منوعات - قدس الإخبارية: فور أن تنتهي صلاة العيد، يبدأ الأطفال بطرق أبواب منازل الأقارب لجمع "العيدية"، ليضيفوها على ما جموعه من والديهما، متسابقين لجمع المبلغ الأكبر استعدادا لشراء الألعاب أو ادخارها. "العيدية" ليست عادة فلسطينية فقط، بل هي عربية ذات جذور مملوكية قديمة، حسب ما تؤكده الدراسة التاريخية "تاريخ العيدية عبر العصور" للمؤرح ابراهيم عناني. إلا أن "العيدية" لم يكن قديمة الأهالي من يقدموها لأطفالهم، بل كان تقدمها الدولة وأوقفاها خلال عيد الأضحى، إذ كانت تقدم تحت اسم "الرسوم" إضافة لمبلاس العيد، فيما كان يخرج الخلفية ويطل على الرعية من شرفة قصره وينثر عليهم الدراهيم والدنانير الذهبية، وفق ما تبينه دراسة العناني. ومع بداية العصر المملوكي، تحولت العيدية لتصبح اسمها "الجامكية"، إذ كانت تقدم لرجال وأمراء الدولة وتكون عبارة عن طبق مليء بالدنانير الذهبية والحلوى. وما أن كان يعلن عن قدوم العيد، كان يجتمع الخلفية بوزرائه ومساعديه ثم ينطلقون بموكب يجوب الشوارع، يخلل طلك ذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، وإقامة موائد الطعام، وتوزع أكياس من الدراهم والدنانير على الناس.
وفي العصر العثماني أخذت العيدية اشكالاً أخرى، إذ كانت تقدم نقوداً وهدايا للأطفال واستمر هذا التقليد الي العصر الحديث، لتصبح من أهم مظاهر العيد في فلسطين وفي الدول العربية.
ولا تقتصر "العيدية" على الأطفال فقط، بل يقدمها الرجال لأمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم وبناتهم خلال زياراتهم ومعايدتهم في العيد، وتختلف قيمة "العيدية" حسب الوضع المادي لكل شخص.