شبكة قدس الإخبارية

فيديو| أول من ضربهم بصفد يرحل في غزّة

٢١٣

 

هيئة التحرير

غزّة- خاص قُدس الإخبارية: يستحضر الفلسطينيون العمليات الفدائية التي خطط وشارك فيها الشهيد مازن فقهاء من طوباس، الذي ارتقى اثر عملية اغتيال قرب منزله بمدينة غزة مساء أمس الجمعة.

وشارك الشهيد فقهاء في عمليتنين فدائيتين أدت إلى مقتل 28 اسرائيليًا، منها عملية صفد التي جاءت ردًا على اغتيال الشهيد صلاح شحادة في حي الدرج وسط مدينة غزة 2002.

فقهاء كان المسؤول عن عملية صفد، انتقامًا لاستشهاد قائد القسّام في حينه، الشهيد صلاح شحادة، والتي نفذها الاستشهادي جهاد حمادة، داخل حافلة إسرائيلية مزدحمة في منطقة تقع على الطريق بين مدينتي عكا وصفد في الجليل الأعلى، ما أسفر عن مقتل 10 إسرائيليين وجرح 40 آخرين.

ففي 4 آب/ أغسطس عام 2002، قام الاستشهادي جهاد حمادة من جنين بتفجير حزامه الناسف داخل حافلة اسرائيلية في مدينة صفد مما أدى إلى مصرع 10 اسرائيلين وإصابة 62 آخرين.

جهاد خالد عبد القادر حمادة، أو كما يعرَف مجاهد حمادة، قسامي جعل من جسده الطاهر الرد الثاني على مجزرة حي الدرج ، و جنديّ أبى إلا أن يلحق بقائده المعلم الشيخ صلاح شحادة ، فمن أرض جنين القسام ، و من قرية برقين الملاصقة لمخيم جنين مسقط رأس الشيخ القائد نصر خالد جرار ، و من بين يدي هذا القائد العظيم انطلق هذا الفارس السامي إلى صفد ، حيث لم يلحق بركبها قبله استشهادي قط ، ليخطّ بدمائه الطاهرة مقولة خالدة "لا يفل الحديد إلا الحديد".

فمن قبله سعيد الحوتري قدم مجاهدنا من الأردن التي تربى و ترعرع فيها ، فرسم بذلك رسالتين الأولى منه و تقول : "إن الدم واحد و إن كل الحدود لن تكون عائقا أمام إرادة المجاهدين" ، أما الرسالة الثانية فهي قسامية مفادها : "إن لكل إجراء علاج يا شارون ، ففي ظل الإجراءات الصهيونية بحق ذوي الاستشهاديين من تهديد بالإبعاد أو بهدم المنازل ، جعلت منها كتائب القسام سخرية ، حين كان الرد الأول في الجامعة العبرية عملية بدون استشهادي ، و كان الرد الثاني في صفد استشهادي قادم من الأردن".

لقد ولد استشهاديّنا في ذات الشهر الذي نفّذ فيه عمليته الاستشهادية ليقفل على 24 عاما خلت كان الظاهر فيها أنه قدم من الأردن بهدف العمل كما الآخرين ، و كان الباطن فيها فارسا قسّاميا لا يشق له غبار ، لقد كان صديقا حميما للاستشهادي القسامي شادي الطوباسي منفّذ عملية حيفا في آذار الماضي و التي قتل فيها 16 صهيونيا ، و لم يكن كما شادي مطاردا ، أو يشكّ أحد فيه في أنه قساميّ ، حتى أنه كان يقضي معظم وقته في عمله في قرية البعينة في فلسطين المحتلة عام 1948 ، فحتى حينما كان الصهاينة يعتقلونه في الآونة الأخيرة كانوا يعاملونه كما باقي العمال الذين يلقون القبض عليهم دون تصاريح ، حتى أنه في أحد المرات فرضت عليه غرامة قدرها 30 ألف شيقل أخلي سراحه بعدها.

ففي 25-3-2004، كانت أول عملية بحرية مزدوجة نفذتها وحدة الكوماندوز التابعة للقسام، كرد أولي على اغتيال الشيخ القائد أحمد ياسين، والذي اغتيل قبل ثلاثة أيام من العملية.

وبتاريخ 25/3/2004 تمكن القساميان زكريا أبو زور وإسحاق نصار من حي الزيتون بغزة، من الوصول عبر البحر إلى مستوطنة "تل قطيف" وتمكنا من أسر صهيوني قبل أن يصطدما مع قوة صهيونية فاشتبكا معها قبل أن يستشهدا ويقتل الأسير.

وأثارت هذه العملية حالة من الصدمة لدى العدو في ضوء اخفاق سلاح البحرية في اكتشاف تسلل المجاهدين إلى قلب الكيان، وبات الصهاينة ينتظرون الرعب القادم عبر الساحل المحتل كل لحظة.

ولم تكن العملية الأولى للقسام عن طريق البحر، ففي أواخر عام 2000 نفذ الاستشهادي حمدي نصيو أول عملية، عبر تفجير قارب بحري مفخخ بزورق صهيوني، واستمرت باكورة العمليات البحرية والتي كان آخرها عملية زيكيم قبل عامين .

ويعتبر "الكوماندوز" البحري وحدة عسكرية بحرية متخصصة في العمليات القتالية والتكتيكية، وقد أنشأتها كتائب القسام لمهاجمة الاحتلال من جهة البحر، لما تمتلكه هذه الوحدة من إمكانيات متطورة في مستوى التدريب والقدرة على القتال .

"أبو حمزة" القائد الميداني في وحدة "الكوماندوز" البحري التابعة للقسام، أكد في حديث نقله موقع كتائب القسام أن هذه الوحدة تشمل نخبة من المقاتلين، وهي من الوحدات العسكرية المهمة والمدربة براً وبحراً على الوصول للهدف من خلال الغوص في عمق البحر.

وأوضح أبو حمزة أن مقاتلي الوحدة يتلقون أقسى التدريبات، منها البرية والبحرية، وأخرى للحفاظ على اللياقة العالية والاستعداد التام لأي مهمة عاجلة يكلف أفرادها على تنفيذها.

وأشار إلى أنه وبعد نجاح عملية زيكيم، تطوّر أداء الوحدة بشكل كبير، وما زالت الكتائب تعد العدة للمرحلة القادمة التي ستحمل الكثير من المفاجآت للاحتلال الصهيوني.

ومع مرور سنوات على عمليات القسام، مازالت الأيام تحمل الكثير من المفاجآت، وما زال الإعداد متواصلا ليلاً ونهاراً، براً وبحراً ليوم اللقاء، وبات الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أن يفكر بفتح جبهة غزة، فهو دائم الحديث عن الرعب القادم من البحر في ظل التطوّر المستمر لوحدة "الكوماندوز" القسامية.

أمس، استشهد أحد مخططي هذه العملية باغتيال في مسدس كاتم للصوت، حيث اخترقت 6 رصاصات جسده وارتقى على اثرها، كما كان مسبقًا حوكم على اثرها، بـ 9 مؤبدات، و50 سنة، قضى منها 10 سنوات في الأسر قبل الابعاد غلى غزّة.