اتهم تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر اليوم الاثنين جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعمد إعدام الشابين عامر نصار وناجي البلبيسي على حاجز عناب شرق قرية عنبتا في طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة قبل نحو أسبوعين، على الرغم من تمكن قوات الاحتلال من اعتقالهم.
ويقول التقرير "في مساء الأربعاء، الثالث من نيسان، وقرب برج الحراسة على حاجز عناب عند مدخل طولكرم حصلت عملية إعدام، حين اقترب أربعة شبان فلسطينيين سيراً على الأقدام إلى الحاجز وتابعهم الجيش الإسرائيلي بوسائل المراقبة إلى أن أصبحوا على بُعد 2 كيلو متر".
ويضيف "تمت مشاهدتهم وهم يقتربون ويحاولون مرة بعد أخرى إشعال الزجاجات الحارقة التي كانت بحوزتهم ولم يفعل الجنود شيئاً لوقفهم، وألقى الشبان الزجاجة نحو الجدار الإسمنتي للبرج احتجاجاً على موت الاسير ميسرة أبو حمدية، الذي توفي في أحد السجون الإسرائيلية قبلها بيوم واحد".
ويتابع "بعد عملية الرصد والمتابعة من قبل برج المراقبة على الحاجز، خرج جنديان نحو الشبان وأطلقا عليهما النار الحي، فاستشهد عامر نصار فورا واعتقل ضياء نصار، وجُرح فادي أبو عسل بيده وتمكن من الهرب ثم اعتقل بعد أيام من منزله على الرغم من حالته الصحية التي كان يعاني منها".
ويكشف التقرير "لم يكف الجنود بذلك، فشرعوا بعمليات ملاحقة ومطاردة لشاب آخر هو ناجي البلبيسي الذي فر إلى ساحة مصنع الجلد القريب، وأطلقوا عليه النار هناك من مسافة لا تزيد عن مترين فأردوه قتيلا بدم بارد، رغم أن الجنود المتحصنين لم يتعرضوا منذ بداية الحدث وفي أية مرحلة لخطر حقيقي".
ويعلق كاتب التقرير على هذه الحادثة بالقول "الشبان لم يستحقوا الموت، وخاصةً بعد فرارهم، وكان بالإمكان اعتقالهم كما اعتقل ضياء نصار في ذلك المكان وأبو عسل بعد بضعة أيام، لكن رأي جندي واحد أو اثنين استقر على تعليم البلبيسي درساً وعقابه وإعدامه".
ويشير التقرير إلى أن الشرطة العسكرية السرية قد فتحت تحقيقا في الواقعة، وخاصةً مع المعتقلين ضياء نصار وأبو عسل، في حين لم يعتقل أي جندي من تلك القوة التي لاحقت وقتلت الفتية، ويعلق الكاتب بالقول "سيحدث هذا بعد زمن طويل والنهاية معروفة سلفاً وربما تغلق القضية لعدم الاهتمام أو عدم توفر الأدلة وربما يوجه توبيخ شديدللجنود، وربما تتخذ اجراءات خفض للرتبة العسكرية أو عزل من الوحدة العسكرية، وربما عمل عقابي لبضعة أسابيع من يعلم!".
ويضيف الكاتب "يكمن وراء هذا الفعل جندي إسرائيلي نشك في أنه سيعاقب، او حتى ينشر اسمه، بل سيبقى يتجول بين الإسرائيليين وربما يُدعى بأنه (جندي ممتاز) ويحضر لمنزل الرئيس، ولهذا يجب ان يكون قدوة لكل عنصر في الجيش وحتى الإسرائيليين كلهم".
ويحمل التقرير الجيش الإسرائيلي كامل المسئولية عن فعل الجندي الإسرائيلي الذي قال أنه "يختبئ وراء رداء الجيش.. فإذا كان الأمر كذلك فلا يمكن الحديث عن حالة شاذة أو جزء لا ينفصل من جهاز يسمح بإعدام كهذا ويُحلله وبل ويشجعه بصمته والتغطية التي يمنحه إياها.
ويختم الكاتب تقريره قائلاً "حادثة قتل الطفل نصار ستصنف ضمن قصص البطولة والتضحية التي تكثر في صفوف الجيش، يضاف إليها ملاحقة الشاب البلبيسي الذي فر ناجيا بنفسه غير مسلح، فسدد أحد الجنود ببندقيته اتجاهه فقتله في الساحة المظلمة لمصنع الجلود بعيدا عن عيون الجميع، هو أيضا جزء من تراث الجيش الإسرائيلي الذي يحتم على كل إسرائيلي الاعتزاز به".