شبكة قدس الإخبارية

الأسيرة أسماء البطران من الخليل وشوق العائلة لعناقها

هيئة التحرير

لا يتوقف أشقاؤها عن السؤال عنها.. هم لا زالوا صغاراً لا يعلمون بعد معنى السجن والاعتقال والسجانين... يعيشون على عفويتهم وطفولتهم... اعتادوا أن تكون أسماء أختهم الكبرى بينهم... تلاعبهم وتحن عليهم... لكنها الآن هناك بعيدة في سجون الاحتلال الاسرائيلي.

الأسيرة أسماء يوسف محمود البطران، 25 عاماً من مدينة الخليل، اعتقلت بالقرب من الحرم الإبراهيمي الشريف في تموز من العام 2012، لتحكم بالسجن 10 أشهر.

أسماء طالبة اللغة العربية والشريعة الإسلامية في جامعة الخليل، والتي حرمها الاحتلال من إكمال مسيرة التعليم وتبقى لها فصلاً دراسياً واحداً حتى تتخرج، تنتظر الآن متى تعود للجامعة والأسرة والبيت والبلد.

الحاج يوسف البطران، والد أسماء، والذي تحدث لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، قال إن اعتقال ابنته أسماء كان شيئاً كبيراً جداً وقاسياً، مؤكداً أن اعتقال الاحتلال الاسرائيلي للفتيات، يعتبر أمراً بالغ الخطورة من نواح عدة تتعرض لها الفتيات الأسيرات داخل سجون المحتل الاسرائيلي، وخاصة التفتيشات المهينة التي تمارسها المجندات الاسرائيليات هناك داخل السجن.

ويقول والد أسماء، إن اعتقال ابنته المفاجئ، والذي لم يعلموا عنه إلا بعد ساعات، كون الحرم يبعد عن منزلهم بضع كيلو مترات، وقد وصلهم من أحد الاقارب نبأ اعتقال أسماء، وهو الأمر الأصعب.

ويتابع الأب حديثه، عن أمر عانى منه وأسرته بعد اعتقال ابنتهم، وهو أمر يعانيه كافة أهالي الأسرى وهو:" إن جنود الاحتلال وبعد أن يعتقلوا (مطلوبيهم)، يخفون أي أخبار عنهم لفترات طويلة، وهو ما جرى معنا، حتى علمنا أخبار ابنتنا، كما أننا تمكننا من زيارتها بعد 3 أشهر من الاعتقال، ورأينا انعكاس تلك الفترة على نفسيتها، فبكت أسماء عندما رأتنا أول مرة في المحكمة...

يقول الوالد:" حكمت أسماء بالسجن 10 أشهر، بعد اتهاما بمحاولة طعن مستوطن بالقرب من الحرم الإبراهيمي الشريف، وهي التهمة التي تعتبر أكثر انتشاراً وترويجاً من قبل جيش الاحتلال الاسرائيل، لمن يعتقلوهم قرب الحرم الشريف.

أما عن المعاناة التي لا تنتهي إلا بالتحرر من الأسر، ألا وهي الزيارات، فهي الأمر الأصعب والأمر على العائلة، وخاصة لمن لا يحصلون على تصاريح دائمة، كعائلة أسماء، والتي لا تتمكن أيضاً من إدخال بعض الحاجيات والنقود لأسماء، بسبب التشديدات والقيود الاسرائيلية المفروضة.

ويضيف: رغم أن أسماء كان لها تجربة سابقة في الاعتقال، فاعتقلت عام 2008، وحكمت بالسجن 20 شهراً، بالإضافة إلى دفع غرامة قيمتها 2000 شيكل، والتهمة الانتماء للكتلة الإسلامية- الجناح الطلابي لحركة حماس في جامعة الخليل، إلا أن هذا الأمر كان صعباً للغاية عليها وعلى العائلة ككل.

وفي نهاية حديثه، طالب الحاج يوسف البطران، بالعمل على نشر وكشف ما تتعرض له الأسيرات داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي، من إهانة ومعاناة وتعذيب وحرمان من أدنى الحقوق، متمنياً أن يتم الإفراج أيضاً عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وخاصة من أمضوا في الأسر سنوات طويلة.

من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أن 15 أسيرة فلسطينيه يقبعن في سجون الإحتلال في ظل ظروف صعبة وعدم وجود أخصائيات طبيات للوقوف على الوضع الصحي للأسيرات.

تقرير: مركز أحرار