استطاع طلبة من مدرسة الكندي في مدينة نابلس، وفي إطار مشاركتهم في مسابقة "إلهام فلسطين" إعداد كتاب متخصص في البرمجيات المفتوحة المصدر، وهو مشروع يعد الأول من نوعه من حيث المضمون العلمي في فلسطين، وتجربة فريدة بتوفير كتاب بديل للمناهج التي أكل عليها الدهر وشرب حسب وصفهم.
وقد اعتمد الطلبة على المراجع المفتوحة المصدر الأجنبية والعربية، إضافة إلى دراسة عدّة كتب مختلفة في هذا المجال ومقارنتها مع سابقاتها، معتمدين على خطّة أعدها وكتبها مدرس التكنولوجيا في المدرسة سفيان جملة.
واشترك في تنفيذ المشروع الطلبة عاصم عصام بدران ومحمد بسام الهدهد من الصّف العاشر بإشراف المدرس جملة الذي أعدّ خطّة الكتاب والمواضيع التي قام الفريق بصياغتها من جديد بأسلوب سهل وبسيط لتسهيل الحصول على المعلومات من الكتاب ليتناسب مع جميع الفئات المجتمعية القارئة والدارسة لهذا المؤلف.
يقول جملة إن "المشروع سابقة علمية في فلسطين وما يميّزه انه تجربة مدرسية ترقى إلى المستوى العلمي المطلوب، حيث كان الطلبة سباقين في إضافة هذا النوع من الكتب بإشراف معلّمهم المباشر، ما يعدّ مثالا على التعاون بين الطلبة والمعلمين في إعادة صياغة وهيكلة العملية التعليمية، وانجازا يضاف إلى تقنية المعلومات في دولة فلسطين، حيث أن البرمجيات المفتوحة المصدر تفتح آفاقا علمية واسعة ومنضبطة علميا لردم الهوة الرقمية بيننا وبين الدول المتقدمة علميا، بحيث تصبح الدول المستخدمة لهذه التقنيات منتجة لها غير مستهلكة".
ولفت إلى أن هذه التجربة تنقل الطالب من تطوير برمجيات بسيطة إلى تطوير برمجيات أكثر تعقيدا، حيث أن هذه البرمجيات تعطي للمستخدم الأخير الحق في الحصول على الشيفرة المصدرية للبرنامج، كما تعطيه الحق في التعديل ونشر البرنامج مرة أخرى، ما يساعد على نشر وتطوير الأنظمة على اختلاف أنواعها بشكل أسرع، يلبي حاجات الدول النامية في الحصول على تقنيات متقدمة بأسعار زهيدة".
إضافة إلى أنه يساهم في دفع عجلة الاقتصاد في البلدان التي تعتمد هذه البرمجيات، لافتا إلى أن هذا المشروع يفتح الأبواب على مصراعيها أمام التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات في مختلف انحاء العالم العربي والغربي وتشكيل فرق عمل طلابية، ويطرح أسلوبا جديدا في التعليم، حيث يعطي وجها مشرقا للتقدم العلمي من خلال الشباب.
[caption id="attachment_11293" align="alignleft" width="211"] غلاف الكتاب[/caption]وينوه جملة إلى أن المشروع لم يعتمد على مختصّين ودارسين في هذا المجال، بل على تفنيد الطالب الفلسطيني لحاجاته الأساسية في التعليم، ليقول للوزارة بانه ما عاد يريد الكتب المصاغة على نهج تقادمي، بل كان الهدف إبراز حاجة هؤلاء الطلاب إلى الحداثة العالمية في التطور التكنولوجي ولمجاراة التقدّم العلمي والتقني بما يلبي حاجة المجتمع الفلسطيني".
وشكر الهيئة التدريسية في مدرسة الكندي الثانوية ممثلة بمديرها عبد الحليم حنايشة الذي سخّر جميع موارد المدرسة من اجل اكتمال المشروع وخروجه إلى الواقع، مشددا ان "هذا الأسلوب في العمل يعطي الطلبة خبرة واطلاع على أسلوب تقني متخصص ومتطور مستخدم في بناء مناهج فلسطينية تختص بالبرمجيات ذات المستوى العالمي، معربا عن أمله في نقل هذه التجربة وهذا النموذج في العمل للمدارس الفلسطينية كافة، ما قد يعطيها دفعة من خلال إدخال تقنيات برمجية متطورة وعلمية تعمل على رفع قدرتها التنافسية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي من جهة، ويقلل من نزف المال الوطني إلى الخارج من خلال شراء التقنيات المستوردة وتحول قطاع تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني من مستهلك إلى منتج، ما له الأثر اللافت في تطوير الاقتصاد الفلسطيني".