القدس المحتلة – خاص قدس الإخبارية: دقائق قليلة، وامتلأت مدرجات الملعب وما زالت الجماهير تتوافد إلى المكان، الصمت يعم والكرة تتدحرج بين أقدام اللاعبين قبل أن يسددها أحدهم داخل المرمى، وتهز الهتافات المكان.
عند حلول المساء على البلدة القديمة في القدس المحتلة، حتى يدب العيد على غير موعده، المحال تزدحم بالمشترين، وأزقة البلدة تمتلئ بالزائرين، وصراخ الباعة المتجولين يعلو.
على أرض ملعب برج اللقلق في بلدة القدس القديمة، تلتقي 73 عائلة فلسطينية من مختلف أحياء وقرى مدينة القدس المحتلة لتشارك في دوري "الحارات المقدسية" الممول من رجل الأعمال الفلسطيني منير الكالوتي.
مدير البرنامج الرياضي في مؤسسة برج اللقلق نهاد زغير يقول لـ قدس الإخبارية، إن الدوري ينظم في مدينة القدس منذ سنوات، مرة يكون بين المؤسسات، ومرة بين القرى والأحياء، فيما نظم هذا العام ليجمع معظم عائلات مدينة القدس المحتلة.
وأوضح زغير أنه يصل إلى الملعب يوميًا أكثر من 1500 فلسطينياً من مختلف أحياء وقرى مدينة القدس المحتلة، بعضهم يشارك في المباريات وآخرين يشجعوا فريق عائلتهم، مشيراً إلى أن الدوري يمتد لأكثر من شهر، "المئات يتواجدون داخل البلدة القديمة يدعمون صمودها من خلال الشراء من المحال وإنعاشها وخاصة في أوقات المساء".
وبين ازغير أن الدوري يعتمد على مبدأ خروج الفريق الخاسر من البطولة، وذلك بسبب العدد الكبير للعائلات المشاركة في الدوري وعدم التمكن من تنظيمه على مبدأ المجموعات، "تلتقي عائلتين في كل مباراة، العائلة الفائزة تكمل في الدوري والخاسرة تنسحب".
ويحرص المنظمون للدوري على الحفاظ على علاقة التآلف بين العائلات، حيث تلتقي كل عائلتين بعد انتهاء مباراتها في حفل عشاء، وتقومان بتكريم بعضهما ويقدم كل فريق دروع تقديرية للآخر.
وعن أعمار المشاركين، بين أن اللاعبين المشاركين من كافة الفئات العمرية حيث جمعت الكثير من المباريات الأبناء والآباء.
وأكد زغير على أن البطولة حملت شعار "نحن أبناء الأرض" لتعزيز الصمود في مدينة القدس، إضافة لتكثيف الترابط العائلي بين الأفراد، "الكثير تعرفوا على بعضهم من خلال الدوري، كما قامت العائلات بتشكيل مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع بعضها، وشكلت فرقها الرياضية الخاصة".
وعن مضايقات سلطات الاحتلال، بين ازغير أن اعتداءات سلطات الاحتلال ومضايقاتها على مؤسسة برج القلق لم تتوقف يوماً، فيما حرصت شرطة الاحتلال على تحرير مئات المخالفات تراوحت من ٢٥٠-٥٠٠ شيقل لمعظم مركبات الحاضرين لمشاهدة المباراة.
كما واستدعت مخابرات الاحتلال عدداً من الشبان لمرات عدة على خلفية ترديد هتافات وطنية خلال المباريات.
تصوير يزن حداد| مباراة جمعت العائلتين حلبي وحلواني