شبكة قدس الإخبارية

الأسير المقدسي نورحمدان في نابلس

ساري جرادات

تدخل قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي منعطفات أكثر إشراقا ببطولتهم وتضحيتهم وحدهم، ومن غير ربطات عنق أو فنادق خمس نجوم، وتمضي الحركة الأسيرة بروح بطولية عالية غير آبهة للسراويل المستديرة والأزياء المستقيمة في رام الله الشقراء.

قبل أيام عرضت القناة الثانية التابعة لدولة الاحتلال شريط فيديو يظهر أسرى فلسطينيين من مدينة القدس في قاعة محكمة سجن المسكوبية، ظهر الأسرى بكامل إنسانيتهم المعهودة وحبهم للحرية والقدس والحياة، مبتسمين ضاحكين للأمل والزرع والسنابل، وتتكوم أطنان الحقد والعنصرية في وجوه سجانيهم نتيجة الدهشة والإحباط الذي سببه لهم الأسرى في ذلك المشهد الذي يتكرر بطرق مختلفة منذ ما يزيد على الستة عقود وأكثر.

شهيد أقبية التحقيق عرفات جرادات لن تجف دماؤه، استشهد ونعلاه أعلى من رؤوس ضباط المخابرات، سامر العيساوي فاوض دولة وانتصر وسيعود حرا محمولا على الأكتاف ويجوب شوارع القدس وأزقتها وحاراتها، واثبت من جديد أن الأيام نضال لا مفاوضات فقط.

نور المقدسي الذي ظهر في شريط الفيديو التقيته هناك، خلف جداران شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بووك ، في عالم الافتراض ، بعدما حال بيننا عالم الواقع على الأرض بسبب الجدار والاستيطان والاسبست والحواجز والاحتلال، فلم يعد الاحتلال قادرا على بث سرطان الجدار العازل بيننا في الفصل والتمييز وسن العنصرية التي تسري في ايدلوجياته وفي ذقون حاخامته، فوداعا للجدار العازل ومرحبا بالمحبة والحرية والسلام .

السجانون يهلوسون ويتسائلون، كم نحتاج لان نقتل من أحلام وإرادة الشعب الفلسطيني حتى نعلن قيام دولتنا كما نريد؟ وكم معسكر تدريب وتجهيز وأسماء أسلحة نحتاج لوئد فكرة فارس الليل من ذهن مجاهد الصغير؟ فيصحو شارون من سباته العميق ويصرخ فيهم ، بعدما لاحقته الأسئلة المتكررة من زمن صبرا وشاتيلا وأخواتها التي تتكرر وتتعدد حتى هذا الصباح كتابة، فتفيقني كلمات نغم التي قصفوا ملعب أطفال حارتها في مدينة رفح الفلسطينية الواصلة بين قارتي آسيا وأفريقيا.

يستغرب جميع السجانون من ضحكة نور وعيونه التي تشع تحريرا، تنطلق من باب العامود حتى نابلس، فينفجر السجانون في وجه الشاباك بعدما هزمهم جرادات في معركة العشاء الأخير نحو المجد والفداء الذي لم ينزل الله به من سلطان، فيفرغ السجان اللعين حقده وغضبه في جسد الأسير محمود زهران ليتحول جسده إلى نورا أخر يلاحق بطش ورصاص دولة الاحتلال.

نور سيعود قريبا ويفتح شاشة التلفاز وسيرتفع حظر التجوال عن مدينته، وتتحول ضحكته الى خميرة لرغيف خبز خالٍ من الاحتلال، وسيدرك العالم اجمع أن مئات الشهداء من الحركة الوطنية الأسيرة وآلاف الأجساد التي امتلأت بالأمراض والقهر والغياب القسري عن الشمس ، كانت لأجل أن يسكن وطننا بالمحبة والحرية والعدالة والسلام.