض حركة فتح بغزة أولها حكم حماس ونظرتها لحركة فتح وسط حالة من الخلافات والكراهية التي تعززت بفعل الانقسام خلال السنوات الماضية.
وتساءل عطا الله في حديثه لـ "قدس الإخبارية" عن كيفية نجاح التنظيم بغزة في ظل علاقته بالضفة الغربية والقيادة الفلسطينية التي تعمل على إرسال تعليمات يجري تنفيذها دون أن يكون للهيئات القيادية بغزة دور في صياغة السياسة المتبعة حتى تجاه غزة.
ويرى أن عدم وجود دور لقيادة الحركة بغزة في صياغة السياسة المتبعة تجاه القيادة يضع الهيئات القيادية العليا أمام موقف محرج خصوصًا في ضوء الإجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية مؤخرًا ضد موظفي القطاع والتي تتمثل في خصم الرواتب وقرارات التقاعد الإجباري.
ويؤكد عطا الله على أن كل الظروف والتحديات التي واجهت الهيئات القيادية السابقة، هي ذاتها التي تواجه الهيئة الجديدة والتي تساهم في فشل العمل التنظيمي، يضاف إلى ذلك ما جرى مؤخرًا عبر المس بالقاعدة الاجتماعية للحركة من خلال خصومات الرواتب.