رام الله - قُدس الإخبارية: أعلنت فرنسا عن نيتها عقد مؤتمر دولي لتحقيق تسوية سلمية للصراع الفلسطيني الإسرائي مبنية على أسس دولية، وهو ما تفاوتت بشأنه مواقف السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" والولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي إن بلاده ستعيد تحريك مبادرتها بهدف الحفاظ على "حل الدولتين"، مضيفا، أن فرنسا ستعترف بالدولة الفلسطينية بشكل رسمي إذا فشلت هذه الجهود لتحقيق التسوية السلمية.
ورحبت قيادة السلطة بالمبادرة الفرنسية على لسان نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة، وكذلك على لسان كبير المفاوضين صائب عريقات، الذي قال إن التحرك الفرنسي مرحب به وبشدة، معتبرا أنه جاء إدراكا من باريس بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة للمستوطنين وبالمستوطنين وتدمر خيار حل الدولتين.
وأضاف في حديث لوكالة "شينخوا" الصينية، أن التحرك الفرنسي دليل على اليأس من الحكومة الإسرائيلية الحالية وهو محل تعويل فلسطيني مهم، وأعرب عن أمله بنجاح هذا المساعي لعقد هذا المؤتمر ثم وضع إطار حل بسقف زمني محدد لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
في المقابل، جاء الموقف الإسرائيلي من المبادرة مغايرا تماما، ورغم أنه لم يُسجل حتى الآن أي موقف رسمي ومعلن من حكومة الاحتلال أو مكتب رئيسها بنيامين نتنياهو، إلا أن بعض المسؤولين عبروا عن الموقف بتصريحات مختلفة.
ونقلت إذاعة الاحتلال العامة عن "مصدر سياسي" إسرائيلي قوله، إن المبادرة الفرنسية تشكل حافزا للفلسطينيين لإفشال المفاوضات السلمية، معتبرا أنه لا يمكن بهذه الطريقة إجراء عملية تحاور وبالتالي تحقيق السلام.
إلى جانب هذا الموقف، علق مسؤول إسرائيلي آخر بسخرية على المبادرة الفرنسية، قائلا إنه يتساءل إن كانت فرنسا ستدعو أيضا "داعش" إلى مؤتمر دولي من أجل المفاوضات، أو حتى إلى المؤتمر ذاته، وفقا لما نقل موقع "واللا".
ولم يختلف الموقف الأمريكي عن الإسرائيلي كثيرا من المبادرة، فقد أعرب مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية عن تحفظه من الإعلان الفرنسي، مضيفا، أن بلاده تعتقد أن المفاوضات المباشرة هي التي ستؤدي لاتفاق بين الجانبين.
وتعقيبا على هذه المواقف، قال المحلل السياسي حمادة فراعنة، إن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تعيق حاليا إمكانية نجاح المبادرة الفرنسية، أولها ضعف الموقف الفلسطيني في ظل الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007 "بما يقدم خدمة مجانية لإسرائيل"، حسب قوله لوكالة "شينخوا".
أما السبب الثاني وفقا لفراعنة، فيتعلق بما يجري في المنطقة العربية من حروب وصراعات أدت إلى استنزاف موارد العرب وإضعاف قدراتهم، وأفقدت الفلسطينيين مظلة الدعم لهم والإسناد لنضالهم، فيما يتمثل السبب الثالث في الوضع الدولي المشغول بما هو أهم من فلسطين ومعاناة شعبها.
وكانت آخر جولات مفاوضات توقفت في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من انطلاقها برعاية أمريكية، دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء النزاع المستمر بينهما منذ عدة عقود.