عمّان - قُدس الإخبارية: توعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حركة حماس بردودٍ "غير مسبوقة"، بعد تشكيلها ما وصفه بـ"حكومة في غزة"، واعتبرها خطوةً تزيد تطورات المصالحة مع الحركة تعقيدًا، مردفًا بالقول "هذا يعني أن حماس سائرة في غيّها إلى النهاية".
وفي حوارٍ مع صحيفة "القدس العربي"، أوضح الرئيس عباس عن تقديم مشروعٍ للمصالحة مع حركة حماس، يتكون من نقطتين، تتمثل الأولى بإجراء حكومة وحدة وطنية تلتزم بالتزامات منظمة التحرير، ثم تعقبها انتخابات تشريعية ورئاسية، مضيفًا أن "قطر جاءت ببعض التعديلات وقدمنا تعديلات طفيفة مقابلة، لكننا لم نلقَ ردًا من حماس أو قطر، وبالتالي أصبح الأمر أكثر تعقيدًا".
وكانت حركة حماس قد أعلنت عن تشكيل "اللجنة الإدارية العُليا لإدارة شؤون قطاع غزة"، بمصادقة من نواب كتلتها في المجلس التشريعي بغزة، في الثالث والعشرين من مارس الماضي، وذلك بسبب ما أسمته "غياب حكومة الوفاق عن متابعة شؤون القطاع".
وأكد عباس مضي اللجنة التنفيذية في عقد المجلس الوطني الفلسطيني "وفق تركيبته القديمة، لأننا لا نستطيع أن نعطل الشرعية الفلسطينية أكثر مما تعطلت"، موضحًا أن "عقده بالتركيبة الحالية لن يزيد الأمور تعقيدًا، وإذا عقد وتحققت المصالحة سنعقد مجلسًا وطنيًا بشكل جديد في اليوم التالي، كما أنه سيفتح الباب أمام أعضاء حماس للدخول في عضوية المجلس الوطني والمجلس المركزية واللجنة التنفيذية".
وحول استحداث منصب نائبٍ للرئيس، لم يبدِ عباس ممانعته للفكرة الذي يقول بأنه أول من طرحها قبل إجراء الانتخابات التشريعية عام 2006، إلى جانب طرحه لمنح الرئيس صلاحية حل المجلس التشريعي، وهو ما رفضه المجلس، معتبرًا أن الأمر يعد مشكلةً أمام المجلس التشريعي الجديد.
وجدّد عبّاس مطالبته للحكومة البريطانية بإلغاء الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور، الذي منح اليهود حق إقامة وطنٍ قومي في فلسطين، وطالبها بالإعتذار للشعب الفلسطيني "عن هذا الخطأ التاريخي الذي ارتكب بحقنا، وأن تعترف بدولة فلسطين"، مؤكدًا أنه سيتابع الأمر على الجانب السياسي والقانوني في بريطانيا وغيرها إذا لم تقبل بهذا.
ووصف عباس لقاءاته بالمبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات، بالإيجابية، واعتبرها مؤشرات على جدّية الموقف الأمريكي، متساءلًا في الوقت ذاته "إلى أي مدى سيصل هذا الموقف… هذا ما لا نعرفه. وهل سيظل الموقف الأمريكي يتبنى موقف إسرائيل؟ وهذا أيضا لا نعرفه. سنعرفه بعد اللقاءات التي ستتم".
وتطرق عبّاس إلى القمة العربية الثامنة والعشرين والتي عقدت في منطقة البحر الميت مساء الأربعاء الماضي، معربًا عن ارتياحه الشديد لنتائجها، مشيرًا إلى مصادقة الزعماء العرب على جميع بنود مشروع القرار الفلسطيني، بما فيها التأكيد على التمسك بالمبادرة العربية من ألفها إلى يائها، على حد قوله.