شبكة قدس الإخبارية

وثائق سرية.. دولتان عظمتان تتجسسان على السلطة و"إسرائيل"

نسرين كمال الخطيب

باريس- قُدس الإخبارية- ترجمة خاصة: كشفت صحيفة فرنسية عن وثائق مُسرّبة وقعت في يد مبرمج أمريكي  يعمل لصالح المخابرات الأمريكية تفيد بتجسُّس المخابرات البريطانية على السلطة الفلسطينية، ودبلوماسيين وشركات إسرائيلية، إضافةً إلى جيش الاحتلال.

وذكرت صحيفة لومند الفرنسية أن المبرمج الأمريكي إدوارد سنودن، قبِل نشره لمعلوماتٍ سرية عام 2013 وفراره إلى روسيا، حيث أوضحت الملفات التي حصل عليها، مذكرة صادرة عام 2008 عن وكالة الأمن القومي الأمريكية - NSA، تصف قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بأنها "لا تشكل تهديدًا للولايات المتحدة أو حلفائها، وهذه القوات هي الأفضل في السيطرة على العنف في المنطقة".

51

في المقابل، فان احدى الملفات المسرّبة، وصف "مكتب الاتصالات الحكومية البريطانية – GCHQ"، وهو جهاز مخابرات بريطاني، الاحتلالَ بأنه "تهديدٌ حقيقيّ" للشرق الأوسط، حيث تفيد وثيقة سرّية عام 2009 أن "الإسرائيليين يشكّلون تهديدًا حقيقيًا للأمن الإقليمي لا سيما بسبب موقفهم من إيران".

ووفقًا للوثائق، فان المخابرات البريطانية رصدت منذ نهاية 2008 وحتى 2009، اتصالات بين منظمة التحرير ووفود فلسطينية عديدة، خاصةً تلك في فرنسا وبلجيكا والبرتغال وباكستان وجنوب افريقيا وماليزيا، وتجسست على النائب العربي في كنيست الاحتلال الاسرائيلي، أحمد الطيبي، ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق أحمد قريع، واتصالات الرئيس محمود عباس مع ابنَيه، وعددٍ من المكالمات الرسمية.

وتفترض صحيفة لوموند، أن المعلومات التي جُمعت ساعدت "إسرائيل" في الاستعداد للحرب التي شنتها ضد القطاع عام 2009، وذلك نسبةً إلى أن عمليات التجسس حدثت قبل ثلاثة أسابيع من الحرب، كما أن سلطات الاحتلال شكرت العاملين في جهاز الاستخبارات البريطاني لقيامهم بعمليات التجسس نيابةً عنهم، وفقًا للوثائق المسرّبة.

تشير وثيقة أخرى تابعة للمخابرات الأمريكية في الثامن عشر من أبريل لعام 2013 إلى "العلاقة المقربة بين وكالة الأمن القومي الأمريكية ومديرية الحرب الالكترونية في المخابرات العامة الأردنية منذ الثمانينات، يتعاون الطرفان في رصد الأهداف ذات الأولوية، ويوفر الطرف الأردني جزءً كبيرًا من أسماء الأفراد المستهدفين من قبل المخابرات الأمريكية في المنطقة".

جاء تقرير صحيفة لوموند بعد معلوماتٍ سابقة نشرتها مجلة "ذا إنترسبت" وصحيفة "دير شبيغل" الألمانية حول وثائق تفيد بتجسس الاستخبارات الأمريكية والبريطانية على الجهاز الجوي لجيش الاحتلال لمدة 18 عامًا، لمراقبة عمليات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة والبقاء على اطلاع حول أي هجوم محتمل على إيران ومعرفة تكنولوجيا وتقنية الطائرات بدون طيار التي تصنعها وتصدّرها "إسرائيل".

ومن بين الذين تم التجسس عليهم، شخصية إسرائيلية لم يُذكر اسمه لكنه وصف بأنه "ثاني أعلى مسؤول في وزارة الخارجية بحكومة الاحتلال"، وسفراء "إسرائيل" إلى نيجيريا وكينيا، وشركة إسرائيلية لديها عقود مع قوات الاحتلال، وقسم البحوث في الجامعة العبرية في القدس.

المصدر| "هآرتس" - "ذا إندِبِندت"