نابلس - خاص قدس الإخبارية: "ليس سعد الذي زرته قبل شهر في سجن نفحة حيث أخبرني أنه سيبدأ الإضراب عن الطعام"، تقول والدة سعد التي أخذت شهيقاً حبست به دموعها وأكملت تصف حالته، "سألته يما ليش ايديك مسكعات هيك، قلي يما من كثر اشتياقي لك".
حُذرت والدة سعد من الاقتراب من ابنها كثيرا ومضايقته بعناقها الحار وقبلاتها، فهو خائر القوى انهكه الإضراب عن الطعام، إلا أن الأم لم تستطع كبت اشتياقها بعد ثلاث سنوات من تغييبه داخل سجون الاحتلال، "قالولي ما حدا يقرب منه ويحضنه، لما شفته ما قدرت قلتلهم سعد بحضني بأمان".
عاد سعد دويكات من معركة الأمعاء الخاوية، بعد 38 يوماً من الإضراب عن الطعام، لا يقوى على الحركة، صوته بالكاد يسمع، وقد خسر من وزنه 18 كيلو غراماً.
الأسير دويكات الذي أمضى ثلاث سنوات في سجون الاحتلال، وعلى الرغم أن شهر يفصله عن انتزاعه حريته، إلا أنه أصر خوض معركة الإضراب عن الطعام 17 نيسان مع الأسرى الآخرين.
يروي سعد لـ قدس الإخبارية، " الأيام الخمسة الأولى كانت صعبة، يعاني خلالها الأسير الجوع الشديد، ووجع في الأمعاء، بعد ذلك يعتاد الجسم على الماء والملح، الذي نأخذ منه ذرات قليلة مقابل لتران أو ثلاثة من الماء كل يوم" .
ويضيف، "أصبحت حركتنا قليلة، فلا ننهض إلا إلى المرحاض (..) حاولنا أن نوفر الطاقة في أجسادنا، إلا أننا سريعا فقدنا وبدأنا نشعر بالبرد الشديد"، مشيرا إلى أن مصلحة سجون الإحتلال رفضت إعطاء الأسرى المضربين أي ملابس غير بطانية واحدة، ما دفع الأسرى لتصعيد إضرابهم بالامتناع عن تناول الفيتامينات حتى أُعيدت لهم البطانيات.
أخبار الفعاليات التضامنية والمساندة لإضراب الأسرى سريعا وصلت سجن نفحه حيث كان سعد من خلال الراديو، احتفظوا به حتى اليوم 18 الإضراب، إذ اقتحمت وحدة الماتسادا الإسرائيلية القسم وعثرت عليه وصادرته.
إلا أن أخبار المواجهات والتظاهرات بدأت تتسرب بين الأقسام، وتصل إلى الأسرى المضربين، "هذه المواجهات التي تصلنا أخبارها، كانت تعطينا طاقة لنكمل إضرابنا، كانت تشعرنا بأن من في الخارج يقفون معنا، ويدعموننا".
الرسالة التي حملها سعد من داخل سجون الاحتلال، أن الأسرى يضعون ثقتهم العالية في الشعب الفلسطيني وقيادته بأن لا يطول الإضراب أكثر من ذلك، فيبين سعد أن الأوضاع بدأت تسوء، والتنقلات إلى المشافي بدأت تكثر، وأغلب الأسرى أصابهم أمراض جلدية.
وأشار سعد إلى أن عيادة سجون تمتنع عن إمداد الأسرى المضربين بالعلاج اللازم وتساومهم على وقف إضرابهم، مبينا أن نقلهم إلى العيادة يتخلله الضرب والتنكيل رغم الأوضاع الصحية الصعبة للأسرى المضربين.
بعد أن أنهينا حديثنا مع سعد تدخلت أمه من جديد وقالت :" إلي بدو يعرف شو وضع الأسرى يشوف سعد هلا، يوم أجا الأمريكي قلنا بحلوها، بس ما تغير إشي".