أفادت مؤسسة «أوفوم» المتخصصة في الدراسات والتحليلات المتعلقة بسوق الاتصالات أن عدداً كبيراً من المستهلكين بدأوا في الاستغناء عن استخدام الرسائل النصية القصيرة في الهواتف المحمولة (إس إم إس) لمصلحة الاعتماد على تطبيقات المراسلة المجانية، أو المنخفضة التكلفة، ما يؤدي بدوره إلى انخفاض كبير في الأرباح التي تحققها شركات الهاتف المحمول من هذه الرسائل، ما يثير قلق هذه الشركات.
وكشفت دراسة مسحية أعدتها المؤسسة ونشرت نتائجها ضمن تقرير بعنوان «دراسة توجهات المستهلك»، أن 34٪ من مستخدمي «سكايب»، و51٪ من مستخدمي تطبيق «واتس أب» المشاركين في الدراسة، انخفض استهلاكهم لخدمة الـ«إس إم إس»، نتيجةً لاعتمادهم على تطبيقات المراسلة الاجتماعية.
وتفصيلاً، قالت مؤسسة «أوفوم» المتخصصة في الدراسات والتحليلات المتعلقة بسوق الاتصالات إنها أعدت دراسة مسحية شملت عينة من مستخدمي الهواتف المحمولة، قال 31٪ من المشاركين فيها إن اعتمادهم على خدمات المراسلة الاجتماعية أدى إلى انخفاض استخدامهم رسائل الـ«إس إم إس»، مشيرة إلى أن أكبر نسبة تأثر كانت في أستراليا والبرازيل والصين وفرنسا، في حين كانت النسبة أقل في كل من ألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.
وقال 34٪ من مستخدمي «سكايب»، و51٪ من مستخدمي تطبيق «واتس أب» المشاركين في الدراسة، التي نشرت نتائجها ضمن تقرير عنوان «دراسة توجهات المستهلك»، إن استهلاكهم لخدمة الـ«إس أم إس» انخفض نتيجةً لاعتمادهم على تطبيقات المراسلة الاجتماعية.
وأضافت المؤسسة أن استغناء عدد كبير من المستهلكين عن استخدام الرسائل النصية القصيرة في الهواتف المحمولة (إس أم إس) لمصلحة الاعتماد على تطبيقات المراسلة المجانية، أو المنخفضة التكلفة، يؤدي بدوره إلى انخفاض كبير في الأرباح التي تحققها شركات الهاتف المحمول، ما يثير قلق هذه الشركات.
وفي تقريرها الجديد المسمى «دراسة توجهات المستهلك»، لفتت المؤسسة إلى التوصل لخدمات تروّج استخدام رسائل الـ«إس أم إس»، وتسد الثغرة ما بين الخدمات المتصلة بالإنترنت وغير المتصلة، ما قد يؤدي إلى فرصة لتوليد الأرباح لكلا الطرفين.
وقالت المحللة في «أوفوم» والمشاركة في إعداد التقرير، نيها دهاريا، إنه بناءً على الدراسة التي أعدتها المؤسسة، يوجد نمط واضح من استبدال رسائل الـ«إس إم إس» بوسائل المراسلة عبر الإنترنت، وهذا من شأنه أن يزيد عدد اللاعبين الجدد في هذا المجال، الذين سيجدون فرصة كبيرة في السوق لإطلاق تطبيقات جديدة. وأشارت إلى أن «أسعار الاتصال بالإنترنت عبر الهواتف المحمولة تتجه إلى الانخفاض يوماً بعد يوم، ما يشجع المستهلكين على إبقاء هواتفهم متصلة بالإنترنت طوال الوقت، ويجعل الاعتماد على التطبيقات المجانية أكثر فاعلية، كما يساعد انتشار الهواتف الذكية وانخفاض أسعارها على الدفع نحو هذا التوجه بشكل كبير».
واستدركت دهاريا بأن تطبيقات المراسلة الاجتماعية لا تعني دائمًا التعدّي على دور رسائل «إس إم إس»، موضحة أن الشركات المطورة لبعض تطبيقات المراسلة، التي تمتلك علاقات قوية مع شركات تقديم خدمة الهاتف المحمول، تقيم أحيانًا علاقات شراكة يمكن أن تُسهم في الرفع من استهلاك رسائل «إس إم إس»، ما يخلق فرصًا لكل من شركات الهاتف المحمول وتطبيقات المراسلة الاجتماعية بشكل يسد الثغرة ما بين المستخدمين المتصلين بالإنترنت وغير المتصلين.
بدوره، قال المحلل في مؤسسة «أوفوم» والمؤلف المسهم في كتابة التقرير مارك رانسون، إن «المراسلة الاجتماعية أثبتت كونها أساساً قوياً يمكن أن يسهم في نمو منصات الشبكات الاجتماعية بشكل عام، وهذا يعود إلى طبيعة خدمات المراسلة نفسها، التي توفر درجة التزام عالية في استخدامها، كما تفرض طبيعتها عودة المستخدم إليها بشكل متكرر. ويمثل هذا الأساس الثابت قاعدةً قوية يمكن استثمارها في عدد من الخدمات والتطبيقات الأخرى، كالألعاب والتخصيص والاتصالات».
وأشار إلى أن الشركات المقدمة لخدمة الهاتف المحمول تحتاج إلى العثور على صيغ عمل ديناميكية متعددة الأوجه لاستثمار الفرص الجديدة في سوق المراسلة الاجتماعية المتطور يومًا بعد يوم، التي تُدرّ أرباحًا عالية.
وضرب مثالًا على ذلك بتطبيق المراسلة «لاين» على هواتف «أندرويد» و«آيفون»، حيث حققت الشركة الكورية الجنوبية المطورة له نحو 30 مليون دولار خلال عام 2012 من بيع الابتسامات والوجوه التعبيرية المدفوعة، على الرغم من أن استخدام التطبيق مجاني بحد ذاته.
يُذكر أن الشركة المطورة لتطبيق المراسلة عبر الإنترنت الشهير للهواتف المحمولة «واتس اب» ذكرت قبل أيام أن التطبيق أكبر حجمًا من شبكة «تويتر» للتواصل الاجتماعي، مضيفة أن عدد مستخدمي التطبيق تجاوز 200 مليون مستخدم فعال شهريًا، ويتم من خلاله إرسال 12 مليار رسالة يوميًا.