فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: لاقت مشاركة الرئيس محمود عباس بجنازة رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي "شيمعون بيريز" في القدس المحتلة، استهجانا ورفضا واسعا من قبل الفصائل الفلسطينية التي كانت قد دعت عباس في وقت سابق إلى العدول عن الزيارة، وعدم إدارة ظهره للقاعدة الشعبية التي ترفض مثل هذه المشاركات.
"خيانة عظمى"
فمن جهتها، استنكرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، المشاركة، ووصفتها بـ"الخيانة الكبرى".
وقال الشيخ خضر عدنان، القيادي في الحركة في تصريح له: "إن مشاركة قيادة السلطة بجنازة المجرم بيريز تجاوز التنسيق الأمني المقدس إلى إعلان المحبة و المواساة للمحتل القاتل لشعبنا".
وأضاف عدنان، "دماء الشهداء وآهات الأسرى تتبرأ إلى الله تعالى من كل من يعزي بمجرم قانا ومهندس السلاح النووي الإسرائيلي شمعون بيرتز"، داعيا الفلسطينيين ومن يغار على القضية الفلسطينية من العرب والمسلمين إلى رفع صور الشهداء والأسرى وفي مقدمتهم شهداء مجزرة قانا التي قادها بيريز، في الميادين تعبيرا عن الغضب الشعبي للتعزية في وفاة مجرم الحرب الإسرائيلي الشهير، وفضح كل من شارك في جنازته عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وأكد عدنان، على أن "تعزية قيادة السلطة بوفاة المجرم بيريز، رغم الرفض والتنديد الشعبي الكبير، تؤكد أن السلطة و قيادتها في واد والشعب في واد آخر".
كما اعتبرت حركة حماس الزيارة بأنها "خطوة ستوفر غطاء للأطراف الأخرى للهرولة السياسية وتشجيعاً لها للتطبيع مع الاحتلال، عدا عن آثارها الكارثية على صعيد العمل الوطني الفلسطيني".
تشجيع للتمادي الإسرائيلي
حزب الشعب وفي تصريح صحفي له اليوم الجمعة قال: "إن المشاركة الفلسطينية على أي مستوى كانت في جنازة بيريز أمر غير مقبول على الإطلاق ولا يمكن لشعبنا أن يتفهمها بأي حال من الأحوال".
وأضاف البيان أن "حزب الشعب ومعه كل شعبنا الفلسطيني يعتبر أن المسيرة السياسية لبيريز أكدت أنه مجرم حرب بلباس دبلوماسي".
وأوضحت أنه قاد وأشرف على العديد من المجازر السياسية والدموية بحق شعبنا الفلسطيني كما أن مجزرة قانا بحق الأطفال اللبنانيين مثلت المعلم لبصماته الدموية.
وقالت حركة الأحرار في بيان لها: "إن هذه المشاركة مرفوضة وطنيًا من كافة أطياف شعبنا، وتعبر عن سياسة مخالفة لتوجهاته وتطلعاته، كما قالت إن تصريحات القيادي بفتح يحيى رباح بحاجة إلى محاسبة".
وشددت على أن مشاركة عباس وقادة وزعماء عرب في الجنازة تعتبر تشجيع للقيادات الإسرائيلية للتمادي في إجرامهم وارتكاب المجازر بحق شعبنا.
وطالبت جماهير شعبنا وكافة الوطنيين فيه بتوجيه رسالة شديدة اللهجة لعباس على هذه المشاركة لوقف التفرد بالقرار الفلسطيني الذي هو ملك لكل الفلسطينيين.
وعدت الأحرار في بيانها أن تصريحات القيادي في فتح يحيى رباح إساءة بالغة وطعنة غادرة لشعبنا يجب محاسبته عليها.
وقالت: "إن تلك التصريحات ستبقى عارا يلاحقه، داعيةً القانونيين من أبناء شعبنا لتقديم دعاوى وقضايا ضده في المحاكم الفلسطينية للجمه وكل من يتعدى على شعبنا ويستخف بتضحياته".
فتح باب التطبيع
من جهتها أكدت الجبهة الديمقراطية أن مشاركة عباس في الجنازة "تفتح الباب لمشاركة دول عربية أخرى، وعمليات التطبيع مع دولة الحروب والعدوان على القدس والضفة وقطاع غزة".
وأضافت الجبهة في بيان لها، أن "بيريز هو أول من زرع وبنى مستوطنة في الضفة الفلسطينية بعد احتلال 1967 مباشرة ما شجع دولة الغزو الاستعماري الاستيطاني في تماديها في نهب الأرض الفلسطينية الى هذا اليوم، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته في الوطن المحتل وأقطار اللجوء والشتات يعرف جيداَ دور بيريز الخطير والمدمر في حروب العدو على الأرض المحتلة وعلى لبنان بحرب "عناقيد الغضب" ومجزرة "قانا" في جنوبه".
وأكدت الجبهة على أنها تقف مع شعبنا في أراضي 1948، ومع أعضاء القائمة العربية المشتركة النواب العرب في الكنيست الاسرائيلي في مقاطعتهم للمشاركة في جنازة ومراسم تشييع "شيمون بيريز".
في حين قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: "إن مشاركة عباس وقيادات السلطة في الجنازة هو استمرار لوهن التأثير في "المجتمع الإسرائيلي"، واستمرار في الرهان على ذات النهج والطريق الذي أنتج اتفاقيات أوسلو والذي كان بيريز أحد أهم عرابيها". وأضافت، "بهذا المعنى، ترى الجبهة الشعبية أن مشاركة الرئيس في جنازة بيريز تلحق أشد الضرر بشعبنا، وبالعلاقات الفلسطينية الداخلية، وتجاوز للإجماع الشعبي الذي يرى في الهالك شمعون بيريز مجرم ومحتل ومرتكب مجازر مروعة ضد شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية".
فتح تدافع
قالت مفوضية الإعلام في حركة فتح: "إن مشاركة الرئيس محمود عباس في جنازة الرئيس الإسرائيلي "شمعون بيرز" هي جزء من مسؤوليات رئيس الدولة، ويتوجب على الفلسطينيين إدراك أبعاد ورسالة السلام الفلسطينية القوية للعالم التي تحملها المشاركة".
وقال رئيس اللجنة الإعلامية في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح منير الجاغوب: "إننا أمام أهمية سياسية في مشاركة الرئيس، تحديدا في هذه اللحظات التي يراقب فيها المجتمع الدولي موقف فلسطين المسؤول، والذي قد يكون الأكثر أهمية من بين كثير من الدول المشاركة".
وأوضح الجاغوب أن ما علينا فهمه كفلسطينيين، هو وضع الأمور في نصابها جيدًا، والانتباه لما تفعله قيادتنا الفلسطينية والدور المقاتل الذي تقوده من أجل تحقيق "انجاز فلسطيني دبلوماسي".
وأضاف، "إننا نقدر جيدا الفائدة السياسية في المشاركة بالجنازة كنقطة تلتقي فيها المصلحة الفلسطينية وتوجهات الحراك الدولي بما يعزز موقفنا في كل مكان".
وزعم، أن المشاركة قطعت للطريق على حكومة "بنيامين نتنياهو" في مشروع الترهيب المُمارس ضد السلطة، ومحاولات "إسرائيل" لإقناع العالم بأننا في جبهة لا تُؤمّن إلا بالعنف والسلاح.