فلسطين المحتلة – خاص قدس الإخبارية: كشفت مصادر خاصة لـ قدس الإخبارية، اليوم الجمعة، عن المصدر الذي قام بتسريب المعلومات والتي نشرت الأسبوع الماضي حول اللقاء السري الذي عُقد في مدينة العقبة الأردنية قبل عام، وجمع كل من (رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والملك الأردني عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأحد المسؤولين السعوديين).
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، إن السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس هم المسؤولين عن تسريب الخبر في الصحف الاسرائيلية، والذي تناول لأول مرة معلومات وتفاصيل هامة حول اللقاء السري بعد أن ظل مخفياً عن الإعلام طوال عام كامل، وهو ما أحرج الدول العربية التي شاركت وخاصة جمهورية مصر.
ورجحت المصادر أن يكون منع القيادي في فتح جبريل رجوب من دخول مصر قبل أيام، هو رد فعل رسمي مصري على التسريبات التي قامت بها السلطة كرسالة سياسية شديدة اللهجة.
وأوضح المصدر لـ قدس الإخبارية أن الرئيس عباس أوعز لشخصية بارزة في السلطة بنقل تفاصيل لقاء العقبة للإعلام الإسرائيلي، وبحث اللقاء إعادة إحياء "عملية السلام"، تحت رعاية وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، وتجاهل اللقاء السلطة الفلسطينية والرئيس عباس وهو ما أغضبهم ودفعهم لتسريب الخبر في أول فرصة ممكنة بعد رحيل الإدارة الأمريكية السابقة.وبينت ذات المصادر بأن تسريب الرئيس عباس للخبر، هدفه الإطاحة بنتائج اللقاء التي كانت المؤشرات ترجح انتقاله للإدارة الأمريكية الجديدة، مما يُخرج السلطة الفلسطينية خارج غرفة المفاوضات على القضايا الرئيسية للفلسطينيين.
فيما يرا محللون أن الخطورة الكبرى تتمثل في أن المبادرة التي طرحها كيري خلال لقاء العقبة -بعد الحصول على موافقة السيسي والملك عبد الله- ورفضها نتنياهو على الفور، لا تمثل فقط نكوصا فجًّا عما ورد في "مبادرة السلام العربية" التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002، بل تمثل -في الواقع- تصفية حقيقية للقضية الفلسطينية.
فرغم أن المبادرة استندت إلى "حل الدولتين" على أساس حدود 1967، فإنها -من ناحية عملية- تضمنت بنوداً تحوّل فكرة الدولة الفلسطينية إلى صيغة مشوّهة لنموذج الحكم الذاتي.
وبحسب مراقبين فإن أخطر ما طرحه كيري -وقبِله السيسي وعبد الله- في لقاء العقبة يتمثل في قبول العالم العربي أن تلبي أية تسوية للصراع "الاحتياجات الأمنية لإسرائيل وتضمن تمكينها من الدفاع عن نفسها".