غزة - قدس الإخبارية: قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، في كلمة له اليوم الأربعاء: "إن تحرير الأسرى في سجون الاحتلال بات أقرب من أي وقت مضى، وأن أية حلول أو تسويات تتعارض مع حق شعبنا في الحرية والاستقلال سنقف في وجهها".
وأضاف هنية أن "هذا الشعب قاوم التوطين وتصدى للعدوان والحصار ولمحاولات التهويد ووقف في وجه التهجير ومحاولات طمس الهوية".
وتابع "شعبنا واحد لا يقبل التجزئة وصاحب قضية عادلة لا تقبل القسمة وصاحب الحق الثابت في فلسطين التي لا يمكن التنازل عن ترابها".
وأضاف "شعبنا لا يلتفت للمرجفين ولكل من يحاول أن يجبره على الأمر الواقع ونسيان حقوقنا وثوابتنا الراسخة في أرضنا ومقدساتنا بالترهيب والترغيب".
وتعهد هنية بـ"الحفاظ على ثوابت شعبنا وفي مقدمتها تحرير الأرض والقدس والأقصى والأسرى وتحقيق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
وقال "هذا عهد الجهد منذ انطلاق الثورات الفلسطينية وحتى اليوم وهذا عهد شهداء انتفاضة القدس والأقصى الذين هبوا للدفاع عن فلسطين والقدس والمقدسات المسيحية والإسلامية، فارتقى منهم الشهداء ومنهم من ينتظر ليواصلوا طريق المقاومة".
وأضاف هنية أنه "منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكم بدأت بشكل متسارع التحركات والمحاولات لجني ثمار الأوضاع الراهنة من قبل الاحتلال بابتزاز الأمة العربية والإسلامية لتصفية القضية الفلسطينية وفرض ما يسمى المصالحة التاريخية أو صفقة القرن كما يطلقون عليها".
أولويات ومحاذير
وأكد هنية على أن أولويات حماس في المرحلة المقبلة تتمثل في مواجهة الاحتلال الغاشم لأرضنا ومقدساتنا وإجراءاته المخالفة للقوانين الدولية سواء ما يتعلق بها بالقمع أو الحصار أو مصادرة الأراضي والاستيطان والتهويد.
وأكد أن "سلاحنا الفاعل هو وحدة الموقف الفلسطيني الذي يستند لرؤية سياسية جامعة توحد الجهود وتتحرر من الرهانات على الوعود الكاذبة التي جربها شعبنا طول مسيرة المفاوضات".
وقال "نعلن بكل وضوح رفضنا نسب حائط البراق للمحتلين، فحائط البراق جزء أصيل من المسجد الأقصى المبارك ولا يمكن التنازل عنه، وكيف نتنازل عنه وهو موروث النبوة في ليلة الإسراء".
وأضاف "سندعم صمود أهلنا وشعبنا في مواجهة مخططات الاحتلال وسنقاوم من أجل أن يدفع العدو ثمن احتلاله وفي سبيل ذلك سنتعاون مع مكونات شعبنا للتصدي لغول الاستيطان ولجدار الضم والتوسع الاستيطاني".
وشدد هنية على أن "معضلتنا الوطنية في الضفة الغربية تكمن في التنسيق والتعاون الأمني، فالاعتقالات والملاحقات وإجهاض المقاومة يعود لهذه المعضلة ومن هنا نجرم التعاون الأمني بالضفة وندعو لوقفه فورا التزاما بالنهج الوطني السليم وبأدبيات حركات التحرر الوطني وتنفيذا لقرارات المجلس الوطني المركزي لحركة فتح".
وأضاف أن "أهلنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 يتعرضون للإرهاب ولطمس الهوية ويواجهون سياسات الهدم والضم ومحاولات تفريغ الأرض من أصحابها"، مشيدا بصمودهم للحفاظ على المسجد الأقصى والمقدسات والثبات في صراع الهوية.
وحول ملف الشتات واللاجئين، قال " نقول للاجئين إننا نحمل همكم ونتابع قضاياكم فانتم السواعد المقاومة التي حملت راية النضال الفلسطيني لسنوات وعقود والتي سوف تعود لتبني الوطن ومهما طال الزمن فإن قضية اللجوء لن تتحول إلى قضية منسية في تيه الغربة".
وأضاف "سيبقى اللاجئون هم جوهر القضية الفلسطينية فهي قضية سياسية بامتياز وحق العودة حق مقدس لا يسقط بالتقادم ولا تملك اي جهة في العالم شطب هذا الحق ولذا سنحبط معهم كل محاولات التوطين وما يسمى بحل الوطن البديل ولا بديل عن فلسطين إلا فلسطين".
وأكد أن فلسطين وطننا لا نرضى عنها بديلا، داعيا الدول العربية المضيفة لوضع استراتيجية عربية فلسطينية لحماية حق العودة ومواجهة مشاريع التوطين.
إجراءات السلطة
وحو ما تقوم به السلطة الفلسطينية بحق أهالي قطاع غزة من إجراءات قال هنية: إن "قطع السلطة الفلسطينية لرواتب الشهداء والأسرى أمر لم يحصل في تاريخ أي ثورة أو حركة تحرر وطني".
أشار هنية إلى أن حصار قطاع غزة دخل عامه ال 11 على التوالي وأهل القطاع صامدون ثابتون على مبادئهم مدافعون عن حقوقهم ولم تفلح آلة الحرب في كسر إرادتهم بل أنهزم الاحتلال في حروبه المتتالية على القطاع.
وقال إن "هذا القطاع بدل من أن يكافئ أهله ويعزز صمودهم تحاك ضدهم الإجراءات التصعيدية وتقطع عنهم الرواتب والدواء والغذاء وتمنع عنهم التحويلات الطبية التي بسببها أزهقت أرواح أبرياء من الأطفال الخدج الرضع". وأضاف أن "أبناء غزة لم يقبلوا يوما بالذلة والهوان وبهم ومعهم كبرت المقاومة وأشتد عودها وقوي بأسها وترسخت اقدامها وتطورت ادواتها واستراتيجيتها وخططها وأصبحت المقاومة في غزة وعلى رأسها كتائب القسام مصدر أمل في تحرير الوطن السليب".وشدد هنية على أن غزة "كانت وستبقى عصية على كل المؤامرات أبية لا تركع إلا لله وعزيزة بمقاومة لا تهدأ ولا تذل لها راية حتى النصر المبين"، مؤكدا أنه "آن الأوان لإنهاء الحصار عن غزة وليس تشديده.
وقال "إننا نحمل الاحتلال المسؤولية المباشرة والرئيسية عن حصار غزة إلا أننا نقول: بأن القرارات الاخيرة التي تأخذها السلطة أساءت للنسيج الوطني الفلسطيني وعليها أن تغير سياساتها تجاه غزة فأبناء القطاع بمختلف مكوناتهم يمدون اليد لجمع الكلمة ولإعادة اللحمة لمواجهة الاخطار".
وذكر أنه أمام التطور الخطير الحاصل من السلطة تحركت حماس من أجل انقاذ غزة وتوفير الحياة الكريمة لأهله من الكهرباء والسفر والرواتب وغيرها، مشيرا إلى المسئولين المصريين أبدوا كل الاستعداد من أجل معالجة أزمات غزة وصدرت التعليمات والتوجيهات من الجهات الرسمية بمصر من أجل ذلك.
وأوضح هنية أنه جرى العديد من المباحثات والتفاهمات وأسفرت عن جملة من النتائج التي سيكون لها أثرها في تخفيف أعباء الحصار والممارسات غير الإنسانية ضد شعبنا في قطاع غزة.
وشدد هنية على أن الدعم القطري لغزة أحدث نقلة نوعية في حياة الناس في غزة، فقد كانت قطر نعم العون والسند في سنوات الحصار وساعات العسرة، موجه التحية لدولة قطر وأميرها.
وشكر في ذات الوقت كل من قدم الدعم لأهلنا وشعبنا ومقاومتنا الباسلة، وكان لهم بصمات واضحة وتحديدا تركيا التي ساندتنا سياسياً ومالياً وإنسانياً ووقفت بكل أصالة مع معاناتنا وقدمت العديد من المشاريع والمساعدات.
كما شكر إيران التي ساندت ودعمت المقاومة والقسام بلا حدود، وأسهمت في تراكم وتطوير القوة التي نملكها، وكذلك المملكة العربية السعودية، والشكر الى كل من وقف مع فلسطين وغزة من حكومات وهيئات وأفراد من الأمة وأحرار العالم.
ودعا هنية فصائل العمل الوطني والإسلامي إلى صياغة برنامج سياسي واضح وموحد يستند إلى القواسم المشتركة ويرتكز على أهداف شعبنا وحقوقه وتطلعاته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية فوراً تفي بكل التزاماتها تجاه شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع على حد سواء.
كما دعاها إلى التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني على قاعدة الانتخابات الحرة والنزيهة وبمشاركة كل الأطراف وشرائح شعبنا مشاركة ديمقراطية وتكون تفاهمات بيروت مرجعاً في إعادة تشكيل المجلس الوطني، وإعادة تفعيل المؤسسات، وبخاصة مؤسسة المجلس التشريعي المنوط به الرقابة والتشريع، ووقف التعاون والتنسيق الأمني مع العدو ومهما كانت النتائج.
وحيّا هنية كافة الأجنحة العسكرية للفصائل وعلى رأسها كتائب القسام، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية واجهت العدو وإرهابه في كل مكان ولا زالت تعد العدة ليل نهار من أجل تحقيق طموحات شعبنا في التحرير والعودة وهي مصدر فخر واعتزاز لشعبنا وامتنا ولكل أحرار العالم فهي شرف فلسطين وفخر الشعب وأمل الأمة.