الخليل- قُدس الإخبارية: الأب الحنون والجد الرائع الذي يوصي دومًا بفعل الخير واتباع تعاليم الدين، بهذه الكلمات اختصر أحد أبناء الشهيد عيسى الحروب سيرة حياة والده، بعد وقت قصير من إعدامه شمال الخليل ليكون ثاني أكبر الشهداء عمرا خلال الانتفاضة التي انطلقت مطلع تشرين أول الماضي.
وقتلت قوات الاحتلال عيسى إبراهيم الحروب (57 عامًا) من بلدة دير سامت قرب بلدة سعير بزعم تنفيذه عملية دهس في المنطقة بعد ظهر اليوم الجمعة، فيما تؤكد عائلته بأن جنود الاحتلال أعدموه بدم بارد دون أن يبالوا بكبر سنه.
الشهيد عيسى أب لـ 15 ابنا وابنة من زوجتين، وجد لـ13 حفيدًا من أبنائه وبناته، كان دائما ما يوصيهم بفعل الخير واتباع الدين وعوّدهم أن حب الوطن فريضة لا تنتمي لأي فصيل، كما كان هو بالضبط.
جواد حروب نجل الشهيد، يقول إن نبأ استشهاد والده كان صادمًا، ويصف لحظة تلقيه للخبر هو وعائلته بـ "الفاجعة"، موضحا، أنه علم باستشهاده عندما قرأ خبرا صحفيا على صفحات التواصل يفيد بشهيد في الخليل مرفقًا بصور من مكان الحدث.
ويضيف جواد لـ قُدس الإخبارية، أنه تعرف على والده من خلال سيارته أولا بعد أن رآها في الخبر، ثم من خلال ملابسه التي كان يرتديها عندما غادر المنزل، حيث ارتدى حطة حمراء وجلابية بزي عربي أكد هويته لعائلته.
واختار الشهيد أن يقضي الفترة الأخيرة مرتاحا من أي عمل ومتفرغا لعائلته وعبادته بعدما عمل لسنوات تاجرا للملابس، وأخذ ينتقل بين بيوت زوجتيه وأبنائه، حتى قضى ليلته الأخيرة في بيت ابنه جواد في سهرة عائلية لم يتوقعوا أبدًا أن تكون الأخيرة.
ويوضح جواد، أن والده الشهيد صلى الفجر في جماعة وانطلق إلى قرية الشيوخ شمال شرق الخليل، حيث بيته الثاني ليرى أولاده وزوجته، لكن وصوله لجوار ربه كان أقرب من مسافته التي كان يقصدها.
ويشير جواد إلى أن العائلة توجهت لموقع الإعدام لتجد جيش الاحتلال قد أعلنه منطقة عسكرية مغلقة، فلم تستطع رؤية شهيدها الذي نقل بسيارة إسعاف إسرائيلية لمكان مجهول كما فعلت بعد عشرات الجرائم السابقة، ليرتفع عدد الشهداء المحتجزة جثمانيهم منذ انطلاق الانتفاضة حتى اليوم إلى 50 شهيدا بينهم 18 شهيدا من الخليل.