قالت صحيفة الغارديان البريطانية بأن " النظام السوري قرر سحب أعداد كبيرة من قواته من هضبة الجولان، في خطوة تلقي بظلالها بالشك حول مستقبل قوة حفظ السلام الدولية في سيطرتها على مرتفعات الجولان وتزايد الخطر حول التدخل الإسرائيلي في الصراع الدائر في الأراضي السورية".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين اعتقادهم بأن " النظام السوري قد نقل الآلاف من قواته خلال الأسابيع الأخيرة إلى جبهات قتال أقرب إلى دمشق وهو المكان المتواجد به الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى أن التقديرات تتحدث عن نقل 20 ألف جندي".
وبحسب المصادر الغربية فإن الحكومة السورية قد نقلت أفضل قواتها إلى داخل سوريا لحماية ما تبقى من مناطق تحت سيطرة النظام هناك وأن القوات المتبقة لا تكفي لحماية كافة المنطقة الحدودية وهي بالأساس ضعيفة لا تستطيع حمايتها من المسلحين.
ووفقاً للصحيفة فإن قوات حفظ السلام الدولية أعربت عن قلقها إزاء ما يحدث في هضبة الجولان، كما أنها تشعر بأنها في موقف أكثر ضعفاً من أي وقت مضى، وذلك بعد قرار العديد من الدول المساهمة بنشر قواتها ضمن حفظ السلام بإعادة النظر في التزاماتها في حماية الحدود السورية مع "إسرائيل".
من جانبها أعربت "إسرائيل" عن قلقها الشديد نتيجة لهذه الخطوة، وذلك خوفاً من أن يستخدم المسلحين المنطقة نقطة انطلاق لشن هجمات على البلدات الإسرائيلية في المناطق الشمالية التي تسيطر عليها "إسرائيل".
ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير في الحكومة الإسرائيلية قوله "نحن نعلم أن بعض الدول تعيد النظر في مشاركتها في قوات حفظ السلام"، مشيراً إلى أن حكومته تنظر إلى هذه الخطوة ببالغ القلق، مضيفاً "نحن على تواصل مع الأمم المتحدة للبحث عن بديل في حال تم انسحاب إحدى الوحدات.
وأشار المسئول إلى أننا لا نتصور أي سيناريو في هذه المرحلة إلا أننا واعون تماماً إلى هشاشة الوضع الأمني هناك، موضحاً أن الوضع الأمني المتردي لم تشهده المنطقة منذ عام 1974م، لافتاً إلى أن جيش الاحتلال يتابع الوضع عن كثب، كما أننا نقوم باستكمال بناء السياج الحدودي ونرصد الأحداث ونقوم بتحليلها أولاً بأول، على حد تعبيره.
من جانبه حذر مسئول الارتباط السابق في الجيش الإسرائيلي والمسئول عن العلاقات مع قوات حفظ السلام من أن الوضع حساس للغاية، داعياً إلى وجود آلية من أجل بقاء قوات حفظ السلام في المنطقة.
وأضاف "إذا كانت الأمم المتحدة غير قادرة على أداء مهمتها فإن هذا مأزق كبير للجيش الإسرائيلي، إننا لم نواجه مثل هذه الحالة من قبل، لكن علينا أن نتصرف بمسئولية ولكن أسوأ السيناريوهات يمكن أن تجلب لنا أسوأ الأجوبة".