ست سنوات تفصلنا عن آخر مشاركة للكتلة الإسلامية في انتخابات مجلس اتحاد الطلبة في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، نقف وإياكم في السطور القادمة على ملامح الخطاب الانتخابي للكتلة الإسلامية.
بالرغم من غيابها لست سنوات قسريا كما تقول الكتلة، إلا أن خطابها لهذه السنة لم يخل من المعاني الدينية، الأمر الذي ألفه كل متابع لخطاب حركة حماس بكافة أذرعها الطلابية والنقابية وحتى العسكرية منها.
الكثير من التفاؤل هو ما يسود تعليقات وتدوينات أبناء الكتلة ومؤيديها، الأمر الذي دعا فضل البيتاوي أحد قيادات الكتلة سابقاً للكتابة عن هذا الأمر، موضحاً أن أحد أسباب انتصارات الكتلة في مشاركاتها السابقة كان مرده للاحتكاك الهائل مع جموع الطلاب والطالبات داخل الجامعة من خلال سلسلة طويلة من الفعاليات والنشاطات والانجازات التي تخدم الطلبة على حد قوله، وهو ما غاب عن الساحة بشكل شبه كامل في السنوات الست الأخيرة لأسباب قال عنها البيتاوي أنها معلومة لدى الجميع.
لذا وبنظرة واقعية حسب ما يقول فضل، لن تكون النتيجة على الدرجة التي يتمناها عناصر ومؤيدو الكتلة، ويختم فضل حديثه بدعوة الجميع أن يكونوا مهيئين لذلك، بعيدا عن الإفراط في التفاؤل غير المبني على الحقائق..
دعوات أخرى جاءت لأبناء الكتلة الإسلامية من قادتها السابقين بجعل الخطاب الموجه لجموع الطلبة وحدوياً وغير ضيق، وهذا ما لفت إليه الانتباه رئيس مجلس اتحاد الطلبة السابق علاء حميدان حيث كتب يقول:
"يا أبناء الكتلة الإسلامية: تذكروا أن طلبة الجامعة سيستمعون لخطابكم لأول مرة منذ ست سنوات، فأعطوا الصورة الإيجابية عنكم، وترفَّعوا عن الخطاب الضيق، ولا تنسوا أنكم أصحاب رسالة عظيمة، وتذكروا أن منهجكم الإسلامي يشعل في قلوبكم حب الوطن والدفاع عنه، وأنه يدعوكم لخدمة زملائكم الطلبة تقرباً لله عز وجل، ولا تنسوا أنكم لستم قضاة على الناس تطلقون عليهم أحكاماً، فليست هذه مهمتكم..".
كما أكدت العديد من تعليقات وتدوينات أبناء الكتلة أن الهدف الرئيس من المشاركة الحالية هو العودة للساحة الطلابية، والبقاء قريبا من العمل الطلابي النقابي، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات.
بالإضافة إلى ما سبق ظهرت بعض التعليقات التي قامت بمقارنات بين الكتلتين الأبرز في النجاح، فتارة بذكر عيوب سنوات مضت، وتارة بطرح تساؤلات عن مجموع النشاطات التي قدمتها المجالس السابقة لجامعة النجاح..
قبل الختام لا يخفى على أحد ما لانتخابات جامعة النجاح تحديدا من ثقل وتأثير واضح على مجريات الخط السياسي الفلسطيني العام، وليس أدل على ذلك انتخابات أواخر عام 2005 والتي سبقت انتخابات بلدية نابلس وانتخابات المجلس التشريعي، حيث كانت انتخابات جامعة النجاح مؤشرا واضحاً على النتيجة العامة لانتخابات البلدية والمجلس التشريعي، خاصة إذا ما شاركت بهذه الانتخابات حركة حماس.
أخيرا تتجه غدا أنظار المراقبين والساسة الفلسطينيين لانتخابات النجاح، في خطوة ذكرتها في تدوينة سابقة لي بأن انتخابات مجالس اتحادات الطلبة لا تعدو كونها سياسية أكثر من كونها عمل طلابي ونقابي،، غير أنني أملك فكرة لا أعرف مدى قدرة تطبيقها في انتخابات الجامعات، وهي توفر لجنة تحكيم من كل جامعة تضم أساتذة ومحاضرين وإداريين، بالإضافة إلى وجود موفد من كل كتلة طلابية مشاركة في الانتخابات، يقومون كل هؤلاء جميعا بتقييم مدى فعالية وأداء مجلس اتحاد الطلبة السابق، وتمنح الكتل الطلابية نقاط معينة نتيجة أدائها السابق، وتضاف هذه النقاط لمجموع الأصوات التي تحصل عليها الكتل في الانتخابات، وهو ما يشبه اليوم بعض برامج مسابقات التلفزيون المعنية بالغناء والتمثيل ووو الخ... وكلي أمل أن يأتي يوم يكون فيه الصالح سيد قومه.