شبكة قدس الإخبارية

خسائر فادحة لمزارعي غزّة جراء الأحوال الجويّة

٢١٣

 

هيئة التحرير

غزّة- خاص قُدس الإخبارية: تكبد مزارعو  قطاع غزة خسائر كبيرة جراء موجه الصقيع التي ضربت فلسطين خلال الأيام الماضية، وما زاد من تلك الخسائر هو تأخر سقوط الأمطار وهطولها بكميات محدودة في مناطق شمال القطاع فقط، ما شكل خطرًا إضافيًا على محاصيلهم ومزروعاتهم.

أبو خالد اصليح، مزارع يملك أرضا مساحتها 25 دونمًا شرق خانيونس جنوب القطاع، يقول "قررت هذا العام زراعة البطاطا لكني تكبدت خسائر كبيرة نتيجة انخفاض درجات الحرارة ما تسبب بتدمير المحصول بشكل كبير"، مبينا أن خسائره إثر موجة الصقيع التي شهدتها المنطقة تقدر بـ2000 شيكل لكل دونم.

ويضيف لـ"قُدس الإخبارية"، "عادة ما يأتي الصقيع بين شهرين يناير وفبراير ما نسميها بفترة "الأربعينية" فيأخذ المزارع الاحتياطات اللازمة تجنبًا للأضرار لكن الصقيع هذا العام أتى مبكرا ليدمر محاصيلنا"، مشيرًا إلى أن تأخر الأمطار وشحّها شكّل عبئًا إضافيا على المزارع ما اضطره لشراء مياه الآبار لري المزروعات، حيث تعمل الأمطار في تنظيف التربة من الأملاح والأمراض ما يجنب المزارعين رش المبيدات الحشرية بكميات كبيرة.

وأوضح اصليح، أن أرضه تعرضت للتجريف خلال عدواني 2012 و2014 بينما لم يتلق تعويضات جراء تلك الخسائر حتى الآن، مناشدًا وزارة الزراعة الفلسطينية بدعم المزارعين وتعويض خسائرهم ليتمكنوا من مواصلة عملهم وزراعة محاصيلهم، مما يشجع الحالة الاقتصادية العامة، مشيرًا أن وزارة الزراعة يقتصر عملها على تقديم الإرشادات للمزارعين وحصر الأضرار والخروج بإحصاءات فقط، بحسب قوله.

52

ماذا ردّت الوزارة؟

من جهته، قال المهندس نزار الوحيدي مدير عام الإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة، إن وزارته بدأت بإحصاء الأراضي التي تضررت نتيجة الأحوال الجوية وكلفت المديريات بذلك في أنحاء القطاع كافة، مبينًا أن آثار  الصقيع لا تظهر إلا بعد أيام، في حين أن أكثر المحاصيل تأثرا بالصقيع هي المحاصيل الصيفية، لكنها لا تشكل خسارة  للمزارع لأنها كانت في مرحلة شيخوخة الإنتاج، كـ"الباذنجان والبندورة والخيار الأرضي".

وأضاف لـ قُدس الإخبارية، "الخسارة الحقيقية ظهرت في محصول البطاطا والفاصولياء، فقد ضربها الصقيع ضربة قوية وهي في طور النمو والإنتاج ما سبب خسارة كبيرة لمزارعيها"، مشيرًا إلى الوزارة راقبت المزروعات ولاحظت  بعض الأضرار التي وقعت على المحاصيل الشتوية والحمضيات.

وعن تأخر الأمطار والنتائج التي ترتبت على ذلك قال "الأمطار التي هطلت تعتبر انفراجة بسيطة لم تدم أكثر من يوم في مناطق شمال غزة ولكن باقي مناطق القطاع  لا تزال تعاني من أزمة الجفاف" مؤكدا أن هذا الجفاف أحدث  أضرار غير مباشرة للمزارعين وعبئًا ماديًا تشكل في ازدياد الحاجة للمياه من الخزان الجوفي.

وأكد أن هناك العديد من المحاصيل الشتوية كان من المفترض أن تزرع في هذا الوقت، لكنها لم تزرع حتى الآن كالقمح والشعير، بسبب حالة الجفاف التي تشهدها المنطقة، منوهًا إلى أن كل هذه الآثار تشكل مشكلة حقيقية للقطاع الزراعي في غزة.

 وفيما يتعلق بالدور الملقى على عاتق الوزارة لتجنيب المزارعين المخاسر فترة الصقيع، أوضح الوحيدي أن الوزارة أعلنت عن تلك الموجة قبل حدوثها عبر وسائل الإعلام ووجهت المزارعين لأخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الخسارة، منوهًا أن الوزارة في غزة سترسل الملفات المتعلقة بالأضرار التي تكبدها المزارعين إلى حكومة الوفاق برام الله للتواصل مع الجهات الداعمة وتقديم التعويضات المادية للمزارعين.

53