شبكة قدس الإخبارية

الأسير أبو داود: لن أنتظر "شاليط" آخر

لارا يحيى

عندما يبدأ الحوار مع طفلٍ بالثامنة جل ما يملكه الابتسامة، وبكلمات قليلة متلعثمة تحمل مفردات مثل "زعلان، مشتاق لبابا، ما بدي شي في الدنيا غير أكون بحضنه" فلابد وأننا نتحدث عن ابن أسير، وهو هنا الأسير المضرب عن الطعام منذ 14/ 4 / 2013 أيمن أبو داوود (30 عاماً) من مدينة الخليل. محمد ابن الأسير الذي لم ير والده في حياته وجهاً لوجه سوى ما مجموعه أربعة أشهر، اعتقل والده وهو في المدرسة، بكى كثيراً بحسب والدته نبيلة أبو تركي (29 عاماً).

اقترنت نبيلة بأيمن منذ 10 أعوام قضت منها عام واحد في كنفه أنجبت خلالها اثنين من الأبناء أكبرهم محمد، اصغرهم قتيبه الذي لم يسر على قدميه بعد، ولد الاول حين اعتقل والده للمرة الثانية بتاريخ 20 / 7 / 2004 بعد 10 اشهر فقط من زواجهم حين لم يكمل محمد أشهره الاولى، أما الطفل قتيبة فقد أبصر النور ووالده بالسجن وسمح له بزيارته وهو عمره 45 يوم، تمكن وقتها أيمن وبعد معركة مع إدارة السجن من اختضان ولده لعشر دقائق فقط.

yy

لم تكتمل فرحة نبيلة وأيمن بحفل زفافهم حيث تم اعتقاله بعد انقضاء 10 أشهر على زواجهما فقط، ثم شاءت الأقدار ان يكون أيمن أحد المفرج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار" في الحادي عشر من أكتوبر عام 2011، وتطرب الدنيا بهم فرحاً غير مكتمل فقد أعاد الإحتلال "الإسرائيلي" اعتقال أيمن في 13 / 2 / 2013 وقام بعرضه مرتين على المحكمة تحت بند المطالبة بإعادته لقضاء 29 عاماً في الأسر هي حكمه السابق قبل التحرر، وهو اليوم يقبع في عزل سجن مجدو الاحتلالي.

 من جانبه قال مدير نادي الاسير أمجد النجار: "إن الاحتلال يريد إعادة الأسير أيمن لحكمه السابق (29 عاماً) وهو حكم جائر وظالم -على حد قوله-، لذا فإن الأسير أيمن قرر الآن خوض هذه المعركة بعد أن تأكد بأن مخابرات الاحتلال وضعت القرار تحت بند التنفيذ وتم تكليف المحامي جواد بولص بمتابعة الملف لدى الاحتلال، حيث كان هناك جلسات تباحثية مع "مستشار محكمة العدل العليا الاسرائيلية القانوني لبحث ملف اعتقال أيمن ومحاولة الحصول على صفقة يحصل خلالها على حكم بالسجن لأشهر قليلة ثم ينال حريته بعدها".

 وعن جدوى الاضرابات الفردية قال النجار بأن الاشكالية في الاضرابات الفردية أن حجم التضامن مع الاسرى يكون منخفضاً كونها تستنزف قوة الجماهير وتحتاج وقتاً طويلاً للحصول على نتائجها، اضافة لكونها تعتمد بالدرجة الاولى على جمهرة العائلة، مشيراً إلى أن مشاركة العائلة هي من تصنع التضامن كون أن القناعات لدى معظم القوى والفصائل تتجه إلى أن الاضراب الفردي لا يحقق الأهداف بالشكل المطلوب.

 er

الا أن الاسير أبو داود قرر أن يخوض المعركة متسلحاً بأقربائه وأطفاله، وإيمانه بأبناء شعبه فهو لن ينتظر "شاليط" جديد بحسب ما أبلغ المحامي جواد بولس. زوجته قالت لشبكة قدس: "إن الاضراب خطوه صعبة عليه وعلينا، لازلت أذكر منظره في المحكمة المرة الأولى بعد اضراب الكرامة، حيث كان مضرباً فقط لأربعة عشر يوماً وكان لا يقوى على الوقوف او التحدث ولونه اصفر بشدة ومكبل اليدين والساقين، إلا أن السعي وراء الحرية يدفع زوجي وبشدة لمواصلة إضرابه".

 عن إمكانية قبوله بصفقة إبعاد خارج الوطن او إلى غزة أكدت على أهمية أن يكون زوجها حراً وبأن قرار الإبعاد سيكون من الاحتمالات المتأخرة جداً فليس من بديل عن أرض فلسطين، فيما طالبت جميع المؤسسات الحقوقية والمنظمات والسلطة الوطنية الفلسطينية، والتنظيمات والوسيط المصري الراعي للصفقة التي اخترقت إسرئيل بنودها بإعادة اعتقال ما يزيد عن 15 اسيراً محرراً بالصفقة الغربية بضرورة بالتدخل الفوري والعاجل.

 هذا وطالب رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك الذي شارك بالاعتصام أمام مقر الصليب الاحمر الدولي السلطة الوطنية الفلسطينية بضرورة التوجه الفوري والسريع للإنضمام لإتفاقيات جنيف الثالثة والرابع بالاضافة لإتفاقية روما للتأكيد على الاقل من حصول الاسرى الفلسطينيين على حقوقهم وتحويلهم من اسرى أمنيين لأسرى حرب، معتبراً ان عدم المشاركة الى اليوم هو جريمة بحق القضية والاسرى فهم المناضلون اللذين يتوجب علينا الوقف بجانبهم.

tr

 معتبراً ان الاحتلال ومنذ أن رضخ لشروط المقاومة وأفرج عن الاسرى في صفقة وفاء الاحرار وهو يعيش ازمة كبيرة ولهذا يحاول اعادة ترتيب اوراقه لإعادة اعتقال الاسرى المحررين في الصفقة وهو ما جرى مع العديد من الاسرى ومنهم سامر العيساوي وأيمن الشراونة، واليوم نحن نتكلم عن الاسير أيمن ابو داوود وغيرهم.. ورغم هذه المحاولات فهذا لن يثنينا عن المطالبة بتحريرهم، والراعي المصري مكلف ومطلوب منه ان يتدخل لضمان تنفيذ الاتفاق بحسب ما تم الاتفاق عليه، ومعروف انه اتفق على الا يعاد اعتقالهم وبهذا يكون الاحتلال قد اخل بالاتفاق.

 وذكر الدويك أن على الشعب الفلسطيني أن يستمر في حراكه وأن يصعّد فيه حتى يستطيع الاسير الفلسطيني أن يرى الحرية بعينيه، والمطلوب من كل التنظيمات الفلسطينية تفعيل قضية الأسرى بذكرهم في جميع المحافل الدولية بالذات مع الجانب المصري الذي يبذل جهود كبيره لضمان الافراج عنهم.

ومن الجدير بالذكر ان العائلة قامت قبل أيام بنصب خيمة للتضامن أمام منزل الأسير الكائن في وادي الهرية في الخليل المحتلة في مسعى منها لتفعيل قضيته.