نابلس- قُدس الإخبارية: تجتهد أربع فلسطينيات في إنتاج حطب صناعي من مواد طبيعية صديقة للبيئة، مستخدمات مواد وأدوات بسيطة، ويأملن الحصول على براءة اختراع من الجهات المختصة، ومن ثم الترويج لمنتجهن وتسويقه على نطاق أوسع.
وقد ذاع صيت الحطب الصناعي وارتبط باسم السيدات الأربع إنعام وفائدة ووعد وولاء يَمَك اللواتي ينحدرن من بلدة بيتا في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية حتى قبل أن يُوثّق رسميا، فربما لحداثة الفكرة وجدة العمل بها يتطلب الأمر التفرغ لزيادة كمية الإنتاج وترويجها بالشكل الصحيح والسريع.
السيدات الأربع القائمات على معمل الحطب الصناعي |
المصنع اليدوي وظهر المنتج كأول مرة في معرض محلي نظمته سلطة جودة البيئة الفلسطينية برام الله قبل شهرين، وحظي باهتمام وتشجيع كبيرين من الجهات الرسمية، لا سيما وزارة البيئة.
ويتكون المنتج من المخلفات البيئية كالجفت (بواقي عصر الزيتون) ونجارة الخشب والورق والخبز التالف، حيث يُعجن الخليط بكميات ونسب محددة لفترة زمنية ثم يسكب داخل أوعية تُكيّفه بالشكل والحجم المطلوب، ليُضغط يدويا ثم يصار إلى تجفيفه تحت أشعة الشمس. وتتم جميع مراحل العملية يدويا.
ويتميز الحطب الصناعي بسرعة اشتعاله وقلة تكلفته وإمكانية الاستغناء به عن الحطب الطبيعي وبالتالي عدم اللجوء إلى قطع الأشجار، كما يتناسب مع شكل وسائل التدفئة الحديثة، والأهم أنه نظيف وصديق للبيئة. وهذه الأخيرة -وفق فائدة- أهم ركيزة بالمشروع، فهو خال من أي مواد بلاستيكية أو بترولية. وقد أثبتت السيدات الأربع نجاعة منتجهن بتجارب عدة من حيث الكميات والنسب المطلوبة لإخراجه بالشكل المطلوب، ويزيد من تميز المشروع أن النساء ينحدرن من عائلة واحدة ويعملن في نفس المنزل، وبالتالي قرب المكان وسهولة الالتقاء والإعداد للعمل ورعاية شؤون بيوتهن.
ولاء وفائدة يمك أثناء ترتيبهما قطع الحطب الصناعي داخل صندوق |
معضلة التسويق
ويقع على عاتق كل واحدة من السيدات الأربع مهمة محددة، لكنهن يتشاورن لتقديم الأفضل، وتقول ولاء يَمَك إنهن يتخلصن من مخلفات تضر بالبيئة ويساعدن أنفسهن بالدخل المادي، مشيرة إلى أن أهم معوقات العمل غياب الدعم وقلة توفر المعدات والآلات.
ويُقدّر ثمن الطن الواحد من الحطب الصناعي بنحو مئة دولار، وهو سعر مقبول مقارنة بثمن وسائل التدفئة الأخرى. وتبقى المعضلة الرئيسية في التسويق، خاصة أنهن يعشن في مجتمع ريفي تكثر فيه وسائل التدفئة، وتقول وعد يمك "لم ننتج حتى اللحظة كميات كبيرة، وما أنتجناه يقتصر على عينات للعرض والاستخدام البيتي لدينا".
ووفقا لإحصاءات فلسطينية رسمية فقد بلغت نسبة النفايات الصلبة عام 2014 مستوى 59,1% للعضوية، و14,2% للبلاستيك، و10,1% للورقية والكرتون، و2,7% للحديد، و2,4% للزجاج، و11,5% للنفايات الأخرى.
نحو العالمية
وسعت السيدات إلى تسجيل منتجهن لدى وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطينية تمهيدا لحصولهن على براءة اختراع، ويحظين بدعم من المجلس البلدي في قريتهن، ويقول رئيسه واصف معلا إنهم لن يكونوا داعمين للمشروع فحسب بل شركاء فيه، حيث يسعون حاليا لفحصه مخبريا واعتماده رسميا من أجل توفير جهة مانحة.
ويضيف معلا في حديثه للجزيرة نت أن أهمية الفكرة تنبع من كونها تجمع بين التنمية وتوفير قطاع عمل نسوي.
وتلقى السيدات الأربع تعاونًا ملموسًا من أهالي قريتهن برفدهن باحتياجهن من المخلفات البيئية اللازمة، بيد أن "العالمية" هي ما يبحثن عنه الآن لتسويق منتجهن في معارض خارجية.
المصدر: الجزيرة نت