نشر معهد دراسات الأمن القومي "الإسرائيلي" دراسة تحدث فيها عن إمكانية نشوب انتفاضة فلسطينية ثالثة في ظل المعطيات التي تجري على الأرض في مناطق السلطة الفلسطينية وارتفاع وتيرة المواجهات التي تجري في مختلف محافظات الضفة الغربية بشكل شبه يومي مع قوات الاحتلال.
وجاء في الدراسة التي أعدها الباحث "شلومو بروم" والتي كانت بعنوان هل "إعلى شفا انتفاضة ثالثة" "إنه وفي ظل الجمود الحاصل للمسيرة السياسية وصعوبة التنبؤ بأفق سياسي يتحقق فيه اتفاق دائم، يؤدي الى اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، ليس من المعقول الافتراض بان الفلسطينيين سيوافقون على الاستمرار في العيش تحت الاحتلال الاسرائيلي دون قيد زمني".
وأضاف الباحث في دراسته "من المعقول جدا الافتراض بأن تندلع انتفاضة فلسطينية جديدة كل عدة سنوات، فمثلما كان هناك انتفاضة أولى وثانية، فمن المحتم سيكون هناك ايضا انتفاضة ثالثة وهكذا دواليك".
ويوضح "في الوقت الحالي حتى لو قبلنا بفرضية أن استمرار الطريق المسدود سيؤدي في نهاية المطاف الى انفجار فلسطيني وحتى لو أخذنا بالحسبان الصعوبة في التنبؤ بنفسية الجماهير، فلا يبدو في هذه المرحلة بان الاحداث الحالية ستؤدي الى تصعيد واسع يمكن لنا في نظرة الى الوراء ان نسميها "الانتفاضة الثالثة".
وعزا البحث هذا الوضع إلى عدة اسباب أهمها كما يقول "طبيعة القيادة الفلسطينية وسياستها. فعباس ملتزم بسياسة عدم العنف والتمسك بالمسيرة السياسية وفي المستقبل القريب سيكون له سبب آخر للتمسك بهذه السياسة زيارة الرئيس اوباما.
وأضاف "كما أن عباس واعٍ لخطر امتطاء ظهر النمر الذي يسمى الجمهور الغاضب، فقد فهم ذلك منذ بداية الانتفاضة الثانية، التي حذر وبذل كل جهد لحمل عرفات على وقفها، ولهذا السبب صدرت في الاسابيع الاخيرة تعليمات لأجهزة الامن الفلسطينية لمنع كل تصعيد".
ويوضح "كما يوجد جهد للتحكم بشكل كامل بالمظاهرات عبر مشاركة نشطاء فتح في تنظيمها والسيطرة عليها. يحتمل أيضا أن تنبع مشاركتهم من فهم القيادة الفلسطينية بان مستوى معين ليس عاليا من المظاهرات يخدمهم لانه يجسد للادارة الامريكية ولباقي اللاعبين السياسيين الخطر الذي في استمرار الجمود السياسي".
ويقول الباحث "السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يمكن للسلطة ألا تفقد السيطرة على حجم المظاهرات وطبيعتها، الجواب، نعم، فالتطورات حتى الان تدل بأن ليس للسلطة مشكلة في السيطرة عليها، فأولا، حجم الاحتجاجات صغير نسبيا، وعدد المشاركين فيها لا يزيد عن المئات ولا نرى ميل تصعيد، ثانيا".
ويضيف "يبدو أن السبب الاساس لكل شيء هو غياب الجاذبية بالنسبة للجمهور الفلسطيني لفكرة العودة الى فوضى الانتفاضة، ففي السنوات الاخيرة فقط عاد الفلسطينيون في الضفة الى مستوى معين من الحياة الطبيعية وهم غير متحمسين للعودة الى الفترة الاشكالية اياها، وينبغي أن تمر فترة طويلة بما يكفي كي تبهت الذكريات وعدد الشباب، المحرك لكل انتفاضة، ممن لم يشهدوا ذلك على جلدتهم يزداد".
ويتابع "السبب الثاني لاستبعاد حدوث انتفاضة ثالثة، هو انه ورغم الازمة الاقتصادية التي تعيشها السلطة، فان أجهزة الامن لا تزال تحافظ على وحدتها وولائها".