بالرغم من مرور أسبوعين منذ اتفاق الصلح بين الاحتلال وتركيا، إلا أن الأخيرة ما تزال تعارض مشاركة "إسرائيل" في مؤتمر حلف الناتو السنوي، الأمر الذي يراه محللون إسرائيليون أنه تباطؤ تركي في تنفيذ بنود اتفاق الصلح، ودافع للتشاؤم بعودة العلاقات بين الجانبين إلى سابق عهدها.
قضية معارضة تركيا مشاركة "إسرائيل" في مؤتمر حلف الناتو، بدأت في أعقاب المجزرة التي ارتكبتها "إسرائيل" في مايو 2010م، والتي راح ضحيتها 9 مواطنين أتراك كانوا على متن سفينة المساعدات التركية "مرمرة" التي كانت متجهة إلى قطاع غزة، وفي أعقابها أعلنت أنقرة أنها ستقطع العلاقات مع "إسرائيل"، ما لم تقدم الأخيرة اعتذاراً على الحادث ودفع تعويضات لعائلات القتلى الأتراك.
وبدأت تركيا في أعقاب الحادث بقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل"، ومحاولة الضغط على "إسرائيل" بكل السبل المتاحة للخضوع للمطالب التركية، وكان من بينها معارضتها لمشاركة إسرائيل في منتدى دول حوض البحر المتوسط، بالإضافة إلى معارضتها مشاركة "إسرائيل" في مؤتمر حلف الناتو.
وشكل الفيتو التركي لمشاركة "إسرائيل" في المؤتمر ضربة قاسية، حيث يترتب على ذلك حرمان "إسرائيل" من فرصة التعاون المشترك الإقليمي مع حلف الناتو في العديد من المجالات أبرزها، في مجال إدارة الموارد والطوارئ، والتعاون في مكافحة الكوارث الطبيعية، و محاربة الإرهاب وإطلاق الصواريخ وحرب السايبر.
ولم يتوقف الأمر لهذا الحد فقد عارضت تركيا مشاركة "إسرائيل" في سلسلة المناورات العسكرية البرية والبحرية والجوية التي يقيمها حلف الناتو، كما وقفت عقبة أمامها في مجال التعاون بين حلف الناتو و"إسرائيل" في مجال انتشار الأسلحة، والحوار العسكري، وإدارة الموارد العسكرية، والحماية البحرية وأمور أخرى.
تفاؤل أعقبه تشاؤم
وفي أعقاب الاعتذار الإسرائيلي لتركيا رجحت مصادر سياسية في مدينة القدس، أن تركيا سترفع الفيتو عن مشاركة "إسرائيل" في المؤتمر، ورحبت "إسرائيل" بدعوة مجلس الناتو للمشاركة في المؤتمر القادم، إلا أن أنقرت حطمت الآمال الإسرائيلية، وأعلنت رفضها لمشاركة إسرائيل في المؤتمر.
ورأت المصادر السياسية أن تركيا وبالرغم من اتفاق المصالحة لن تسمح بالتعاون المشترك بين "إسرائيل" وحلف الناتو، كما رأت المصادر أنه إذا حاولت "إسرائيل" التعجيل في اندماجها في الناتو من جديد فإنها سوف تخسر تركيا.
تأجيل تقني أم استراتيجي
موضوع آخر يقلق إسرائيل وهو تأجيل موعد اللقاء مع الجانب التركي لمناقشة قضية التعويضات التي ستدفعها "إسرائيل" لعائلات القتلى الأتراك، حيث أجل الوفد التركي اللقاء إلى نهاية الشهر الجاري وذلك لأسباب وصفوها بالتقنية، حيث أنهم لم ينهوا المشاورات مع عائلات القتلى، الذين يرفضون لغاية الآن التنازل عن الدعاوى التي رفعوها في المحاكم ضد "إسرائيل".
مشكلة أخرى تواجه الوفد التركي وهي طلب أهالي القتلى الأتراك، أن يكون رئيس الحكومة التركي "رجب طيب أردوغان" على رأس الوفد التركي المفاوض، وهو أمر يتعارض مع موعد زيارة أردوغان للولايات المتحدة الأميركية ولقائه بالرئيس باراك أوباما، الأمر الذي يرجح تأجيل الموعد مرة أخرى.
ومن الجدير بالذكر أن الوفد الإسرائيلي المفاوض سيضم كل من مستشار "نتنياهو" لأمن القومي "يعقوب عاميدرور"، ومبعوث "نتنياهو" الخاص لتنظيم العلاقات مع تركيا المحامي "يوسف تساحنوبر"
مصادر، موقع عكا