شبكة قدس الإخبارية

أقرأ ما كتبه الأسير المريض سامي عريدي لوالدته

أحمد جرار

بعث الأسير المريض سامي عيسى عارف عريدي 32 عاماً من بلدة عرابة قضاء مدينة جنين، والذي يعاني من ضعف في عضلة القلب، ومن ضيق شديد في التنفس، رسالة لوالدته قال فيها :

" أمي يا حبيبتي ... في كلِّ لحظةٍ أنا بحاجة إليك ... لكني الآن الآن ... أشعر بحاجتي إليك أكثر

يا أمي ... أنا طفلك الرضيع الذي لا يملُّ حضنك الدافئ وحنانك الربانيَّ الخاشع

كيف لي أن أطيق الابتعاد عنك، وأنت بيتي ومأوايَ الذي به لا أشعر بالخوف والقلق

لأنك الحب يا أمي .... لأنك الحب والسكينة .. الرحمة والدفئ .. الراحة والاطمئنان

في هذه اللحظة يا أمي لا أشتهي إلا أطراف بنانك تلاعبني وخصلات شعري التي بدأت بالمشيب

بحاجة إليك يا حبيبتي ....

من يُطفئُ ناري المتوقدة في قصبات صدري ... نار الشوق والحرمان ... نار البعد والقسوة

أمي يا حبيبتي ... من لي بعد الله يرحمني إذا وقعت ... وينشلني اذا تعثّرت

من لي يا حبيبتي بعد الله لا يفرحه وجعي إذا أنا تألمت ولا يغضبه سكني إذا أنا برئت

يا أمي يا حبيبتي ....

أعلم أنك راضية عني – فيا هناي ويا غبطتي – ولكني أطمع بالمزيد المزيد يا أمي

أطمع يا أمي أن يخضرَّ قلبي فتنبت آلاف الوردات .. وتزهر على جدرانه براعم الجلنار والنرجس والياسمين

أطمع يا حبيبتي أن يزدهر بك قلبي كالبستان ... عنبا وتفاحا ورمانا وزيتونا ... لا شرقيا ولا غربيا

فقط .... فلتدعني الأقدار أن أتململ عند أخمصيك وأنا أثق بصانعها ...

أضع رأسي على ركبتيك الطاهرتين .. فتمسحين عن قلبي أدران البعد والجفاء ..

والقهر والحرمان ... أدرانا ورثتها من سنيني العجاف ..... أدرانا لا يقدر عليها الرجال الرجال

آه يا أقدار ... دعيني

أمي يا حبيبتي ..... لا يكفيني أن أحبك ... بحثتُ يا حبيبتي فوجدتُ أن الله قد نهاني أن أسجد لسواه فـلا نملك ان نقول إلا ( سمعنا وأطعنا سبحانك ربنا وإليك المصير )

فدعيني أحبك بعد الحب ثم أحبك بعد الحب ثم أحبك بعد الحب ثم أحبك بعد الحب حتى يذبل قلبي أو يذبل قلبي أو يذبل قلبي .....

فدعيني أكون على عتباتك سجادة .... علّني بطهارة قدميك أملك نصيبها". مركز أسرى فلسطين للدراسات