اتهمت عائلة دار محمد غنام من قرية طرامة/دورا قضاء الخليل في وقت سابق جهاز الأمن الوقائي بالتسبب بفقدان ابنها محمد غنام للنطق بعد اعتقاله على يد الجهاز يوم السبت الماضي. سهيلة الدرابيع، زوجة محمد عبد الكريم غنام وهو أسير محرر من سجون الاحتلال، قالت لشبكة قدس إن هذه هي المرة الثالثة التي يعتقل فيها زوجها على يد جهاز الأمن الوقائي.
"طفح الكيل، زودوها كثير"، قالت سهيلة مضيفة إن زوجها محمد خرج آخر مرة طريح الفراش في مستشفى عالية في الخليل. وأوضحت سهيلة إنه لم يتم تبليغهم بأن محمد نقل إلى المستشفى ليلة السبت بعد أن اشبعوه ضرباً على حد تعبيرها، ولم يبلغونهم كذلك بأنهم أعادوه إلى السجن صباح الاحد أيضاً.
ظهر يوم الأحد الماضي توجهت سهيلة إلى السجن تحمل بعض الملابس لزوجها، فأبلغها الحراس بأنهم سيطلقون سراحه. وبسبب قلقها على وضعه الصحي قامت بالاتصال بشقيقه ناصر (33 عاماً) وأبلغته بنقله إلى المستشفى، تقول عن تلك اللحظة: "للوهلة الاولى جف الدم في عروقي حين طلبت منه الحديث ولم يستطع، اعطيته ورقة وقلم فكتب لي إنه تعرض لضربه على الرأس أكثر من 5 مرات"، وهو ما أكده غنام في شهادته تحت القسم لمؤسسة الحق.
[caption id="attachment_11582" align="aligncenter" width="432"] التصريح المشفوع بالقسم لمؤسسة الحق[/caption]وأوضحت سهيلة أن زوجها اعتقل مساء يوم السبت 27/ 4/ 2013 من أرض العائلة الزراعية في تمام الساعة الواحدة والنصف، ورغم انه أدخل الى المشفى مرتين خلال اقل من 48 ساعة الا أن عناصر الامن الوقائي لم يكفوا عن استجوابه حتى بعد معرفتهم بأنه لا يستطيع الحديث، اي بعد نقله للمرة الثانية صباح الاحد واعادته إلى الزنزانة.
أما شقيق محمد فقد قال لشبكة قدس إن الأطباء في المشفى قالوا إنه تعرض لإرتجاج دماغي أفقده النطق، وهو ما نفاه الطبيب المعالج نزيه الرجعي في حديث مع الشبكة، مضيفاً إن الوضع الصحيّ لمحمد سليم ولا يستدعي أي تدخل طبيّ جراحيّ. كما قال الطبيب إن الفحوصات التي أجريت لمحمد لا تفيد بأكثر من حصول صدمة عصبية أثرت على قدرة غنام على الحديث.
أما محمد فقد كتب لنا عن حادثة اعتقاله مشيراً إلى أن الأمن الوقائي طلب منه العودة إلى مقره يوم الاثنين وهدده بإعادة اعتقاله ما لم يعد إليهم، معتبراً فقدانه النطق مجرد "تمثيلية".
[caption id="attachment_11578" align="aligncenter" width="346"] جزء من الورقة التي كتب عليها محمد تصريحه[/caption]وأشار محمد إلى معاناته من آلام شديدة في الرأس نتيجة لضرب رأسه أكثر من خمس مرات في جدار اسمنتي، كما قال إنه تعرض للضرب على وجهه وفمه أكثر من مرة، واصفاً ما حدث معه بأنه "فرض عضلات".
وعن سبب اعتقاله قال محمد انه اعتقل على خلفية انتمائه لحركة حماس ليس إلا، حتى إنهم لم يوجهوا له استدعاء خطي للحضور إليهم وإنما هاتفوه طالبين منه التوجه لمقرهم، وحين رفض تم اعتقاله من أرضه الزراعية. -حسب قوله-وقد حاولت شبكة قدس الحديث مع اللواء عدنان الضميري الناطق باسم جهاز الامن الوقائي، ولكن مرافقه قال لمراسل الشبكة إنه لا علم للواء الضميري بهذه الحادثة ولا يستطيع التعليق عليها.
يذكر أن محمد أسير محرر من سجون الاحتلال وقد قضى فيها ما مجموعه أربع سنوات، وهو أب لعشرة أطفال.