كنت أحلم طيلة فترتي الدراسية الجامعية، ولحد الآن.. أن أرى انتخابات مجلس اتحاد طلبة قائمة على أساس منفعة الطالب أولا وأخيرا، وليس على أساس سياسي بحت ومواقف مجترة أكل الزمان عليها وشرب،، الطالب لا يهمه إن تحررت تل أبيب أم لا في المقام الأول، ولا يريد أن يعرف من أطلق الرصاصة الأولى أيضا،، بقدر حاجته لمن يحقق مطالبه المشروعة والعادلة في الجامعة، يريد قروضا ميسرة، ويريد انخفاضا للأقساط الجامعية، الطالب المحتاج يريد مساعدة ومعونة، الطالبات بحاجة لجو من الأمن والأمان في الجامعة، الأساتذة بحاجة لجو تعليمي لكي يوصلوا رسالتهم، الإدارة بحاجة إلى جسم طلابي على مستوى عالٍ من الفهم لكي تتواصل معهم بحرية..
إنني أتفهم الدور الريادي المنوط بمجالس اتحاد الطلبة من تنوير وطني وسياسي لطلبة الجامعات، خاصة وأن عشرات الطلبة قديما في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي كانوا وقودا للعمل الجماهيري والنضالي الشعبي، بل إنه يمكن القول أن أغلب قادة العمل الحزبي والفصائلي هم من قيادات مجالس اتحادات الطلبة سابقا، والعاملين فيها،، ولكن هذا كله لا ينفي أن مهمة المجالس في المقام الأول، هي خدمة الطلبة وحلقة وصل بينهم وبين إدارة الجامعات، فهل هي هكذا الآن؟؟
بعض مجالس الطلبة لا تسمع بهم إلا في موسم الانتخابات، وعند صياغة تقرير النشاطات السنوي، تبدأ الاختلاقات والبحث في قعر الجامعة عن أي نشاط ساهم فيه المجلس لتحسين صورته أمام الطلبة.
أجزم أن 99.99% من مجالس اتحادات الطلبة في فلسطين جاءت انعكاسا للحالة السياسية لكل فصيل يشارك ذراعه الطلابي في الانتخابات، وليس أدل على ذلك أن الحركات السياسية تعول كثيرا على انتخابات الجامعات، ومن هنا أصبحت الانتخابات منبرا سياسيا أكثر من كونها منبرا خدماتياً للطلبة.
لو تابعتم معي الحفلات الانتخابية لمجالس الطلبة، لرأيتم أنها لا تتعدى كونها سجلات سياسية بحته، يندر الحديث فيها عن مجموع الخدمات التي قدمه أو سيقدمه المجلس القادم..
وهنا لا أنكر أبدا أن بعض مجالس الطلبة كان لها دور فعال جدا بل وريادي أيضا في خدمة الطلبة والسهر على احتياجاتهم، وأنا على ثقة لو أن الأمر ترك فقط لمن يخدم أكثر في الدورة السنوية للمجالس لاختير الفصيل س أو ص بعينه بعيدا عن لونه السياسي.
أخيرا لا يسعني إلا أن أذكر بحديث الرسول عليه السلام: "أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ".
هكذا أفهم انتخابات مجلس اتحادات الطلبة..