رام الله - خاص قُدس الإخبارية: كما هو المعتاد في كل عام يتزامن مع توقيت انتخابات الكتل الطلابية في الجامعات الفلسطينية تستحوذ فيه جامعة بيرزيت على الكم الأكبر من استحواذ الاهتمام الفلسطيني لانتخابات الأطر والجامعات، فلماذا هذا الاهتمام وما هي قوة دلائل وإشارات التوجهات الطلابية وقدرتها على صناعة توجه نحو انتخابات فلسطينية عامة
الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي قال إن جامعة بيرزيت تعتبر الجامعة الأكثر حضارية المعبرة عن الانتخابات العامة من حيث الأمل في العودة لأجواء فيها شئ من الحرية، كما أنها الجامعة التي تعتبر المؤشر لتوجهات المجتمع الفلسطيني بنسب تصل 60 % لما للكتل من حيوية داخلية على الأقل.
وأضاف الريماوي لـ قُدس الإخبارية، "يمكن قراءة التدخلات التي تقودها مؤسسة رسمية أمنية وسياسية من حيث العمق بأنه لا يعطي حال تكافؤ في الفرص بين الجانبين في حسابات الربح والخسارة"، بما لا يشكل مؤشرًا حقيقًا على الأرض، حيث يُقاش قوة التأثير بحيوية عمل الكتل الطلابية وهو غير المتاح الآن بسبب انعكاسات الانقسام عليها.
وتوقّع المحلل الريماوي أنه إذا حققت الكتلة الاسلامية تراجعا بمقعدين عن الشبيبة في الظروف الحالية، فان الحفاظ على صدارة الكتلة سيعد انتصارًا كبيرا لها "كونها تواجه وحدها، من غير بيئة آمنة ولا مساندة"، بحسب قوله.
أما المحلل السياسي خليل شاهين فاعتبر ان الحديث عن معايير تصنعها مجالس الطلبة لا يمكن التعويل عليه بقدرٍ كبير، خاصة أن الظروف الراهنة لا يوجد بها اتحاد عام لطلبة فلسطين كما كان مسبقًا كما لا يوجد إطار جامع للحركة الطلابية.
وأرجع شاهين السبب في تراجع تاثير الانتخابات الطلابية على الحالة العامة وعدم وجود إطار جامع لها بحيث يبدو تأثيرها محدودًا، إلى تراجع دور الحركة الطلابية إضافة إلى تراجع دور الفصائل الممتدة منها، إضافة إلى التدخل السياسي والامني في الحالة الوطنية السائدة.
وأشار إلى أن وجود تجاوزات انتخابية في الجامعات الفلسطينية بما فيها بيرزيت لا يشير إلى نتائج انتخابية دقيقة يمكن القياس عليها للحالة الفلسطينية العامة، حيث تسمح الجامعة لطلبة الدراسات العليا بالانتخابات بالرغم من عدم كونهم طلبة بكالوريس مستفيدين من دور مجالس الطلبة، إضافة إلى تاثير التعامل بالأموال خلال الدعاية الانتخابية وتدخلات سياسة من السلطة الفلسطينية، بما يمثل طريقة غير دقيقة في تحديد معايير موحدة يمكن الاستناد إليها.
وأوضح شاهين لـ قُدس الإخبارية، أن الانتخابات الطلابية تعبّر عن توجّه أو حالة مزاجية لدى فئة منخرطة في التعليم الجامعي وهي فئة عمرية محددة من 18-22، لا تشكل بالضرورة توجه شعبي يمكن التعويل عليه بانتخابات قادمة، لكنه قد يعبر بالضرورة عن حالة مزاجية لفئة عمرية محددة.
وحول استحواذ جامعة بيرزيت على نصيب الأسد من الاهتمام بالانتخابات الطلابية، أرجع شاهين ذلك إلى عراقة الجامعة ودورها التاريخي الذي شهد قيادة الحركة الطلابية مخرجة من قيادة مجالسها قادة وطنيين للفصائل الفلسطينية.
أما في إطار التوقعات للانتخابات الطلابية، واستشهادًا بالحملة الانتخابية التي قادتها الأطر الطلابية بقطبيها البارزين "الشبيبة والكتلة" فانه من المتوقع أن تشهد الكتلة الاسلامية تراجعًا في مقاعدها على حساب الشبيبة الفتحاوية التي قد تشهد اتفاعًا، مع ترجيح حفاظ الكتلة على تقدمها بالرغم مما يشهده طلابها من ملاحقات أمنية واجراءات تشديدية.