بيت لحم - خاص قدس الإخبارية: تقع قرية الجبعة ضمن مناطق قرى الريف الجنوبي لمحافظة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة، وتعزلها الشوارع الاستيطانية عن امتدادها الجغرافي عن بيت لحم، ويحيط بها مجمع مستوطنات "غوش عتصيون"، وتفرض عليهم سلطات الاحتلال إجراءات عقابية مستمرة بهدف إجبارهم على التخلي عن أراضيهم البالغة مساحتها 37 ألف دونم، لتوسيع مستوطناته وربطها بالقدس.
وتستمر قوات الاحتلال في إغلاق المدخل الرئيسي للقرية ببوابة حديدية منذ بداية الانتفاضة الثانية خدمة لأهدافها التوسعية بالاستيلاء ومصادرة على أراضي القرية، ما يضطر الأهالي لسلوك الشوراع الاستيطانية، الأمر الذي يشكل قلقاً مستمراً لهم بسبب التخوف من اعتداءات المستوطنين، حيث قامت عصابة تدفيع الثمن الاستيطانية بإحراق مسجد القرية قبل نحو خمسة أعوام.
انعدام الخدمات
وعلى الرغم من البيئة الطبيعية الجميلة على أطراف القرية، إلا أن الداخل للقرية يشاهد تراكم أكوام النفايات على جوانب طرق وشوارع القرية، وفي الأراضي الزراعية وبين البيوت، وتُحرق بشكل أسبوعي كطريقة وحيدة أمام الأهالي للتخلص منها، نظرا لخلو القرية من حاويات للنفايات، وسيارات مخصصة لإزالتها.
ويعاني أهالي القرية البالغ عددهم حوالي 1200 شخص من نقص شديد في الخدمات الصحية وخدمات المواصلات والمياه والصرف الصحي، ويبدي أهالي القرية استعدادهم لدفع مبلغ مقطوع من المال سنويا،ً كما طلب منهم المجلس البلدي الخاص بالقرية، لحل مشكلة النفايات.
وأشار إبراهيم أبو لوحة (34 عاماً) إلى إصابة اثنين من أطفاله بفيروسات نتيجة إلقاء القمامة على الشارع المقابل لمنزله، وقال: يقوم الأهالي بإلقاء النفايات في الأراضي الزراعية، ما يتسبب بمكاره صحية وانبعاث للروائح الكريهة وانتشار للحشرات الضارة، والاعتداء على الأراضي الزراعية بسبب حرق النفايات فيها".
وأشار رئيس مجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة في محافظة بيت لحم إياد أبو ردينة لـ"قدس الإخبارية" أن المشكلة في عدم تعهد المجلس البلدي بدفع المستحقات لمجلس الخدمات للقيام بمهامه تجاه القرية، وأكد أنه اجتمع بأهالي القرية وأبدوا استعداداً واسعاً لدفع ما يترتب عليهم من مستحقات مالية.
وأضاف أبو ردينة "من غير المعقول أن المجلس البلدي لا يستطيع جمع المستحقات من الأهالي لحل مشكلة تسبب مكاره صحية وبيئية على الناس"، وطالب مجلس القرية بالإيفاء بالتزاماته تجاه مواطنيه، أو السماح للأهالي بتشكيل لجنة لإدارة جمع المستحقات لحل مشكلة النفايات في القرية.
تهديد الاحتلال
ونفى رئيس مجلس قروي الجبعة نعمان حمدان لـ"قدس الإخبارية": استعداد الأهالي لدفع المستحقات المطلوبة منهم لتوفير حاويات للقمامة للتخلص من النفايات بطريقة صحية، وأشار إلى أن ميزانية المجلس البلدي لا تسمح بشراء حاويات أو التعاقد مع سيارة لنقل النفايات إلى مكب النفايات الواقع جنوب مدينة بيت لحم.
وطالب حمدان مديرية صحة بيت لحم بالإيفاء بالتزاماتها تجاه القرية المهددة والمحاصرة بالاستيطان وتوفير عيادة دائمة لسكان القرية، وتجنيب الأهالي مشقة وعناء سلوك الشوارع الاستيطانية في ساعات الليل للوصول لأقرب مركز صحي سواء في بلدة صوريف شمال الخليل أو بلدة نحالين جنوب بيت لحم.
وأوضح مدير مديرية صحة بيت لحم الدكتور عماد شحادة لـ"قدس الإخبارية" أن وزارة الصحة ستعمل خلال الشهور القادمة على إنشاء مستوصف صحي دائم في قرية الجبعة، بعد إعادة عمليات الصيانة للمقر الحالي للعيادة المتنقلة التي تعمل في القرية.
وأشار الدكتور شحادة أن مشكلة توفير بعض أنواع الأدوية في العيادات الحكومية، هي مشكلة عامة في كافة مديريات الصحة بسبب مشاكل تواجهها الوزارة في التوريدات، وأن مشكلة نقص الكوادر في وزارة الصحة يحول دون تنفيذ العديد من المخططات وبناء عيادات حكومية في مناطق هي بالفعل بحاجة لعيادات ومراكز صحية.
وقال عمر أبو لطيفة (65 عاماً) أحد أهالي البلدة لمراسلنا: "يحضر إلى البلدة كل يوم أحد من كل أسبوع طبيب وممرضة لمعاينة الحالات المرضية في عيادة القرية، وفي بعض الأحيان لا تتوفر أنواع من الأدوية لبعض الأمراض المزمنة مثل مرضى السكري والضغط، أو التعامل مع الحالات الطارئة، خاصة في أوقات متأخرة من الليل".
وأفادت بثينة حمدان من قسم العلاقات العامة في مديرية الحكم المحلي في محافظة بيت لحم لمراسلنا أنه لم يتقدم أي شخص من أهالي الجبعة بشكوى رسمية بخصوص مشكلة جمع النفايات، وأشارت إلى أن ثقافة الناس بوضع برميل أمام منازلهم أفضل من وضع حاوية يدفع مقابلها رسوما لتلبية خدمة جمع النفايات.