جنين - قدس الإخبارية: لا يزال أبناء مخيم جنين يتذكرون جيدا ذلك اليوم الذي اهتزت فيه هيبة جيش الاحتلال الإسرائيلي على يد ثلة من المقاومين الذين باغتوهم بكمين محكم وأمطروا جنود الاحتلال بوابل من الرصاص وقتلوهم جميعا في مكانهم.
النائب جمال حويل أحد مقاتلي معركة مخيم جنين يستذكر الأحداث ويقول :"كان الشاب الهادئ نضال النوباني والبعيد عن الأضواء، يجلس في صبر وترقب تحت درج إحدى البنايات المتهدمة جزئياً رافضاً الانسحاب، استمر على جلسته لبضع أيام يأكل ما يبقيه على قيد الحياة ويشرب ما بقي من ماء مخضر في “برميل” أزرق مهمل، حتى جاء اليوم التاسع…مرت مجموعة من الجنود الاسرائيليين أمامه ففتح عليهم “مخزنين” من النار واتبعهم باربع عبوات، فهرب من تبقى على قيد الحياة منهم وهم يصرخون” ايما ابا” (أي أمي أبي بالعبرية) حتى أن خوفهم قادهم إلى أماكن اختباء المقاومين فأجهزوا عليهم".
ويضيف حويل :"سقط في هذا الكمين 13 جندياً واستشهد نضال وهو عائد بأوسمة الجنود الذين أجهز عليهم، كانت المجموعات تحتاج لخبر كهذا حتى تحلق المعنويات مجددا وتواصل القتال، في هذا اليوم تحديدا كانت تظن كل مجموعة أنها الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة فلقد انقطعت الاتصالات فيما بينها وهدمت حارة الحواشين بالكامل".
أما التحقيق الذي أجراه الاحتلال فأكد أن الجنود الـ13 الذين قتلوا في التاسع من نيسان في مخيم جنين، لم يواجهوا كميناً من العبوات الناسفة وإنما واجهوا خلية مسلحين في الساحة التي وصلوا إليها، ويستدل من التحقيق أن ثلاثة جنود فقط قتلوا خلال تبادل النيران المباشر، أما العشرة الآخرين فقد قتلوا خلال محاولة إخلاء القتلى الثلاثة، بعد أن أسر المقاومون جثامين الجنود.
وفي التفاصيل، عند الساعة التاسعة من صباح التاسع من نيسان، أنيط بقوة الاحتياط الاحتلالية التقدم والسيطرة على أحد المنازل الذي يشرف على المخيم، وتم الاتفاق على مسار التحرك. ولكن، ولسبب لم يتضح بعد، تحركت القوة على مسار آخر ووصلت إلى الساحة. وكان هناك مسلحان فاجآ القوة العسكرية وأطلقا عليها النيران فأصابا ثلاثة جنود، وبعد ذلك أصيب بقية الجنود خلال محاولتهم إخلاء رفاقهم.
ويتضح، أيضاً، أن ضابطاً وجنديين تسلقوا إلى الطابق العلوي في أحد البيوت في محاولة للسيطرة على ساحة النيران، لكنهم قتلوا جراء انفجار عبوتين داخل المنزل، فقام الفلسطينيون بجر جثثهم إلى الطابق الثالث من المبنى. وفي ذلك الوقت تم الإبلاغ عن اختطاف الجنود، واستدعاء قوة خاصة إلى المكان. وخلال ذلك لاحظ أحد الجنود فلسطينيين يحاولان جر جثتي جنديين إلى داخل المبنى فهجم عليهما وأطلق النار عليهما ما أدى لاستشهادهما، واستشهد خلال المعركة ثلاثة فلسطينيين آخرين وتمكن 12 فلسطينيا آخر من الانسحاب.
وتم العثور على جثث الجنود الثلاثة بعد عدة ساعات داخل بيت تهدمت جدرانه نتيجة انفجار عبوات كان يحملها أحد المقاومين الفلسطينيين الذي عثر على جثمانه أيضاً داخل المبنى.