شبكة قدس الإخبارية

"عملية ايتمار".. فدائيون أشعلوا شرارة انتفاضة القدس

هيئة التحرير

نابلس- قُدس الإخبارية: كانت رصاصات فدائيي "عملية ايتمار" كفيلة بالرد على جرائم الاحتلال ومستوطنيه التي ارتكبوها في دوما نابلس بعد شهرين من تنفيذها وبمكان قريب منها.

مساء الخميس الأول من تشرين أول 2015، قرب مستوطنة "ايتمار"، اندلعت شرارة الانتفاضة التي جاءت لتعلن موجة من عمليات فردية سرعان ما اكتسبت  طابعاً ثوريًا انتقل إلى الجماهير الفلسطينية وأبطالها لتعلن "انتفاضة القدس".

مقتل 2 وإصابة 4 آخرين

تمكّنت خلية "ايتمار" من تنفيذ عملية إطلاق نار على مركبة للمستوطنين على الطريق بين مستوطنتي "ايتمار" و"الون موريه" المقامتين على أراضي قرى شرق نابلس.

وأسفرت العملية التي نفذت من مسافة الصفر عن مقتل مستوطنين هما "ايتام هنكين" وهو ضابط استخبارات احتياط بوحدة هيئة الأركان الإسرائيلية، وزوجته "نعماه هنكين".

واتضح من شكل العملية ونتائجها بأنها كانت ردًا على مجزرة دوما، وحتى قبل انكشاف أمر الخلية المنفذة ودوافعها، كان الفلسطينيون يدركون ذلك، وسرعان ما عبروا عن ذلك عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

وتأكيدًا على دوافع العملية، نشر يحيى الحج حمد، أحد منفذي العملية، صبيحة اليوم التالي على حسابه بموقع "فيس بوك"، صورة الطفل أحمد دوابشة، الناجي الوحيد من المحرقة، وكتب تحتها: "آن لك أن تبتسم".

222

أخلاقيات الفدائيين

منفذو العملية لم يسجلوا ردًا على محرقة دوما وحسب، بل استطاعوا كذلك تسجيل انتصار أخلاقي على الاحتلال ومستوطنيه عندما امتنعوا عن مس أطفال المستوطنين "هنكين"، والذين كانوا داخل السيارة.

هذا الانتصار الأخلاقي لفت انتباه المحلل العسكري بالقناة العبرية الثانية "روني دانييل" الذي قال إن التحقيقات أثبتت وبشكل لا يقبل التأويل بأن المنفذين علموا بوجود الأطفال في المقعد الخلفي من السيارة، لكنهم امتنعوا على قتلهم، مضيفًا "كأنهم يبعثون برسالة لنا: "نحن لسنا حيوانات مثلكم، ونحن لا نقتل الأطفال مثلما فعلتم في دوما مع عائلة دوابشة".

555

خلية للمقاومة

ضمت الخلية بين صفوفها مجموعة من الشبان من مختلف الأعمار ومن شرائح اجتماعية متنوعة، جمعتهم "علاقات صداقة، وانتماء صادق، وغيرةٌ على شعبهم".

ولم تكن عملية "ايتمار" أولى العمليات التي نفذتها الخلية، فقد سبقها تنفيذ عدة عمليات إطلاق نار استهدفت المستوطنين وقوات الاحتلال في الشوارع الالتفافية القريبة من نابلس، أسفرت عن وقوع عدة إصابات، وبقيت مجهولة إلى أن نفذت عمليتها الكبرى.

أفراد الخلية عملوا بسرية تامة إلى الحد الذي فاجأ أقرب المقربين إليهم فيما بعد، ودفع ذويهم للخروج بمؤتمر صحفي بعد أيام من اعتقالهم لينفوا صلة أبنائهم بالعملية.

ومع ذلك، فإن ظروفًا موضوعية أدت لانكشاف أمر الخلية، ولعل أبرز الخيوط التي قادت إليها كان إصابة أحد المنفذين بكف يده بالخطأ، ونقله إلى أحد مشافي المدينة، حيث اختطف من هناك على يد وحدة خاصة من المستعربين.

333

أفرادها

ترأس الخلية راغب أحمد عليوي (37عامًا) الذي يعمل آذنا لمسجد أمهات المؤمنين بحي الضاحية، وهو متزوج وأب لطفل، ويتهمه الاحتلال بتجهيز الخلية وتزويدها بالسلاح.

يحيى الحج حمد (24 عاما) ويدرس بجامعة القدس المفتوحة، وكان يجهز بيته استعداداً للخطوبة. وكرم رزق المصري (23 عاما) ويعمل مهندساً بإحدى شركات المقاولات، وقد أصيب بالخطأ خلال تنفيذ العملية، سمير كوسا (33 عاما)، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء، ويعمل سائق تكسي، وأمجد عليوي (48 عاما) متزوج وأب لتسعة أبناء.

وهؤلاء الخمسة صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد مرتين و30 عاماً إضافية، لدورهم في هذه العملية والعمليات السابقة، كما يُحاكم على ذات القضية كل من زيد عامر (26 عاما)، وهو متزوج منذ شهرين قبل العملية ويعمل مدرب سواقة، وبسام أمين السايح (44 عاما) وهو متزوج ويعاني من أمراض خطيرة أهمها سرطان العظم وسرطان الدم، ولا زالا ينتظران الحكم.

444

تضحيات

دفع منفذو العملية وعوائلهم تضحيات كبيرة ابتداءً من عملية اقتحام منازلهم بوحشية وإرهاب عائلاتهم، والاعتداء عليهم، وانتهاءً بهدم منازلهم وتشريد عائلاتهم.

فبعد أسبوعين هدمت قوات الاحتلال منازل ثلاثة منهم، وهم الحج حمد، والمصري، وكوسا، وبعد شهرين هدمت منزل راغب عليوي، ثم هدمت منزل الأسير عامر.

وقبل عدة أيام، صدر قرار نهائي من المحكمة الإسرائيلية العليا بهدم منزل الأسير أمجد عليوي، ورفض هدم منزل الأسير السايح الذي نفى التهم الموجهة له، وقوبلت عمليات الهدم بتضامن شعبي واسع مع هذه العائلات، توّج ذلك بإطلاق حملة شعبية لإعادة بناء المنازل المهدمة.

ولقيت الحملة تجاوبًا كبيرًا واستطاعت جمع أكثر من مليون شيكل على شكل أموال نقدية ومواد بناء، وتمكنت من إيجاد منازل بديلة بعد أن منع الاحتلال إعادة بناء منازلهم المدمرة.