غزة – خاص قدس الإخبارية: زيارة المستشفى أو العيادة الطبية لتلقي العلاج وتشخيص المرض، يراها البعض كالكابوس، ويرافقهم خلال الزيارة الخوف والقلق؛ طبيب الأمراض الصدرية شادي عوض، حاول التغلب على هذا الأمر بطريقته الخاصة، من خلال نقل مرضاه إلى جو آخر لا يشبه أجواء العيادات والمشافي، فجهز عيادته بمقتنيات أثرية قديمة، وصور فوتغرافية، يلتقطها بكاميرته الخاصة ويعرضها داخل عيادته، لكسر النمط التقليدي للعيادات الطبية.
هوايات الطبيب شادي عوض (39 عاماً) الحاصل على درجة الماجستير بطب الأمراض الصدرية من روسيا، والمتمثلة بجمع المقتنيات الأثرية القديمة، التي تعبر عن تاريخ فلسطين وعراقتها، وممارسته للتصوير الفوتغرافي، انعكست على عيادته الطبية، التي حرص على جعلها مغايرة لكل العيادات الطبية التي مر المرضى بها، فجمع ما يعشقه وما يهواه داخل عيادته الخاصة.
وقال الدكتور شادي عوض خلال حديث لـ "قدس الإخبارية"، "جمع المقتنيات الأثرية هوايتي منذ الصغر فكنت احتفظ، بالبالبور الخاص بجدتي وضوء الكاز القديم داخل غرفتي، فلم أتوقف عند ذلك فأصبحت أشتري كل ما تراه عيني من هذه المقتنيات والآثار القديمة حتى أصبحت لدي موسوعة كاملة منها".
وأضاف عوض، "بعد أن أصبحت امتلك عدداً لا بأس به من هذه المقتنيات التراثية، قررت نقلها إلى عيادتي الخاصة، كونها تعبر عن تاريخ فلسطين القديم، ولتكون وسيلة لتسلية المرضى، لإخراجهم من حالة الخوف والقلق، وجعلهم يستذكرون الماضي من خلال النظر إليها فأشعر بالسعادة والسرور وانا أعيش بين هذه القطع، والأكثر من ذلك حالة الاستقرار التي يصاب بها المرضى الذين يقبلون على العيادة".
وتضم مجموعة الدكتور شادي عوض قطع نادرة من الآثار القديمة، أهمها " البابور القديم، الكمنجات، السيوف الأثرية ، وضوء الكاز.."، وغيرها الكثير مما يجمع بين الطب والفن وصور لأماكن أثرية. وعن الصور المنتشرة في عيادته قال عوض لمراسل "قدس الإخبارية": "منذ أن كنت صغيراً لا أتجاوز 15 عامًا، وأنا أعشق التصوير، ولكن بعد الثانوية العامة وسفري لدراسة الطب، انقطعت عنه، وحين أتاح الزمن لي فرصة، أخذت دورات لتعلم التصوير الفوتوغرافي، ومن ثم قمت بشراء الكاميرات الحديثة؛ لأمارس هواية التصوير والتقاط صور الطبيعية والصور الإنسانية، لتفريغ الطاقة السلبية الموجودة بداخلي".
"بعد الانتهاء من التصوير أعرض الصور التي التقطها داخل عيادتي، ليتمتع المرضى بمشاهدة المناظر الجمالية، لتغيير نفسيتهم وخاصة كبار السن، كون التصوير يعكس كل ما هو حقيقي وصادق ويظهر ما لا يراه الآخرون،خلال حياتهم اليومية، وبذلك أكون قد جمعت داخل العيادة كل من الغرابة والواقع والخيال".
أم أحمد مدوخ (61عاماً) عادت بها الذاكرة إلى عشرات السنين بمجرد دخولها عيادة الدكتور شادي عوض قالت لـ"قدس الإخبارية"، "كنت بالسابق أقلق كثيراً عند الذهاب للمستشفى أو للعيادة، ولكن الأمر بات مختلفاً في هذه العيادة فأنا أشعر بالاطمئنان والراحة النفسية، لوجود المقتنيات الأثرية القديمة، التي تأخذ الذاكرة للزمن الجميل وتذكرنا بتاريخ الأجداد".