فلسطين المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: شهادات حيّة يرويها أصحابها، عن معركة الأمعاء الخاوية والإضراب المفتوح عن الطعام، سواء كان الهدف منه إسقاط السيف المسلط على رقاب الأسرى المتمثل بالاعتقال الإداري دون سقفٍ محدد، أو لإعادة الحقوق المسلوبة والانجازات التي حققتها الحركة الأسيرة عبر معارك المواجهة الطويلة، بالضغط على أجهزة مخابرات ومصلحة سجون الاحتلال.
انتصارات حققها الإضراب برباطة جأش الأسرى، وباختلاف أهدافهم إلا أن وسيلتهم بالإضراب حققت لهم وعد الكرامة ورؤية الشمس، حيث يروي عدد من الأسرى المحررين باختلاف انتماءاتهم "خضر عدنان، وثائر حلاحلة وغسان زواهرة ومحمد علان، وبلال كايد، ومحمد القيق وحيران جرادات"، تفاصيل انتصاراتهم في معركة الأمعاء الخاوية.
من جهته، قال مُفجر معركة الأمعاء الخاوية القيادي خضر عدنان، إن شعور الأسير يزداد بالتعالي على المحتل، ويشعر بالانتصار في الأيام الأولى من الإضراب، جراء ملامسته لمدى ارتباك مصلحة سجون الاحتلال في التعامل معه، ولكن الأسير المضرب يبقى حزينا وخائفا على ذويه، أكثر من الخوف على حياته.
وأضاف عدنان لـقُدس الإخبارية، "الإيمان بأن النصر سيكون فرحة لكل الأحرار في العالم، ورافعة لنضال الحركة الأسيرة وشعبنا وبالانتصار، وأنه سيمهد لانتصارات أخرى، وسيشكل شرارة للشباب للخوض في التجربة وإشغال السجان بمعارك أخرى شديدة، من شأنه التخفيف من آلام الأسير وأوجاعه".
ويعتبر الأسرى الفلسطينيون الإضراب المفتوح عن الطعام أداة ردع للاحتلال ومخططاته الهادفة لقتل نضال شعبهم، المستند إلى الحق في معركة دحر الاحتلال، ومؤمنين بضعف وهشاشة وباطل الاحتلال، وأنهم أقوياء في جوعهم وصبرهم، متسلحين بالمحبة والوحدة، معتبرين التضامن والإسناد الشعبي لهم له أكبر أثر نفسي في مواصلتهم الإضراب حتى تحقيق النصر.
وقال الأسير المحرر ثائر حلاحلة الذي خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة 78 يوماً، "قوتنا في إيماننا بالرسالة التي نحملها، وخيار المقاومة الذي نسير عليه، وان هذا السجان هو أداة من أدوات الكيان الصهيوني الجبان، واستمدادنا القوة من شعبنا الذي يحتضن قضية الأسرى".
وأضاف حلاحلة لـقُدس الإخبارية، "تتجلى أبهى صور مواجهة إدارة مصلحة سجون الاحتلال عبر الوحدة والتلاحم في صفوف الحركة الأسيرة، وتذوب الأسماء والتنظيمات السياسية وسط المعركة، ويتعزز حضور الكرامة والعزة والإصرار والتحدي في الإضراب، ونستحضر صور الشهداء العظام الذين ضحوا لأجل فلسطين لشحن أرواحنا بالمواصلة والمواجهة حتى الانتصار".
أما الأسير غسان زواهرة، الذي أضرب عن الطعام لمدة 42 يوماً، رفضاً لاعتقاله الإداري، وأعاد الاحتلال اعتقاله بعد أربعة أشهر من تحرره، قال في تصريح سابق، "أثناء إضرابي المفتوح عن الطعام تم نقلي إلى عزل سجن "ايشل" ووضعي في زنزانة لا تتجاوز مساحتها المتر مربع، وبدون مرافق صحية أو أغطية للنوم".
وأشار زواهرة لسماعه صوت جهاز مذياع يمتلكه أحد الأسرى المدنيين في القسم المحاذي لزنزانته، إلى بث من داخل خيمة الاعتصام المقامة في مسقط رأسه مخيم الدهيشة، لمقطع من أغنية "حيوا مخيم الدهيشة كاتيوشا حجار دوخ من تحت الخيمة "مشمار كفول"، حينها أيقن تماماً أن انتصاره حتميّ وأكيد.
من ناحيته، قال الأسير محمد علان الذي أضرب عن الطعام لمدة 65 يوماً، أن أهم عوامل النصر هي الإيمان العميق بالله عز وجل، ووقوف الشارع الفلسطيني ووسائل الإعلام لجانبه، وعدم التعامل حتى مع الطبيب والمستشفى والأسرى المدنين والجمعيات الحقوقية بل وأحيانًا بعض المحامين الذين يحاولون أن يقنعوك بفك الإضراب.
وأضاف علان لـ قُدس الإخبارية، "لم أكن أسمح لأحد نقاش موضوع فكي للإضراب بالمطلق، وكنت أغيظ السجان بفكرة رفضي إجراء الفحوصات الطبية والوزن وأخذ الفيتامينات والأملاح، لأن هذا يشكل انتصارات يومية على السجان، وكنت دائم الحديث لنفسي أنني على ثغر من ثغور الإسلام، والانتصار سيكون لأمة عشقت الموت في سبيل إحياء كلمة الله".
الأسير المحرر محمد القيق الذي أضرب عن الطعام لنحو ثلاثة شهور، قبل أن يعيد الاحتلال اعتقاله مجدداً، قال في تصريح سابق لقدس الإخبارية، حينما زارني الشيخ رائد صلاح في المستشفى الاحتلالي، أخبرني أن المصلين يدعون لي بالنصر والتمكين، فشعرت كأنني أخوض الإضراب منذ ساعات".
وأضاف القيق "شعرت أن الأمر لم يعد قضية محمد وحده، فالأقصى له أهله وناسه وشعبه، ومن المفترض ألا أخذل الأمة التي تتذرع لله بنصري، وكان للتضامن الشعبي عبر مختلف قطاعات شعبنا أبرز الأثر في نصري على السجان الجبان".
فيما يؤكد الأسير بلال كايد الذي انتصر في معركة الأمعاء الخاوية على السجان لـقُدس الإخبارية" أن إدارة مصلحة سجون الاحتلال وضباط جهاز مخابرات الاحتلال، طلبوا منه في أكثر من مرة كتابة رسالة للشارع الفلسطيني بخفض وتيرة التضامن معه، مما زاده يقيناً من نصره جراء وقوف شعبه إلى جانبه".
من جانبه قال الأسير المحرر حيران جرادات الذي خاض إضرابًا تضامنيًا لمدة 21 يوم مع الأسير بلال كايد إنه كان يستمد قوته من رفاقه المعزولين معه في ذات الزنزانة، ولفت إلى أنهم كانوا يغنون الأغاني الثورية التي تشحنهم بروح المواجهة والإقدام حتى تحقيق الأسير بلال كايد حريته ونصره على السجان.