شبكة قدس الإخبارية

محاضر التحقيق مع الشهيد مازن فقهاء.. الجزء الثاني

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: نشر موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي، الجزء الثاني من محاضر التحقيق مع الشهيد مازن فقهاء خلال فترة التحقيق معه عقب اعتقاله خلال الانتفاضة الثانية عام 2002، وتحدث في هذا الجزء عن علاقته بالقيادي في كتائب القسام، الشهيد قيس عدوان، أحد كبار مهندسي الكتائب في الضفة الغربية والذي اغتالته قوات الاحتلال بقصف المنزل الذي كان يتحصن به في منطقة جنين في تلك الفترة.

يقول فقهاء في أحد محاضر التحقيق: "كانت منطقة الأغوار القريبة من طوباس هدف مفضل، نفذنا العديد من العمليات الناجحة في تلك المنطقة، وفي إحدى المرات تقرر تنفيذ عملية في "كيبوتس شلحوت" لكن المحاولة فشلت عدة مرات، مرة على يد جهاز الشاباك، ومرات لأسباب أخرى".

وأضاف، "كان الحل المطروح لدينا اللجوء للمهندس قيس عدوان وهو مهندس عمليات قديم ويتمتع بخبرة عالية في الأماكن المفضلة لتنفيذ العمليات، فقد كان المخطط الأول لعمليات مطعم "سبارو"، وفندق "بارك"، ومطعم "متساه"، حيث التقيت بعدوان مرات عدة في جنين من أجل الحصول على إرشادات حول مواقع محددة لتنفيذ عمليات استشهادية فيها".

وكشف فقهاء، "تقرر أن تكون العملية الأولى ردا على اغتيال قائد كتائب القسام في الضفة الغربية الشهيد محمود أبو هنود، والذي كان في تلك الفترة العقل المدبر للعديد من العمليات الاستشهادية، غير أن السلطة الفلسطينية واجهت محاولات كتائب القسام الانتقام لأبي هنود بذريعة إعطاء فرصة لمفاوضات التسوية التي استؤنفت في تلك الفترة، وشنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية حملة اعتقالات طالت عددا من كوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي".

كما اعتقلت الأجهزة الأمنية أحد ضباط جهاز الأمن الوقائي ويدعى باسم سليم والذي لعب دورا مهما في توفير الدعم اللوجستي لفقهاء من خلال تزويده بمواد أولية تدخل في صناعة المتفجرات، وقال فقهاء: "تفاجأت من الكمية التي زودنا بها سليم، والتي كانت عبارة عن 38 جالونا، وفي كل جالون 12 لترا"، حيث نقلها فقهاء لمنزل عائلته في طوباس وأخبرهم أنها طرود خيرية سيتم توزيعها على المحتاجين، وتحتوي على زيت الزيتون.

وبين فقهاء أنه بدأ العمل هو وقيس عدوان من أجل الإعداد لتنفيذ عملية مزدوجة تفجيرية ومن ثم إطلاق نار في “كيبوتس شلحوت” الواقع في غور الأردن، حيث أحضر فقهاء استشهادياً لقيس عدوان لتعريفه به، وهو محمد هزاع الغول، من جنين، حيث قام عدوان بإلباس الغول زيا عسكريا وصوره، وخضع الغول لتدريب على استخدام السلاح، وبعد فترة رافق فقهاء الغول لتعريفه بالهدف، غير أن صعوبة الطريق إليه كانت سببا في تخلي فقهاء والغول عن الهدف، وأبلغا قيس عدوان بقرارهما، وأكد على أن محمد هزاع الغول قال إن الهدف صعب، ويريد هدفا أسهل، فطلب منه عدوان الانتظار، وبعد أيام قررت قيادة الكتائب التخلي عن محمد، وعرض على استشهادي آخر وهو سامي دراغمة والذي كان ارتبط بعلاقة قوية مع فقهاء بوقت سابق داخل سجون الاحتلال، حيث أخذ فقهاء الشاب دراغمة لتعريف قيس عدوان عليه من أجل التخطيط لتنفيذ العملية.

وكشف فقهاء خلال التحقيق أن العملية المخطط لها كانت عبارة عن عملية مركبة يجري خلالها تفجير عبوة ناسفة عن بعد، يعقبها عملية إطلاق نار وبعدها عملية استشهادية، وقال: "غير أن دراغمة عدل هو الآخر عن العملية".

ويضيف فقهاء: "في تلك الفترة تلقيت تدريبات من قبل المهندس قيس عدوان على كيفية صناعة المتفجرات، وبعدها ذهبت إلى نابلس لاستكمال التدريب".

ويتابع: "بعد عدة أسابيع، تقرر العودة لمحمد هزاع، وأخبرته أن النية هذه المرة عملية استشهادية داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948، وجرى عقد اجتماع حضره قيس عدوان وأشرف دراغمة وهو مهندس آخر في الكتائب بالإضافة لي، داخل مسجد في بلدة قباطية للتخطيط للعملية، غير أنه وبعد عدة أيام تمكنت قوات الاحتلال من كشف مكان احتماء المهندس قيس عدوان والمهندس أشرف دراغمة، وقامت بقصف المنزل وتدميره عليهما بعدما رفضا تسليم نفسيهما واشتبكا معها لعدة ساعات قبل أن تقرر قوات الاحتلال قصفه بالطائرات ما أدى لاستشهادهما".

ويقول: "استشهاد عدوان ودراغمة لم يمنعني من المواصلة في التخطيط لعمليات جديدة، وقمت بتكوين خلية أخرى في مدينة جنين، وحصلت على المال وجهاز هاتف خلوي واستمرت عمليات التخطيط لعمليات جديدة".

ويتابع: "في أحد الأيام رن الهاتف الخلوي الذي كان بحوزتي، وإذا بالشيخ صلاح شحادة قائد الجهاز العسكري لحماس في قطاع غزة، وهو الذي كان على الخط، وحدثني عن تفجير عبوة ناسفة بمصفحة إسرائيلية في قطاع غزة ما أدى لتدميرها، فقلت له إنني أسعى لتصنيع مثل هذه العبوات في الضفة الغربية، فقال لي شحادة سأرسل لك الأموال اللازمة لذلك".

وأوضح "وصلت الأموال، وطلب مني الجهاز العسكري في غزة العمل على ترتيب أوضاع الجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية، فقمت بالتواصل مع عناصر آخرين في مناطق أخرى بالضفة وأخبرتهم بطلب القيادة العسكرية في غزة".

ويشير فقهاء أنه في تلك الفترة بدأت قوات الاحتلال تقترب منه أكثر فأكثر، وتحدث عن إحدى المرات التي اقتحم فيها جيش الاحتلال بلدته طوباس بهدف اعتقاله، وقال مازن عن تلك الليلة: "دخلت قوات معززة من جيش الاحتلال لطوباس واعتقلت عددا من المقاومين، وعندما اقتحموا منزل عائلتي وسألوا عني، كنت نائما في بيت عمي البعيد عن منزل عائلتي، واستيقظت في تلك الليلة على صوت الرصاص، وقمت بفتح أحد نوافذ المنزل ونظرت إلى الخارج، ولم أشاهد أحدا، وكل ما كان يسمع حينها أصوات إطلاق نار، فانسحبت في الاتجاه المعاكس لأصوات إطلاق النار، وتمكنت من الخروج، وأعلن في اليوم التالي عن استشهاد الشيخ صلاح شحادة، وبعدها بأيام فجر محمد هزاع نفسه داخل حافلة إسرائيلية تعج بالمستوطنين والجنود على مفترق "ميرون" القريب من القدس المحتلة وقتل أكثر من 20 منهم وجرح العشرات".

يقول موقع "والا" إنه بعد عملية صفد التي خطط لها فقهاء ونفذها جهاد حمدة بدأ فقهاء التخطيط للعملية الثانية انتقاما للشيخ شحادة، وكانت عبارة عن عملية إطلاق نار من المفترض أن ينفذها الاستشهادي شادي، وكانت الخطة بإطلاق النار من مسافة أربعة أمتار من بيارة على شارع رقم (90)، إلا أن وجود طائرة في أجواء المكان جعلت فقهاء يتراجع عن تنفيذ العملية".

وعن ليلة اعتقاله، قال فقهاء: "بعد قرار التراجع عن العملية، نمت في بلدة الزبابدة القريبة من جنين، وعند الساعة الثالثة فجرا نبهني الشخص الذي كنت في ضيافته أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة لهدم بيوت استشهاديين، دقائق بعد ذلك سمعت طرقات على الباب، حينها انسحبت من الباب الخلفي، واعتقل سعيد الذي كنت في ضيافته، وصودر الكلاشنكوف الذي كان مقررا استخدامه في عملية إطلاق النار التي ألغيت".

وأضاف "في تلك الليلة قضيت أنا وعبد السلام وهو صاحب البيت المجاور بجانب البيت الذي تقتحمه قوات الاحتلال، وفي الصباح قام عبد السلام بتسيلم نفسه، وبعد وقت قصير حاولت الانسحاب من المكان، إلا أنه تم اعتقالي من المكان".