شبكة قدس الإخبارية

هل سيشعل بناء الجدار لمكافحة أنفاق غزة فتيل المواجهة؟

٢١٣

 

هيئة التحرير

غزة – خاص شبكة قدس الإخبارية: يستعد الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام القليلة المقبلة للشروع في بناء جدار حدودي على طول الشريط الشرقي الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي المحتلة منذ عام 1948 أملا في مكافحة الأنفاق الأرضية التي تحفرها المقاومة الفلسطينية والتي باتت تشكل مصدر قلق له ولسكان مستوطنات محيط قطاع غزة.

ورغم تقديرات الاحتلال أن المقاومة الفلسطينية لن تلجأ لتصعيد الأوضاع ميدانيا في الفترة الحالية، إلا أن هناك خشية على مستوى بعض مسؤولي جيش الاحتلال من لجوء الفصائل في القطاع إلى بعض الخيارات والوسائل لإعاقة تنفيذ مشروع الجدار الذي سيتسمر نحو عام كامل بتكلفة تصل 3 مليار شيقل.

واتخذت وزارة جيش الاحتلال قرارا ببناء هذا الجدار على طول الحدود الفاصلة مع القطاع المحاصر بعد الحرب الأخيرة عام 2014 والتي شهدت تنفيذ المقاومة عدد من العمليات كأسر بعض الجنود واقتحام المواقع العسكرية القريبة من غزة، عدا عن بعض التقديرات التي تشير إلى اختراق نحو 13 نفقا للحدود.

دوافع البناء

من جهته يرى المختص في الشأن الإسرائيلي باسم أبو عطايا أن فكرة بناء جدار تحت الأرض جاءت بعد الحرب الأخيرة خصوصًا من أجل منع المواجهة المباشرة والعمليات بين المقاومة الفلسطينية المسلحة في غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي في أي حرب.

ويوضح أبو عطايا لـ "قدس الإخبارية" أن المشروع جرى تأجيله عدة مرات بسبب غياب الموازنة المالية التي تعتبر مرتفعة وتتجاوز 3 مليار شيقل إسرائيلي، في الوقت الذي تمكنت فيه وزارة جيش الاحتلال من توفيره مؤخرا عبر دعم خارجي رفضت الإفصاح عن مصدره.

ويستبعد المختص في الشأن الإسرائيلي فكرة الربط بين عملية بناء الجدار الأرضي على طول المنطقة الفاصلة للقطاع وإمكانية اندلاع مواجهة في الوقت الحالي، مع الأخذ بعين الاعتبار إلى إمكانية بقاء الأمور في إطار تصعيد محدود عبر اغتيال واعتقال للصيادين.

ويلفت أبو عطايا إلى أن جيش الاحتلال ليس معنيا بجولة تصعيد حالية ضد القطاع خصوصا كونها تعيش أفضل فترة بالنسبة لها عبر تولي الدول العربية محاربة المقاومة الفلسطينية وستحاول تأجيل المواجهة مع الفصائل المختلفة في غزة وستحاول استثمار المنابر والخطاب العربي الذي يدين المقاومة لصالحها.

إعاقة البناء

بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف: "إن حركة حماس على وجه الخصوص ستعيق عملية بناء الجدار الأرضي إلا أن الطريقة التي ستستخدمها ما تزال مجهولة في الفترة الحالية وإن كانت غير معنية بالدخول في جولة تصعيد في المرحلة الحالية".

ويضيف الصواف لـ"قدس الإخبارية" أن "موقف حماس أصبح شبه محسوم بمواجهة بناء الجدار، إلا أنها ستبحث بين أدوات كثيرة من أجل تجنيب القطاع أي مواجهة حالية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أكثر من مليوني شخص بفعل الحصار وتلاحق الحروب".

ويشير الصواف إلى أنه "من غير الوارد لجوء الاحتلال إلى عملية تصعيد عسكري في الفترة الحالية في ظل عدم وجود دوافع حقيقة له، إلا أن الاحتمال لشن أي عدوان ضد القطاع يبقي واردا حال وجد أن مصالحه تتطلب ذلك كما حدث سابقا".

القرار للأجنحة المسلحة

ويؤكد الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع لـ"قدس الإخبارية" على بناء الجدار الأرضي على طول الحدود يأتي ضمن محاولات الاحتلال المتواصلة لتشديد الخناق وإحكام السيطرة الأمنية والحدودية على القطاع.

وقال القانوع: "إن بناء الجدار من قبل الاحتلال لن يمنع المقاومة من تطوير قدراتها وإمكانياتها العسكرية واستمرار العمل المتواصل من أجل امتلاك كل القوة لمواجهة الاحتلال في أي عدوان قد يشن على القطاع مستقبلا".

ويشدد الناطق باسم حماس في غزة على أن بناء الجدار لن يستطع أن يوفر الأمن للاحتلال وأن يمنع المقاومة من القيام بدورها، عدا عن كونها مخالفًا بشكل واضح لكل الأعراف والقوانين الدولية كونه يعزز الحصار المفروض على القطاع والذي يتواصل للعام الحادي عشر على التوالي.

في السياق، يقول القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل لـ"قدس الإخبارية": "إن التصدي لمشروع بناء الجدار الأرضي الذي سيشرع الاحتلال بتنفيذه سيبقي متروكًا للأذرع العسكرية لفصائل المقاومة عبر فحص الأدوات المناسبة وكيفية إيقافه".

ويؤكد المدلل على أن "الاحتلال مهما استخدم من احتياطات وأدوات لن يستطيع أن يحمي نفسه من المقاومة التي لن تتوقف عن تطوير أدواتها ووسائلها من أجل زعزعة أمنه ولن تتوقف أو تعدم خيارتها وستحاول ابتكار أدوات جديدة سيفاجئ بها في أي مواجهة مستقبلية".